كريمة بن حمو.. أيقونة الشباب المغربي التي نذرت نفسها للبحث العلمي في سائر أنحاء العالم

برغبتها المتعطشة باستمرار في مجال البحث، وعزيمة وإرادة قوية للتعلم، وتحد أكثر إلحاحا للمساهمة في النهوض بمجتمع المعرفة، يمكن تنصنيف كريمة بن حمو، كأيقونة الشباب المغربي التي نذرت نفسها للبحث العلمي في سائر أنحاء العالم.

طنجة نيوز (نادية الأحمر) و.م.ع
برغبتها المتعطشة باستمرار في مجال البحث، وعزيمة وإرادة قوية للتعلم، وتحد أكثر إلحاحا للمساهمة في النهوض بمجتمع المعرفة، يمكن تنصنيف كريمة بن حمو، كأيقونة الشباب المغربي التي نذرت نفسها للبحث العلمي في سائر أنحاء العالم.

وقالت الشابة المراكشية، البالغة 33 عاما، التي لم يشكل طول المسافة عائقا أمامها لتعزيز معرفتها وإنجازاتها، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنها كانت دائما حاضرة كلما سنحت لها الفرصة لإرضاء طموح ملح في مجال البحث العلمي،ولو تعلق الأمر بالذهاب الى أقصى العالم.

وبعد أن سافرت إلى العديد من البلدان الأوروبية، في إطار مختلف الأعمال البحثية والمشاريع العلمية، اعتبرت كريمة أن الوقت قد حان لاسكشاف القارة الآسيوية،وسافرت الى إندونيسيا، وهي الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الكيمياء سنة 2015 بميزة مشرف جدا مع تنويه من اللجنة العلمية بإشراف دولي مشترك بين جامعة القاضي عياض بمراكش وجامعة غرونوبل.

وحطت كريمة الرحال بجاكرتا في إطار برنامج للتبادل بين مركز التنمية لجهة تانسيفت بمراكش ومدرسة “فجر الهداية” الدولية، للاطلاع عن قرب على منهجية التعليم الإبداعي لمدة ثلاثة أشهر.

وقالت ” بصفتي عضوا في مركز التنمية لجهة تانسيفت، فقد تطوعت لأعيش هذه التجربة العلمية الجديدة في آسيا وأكتشف نطاق التعليم الإبداعي، باستخدام طرق بيداغوجية جديدة ومبتكرة، في تفاعل تام مع مختلف عناصر الحياة اليومية “.

واعتبرت الباحثة الشابة، التي حصلت على جائزة التميز لأفضل أطروحة في الكيمياء من جامعة القاضي عياض برسم الموسم الجامعي 2015-2016، أن الوقت قد حان لأن يعتمد النظام التعليمي منهجية ترتكز على الممارسة التي ترسخ في أذهان التلاميذ القواعد الأساسية للعلوم.

وترى كريمة بن حمو أن نظام التعليم النظري قد ولى ، وانه يتعين اعتماد نظام عصري وجديد، من أجل شحذ ملكة العلم والتفكير والتحليل والنقد لدى الطفل منذ سن مبكرة.

وفي سنة 2016، توجهت الشابة المغربية إلى ماليزيا بعد حصولها على منصب في مجال الكيمياء على مستوى الجامعة الوطنية الماليزية.

وقالت ” لقد تعلمت الكثير خلال إقامتي في ماليزيا، البلد الذي يوفر ظروفا مشجعة للبحث الأكاديمي، وعشت شخصيا تجربة مثمرة وغنية “، مؤكدة على الكفاءات العالية للأساتذة، وتوفر المختبرات على تجهيزات متطورة، بالإضافة إلى توفر المراجع العلمية الثمينة بكثرة على رفوف المكتبات.

وبعد تنشيطها للعديد من العروض في المؤتمرات الدولية بعدد من البلدان، مثل السويد وفرنسا ولاتفيا وماليزيا وإندونيسيا، اقتنعت كريمة، المولعة بمجال الذرة والجزيئات وتغيرات المادة، أكثر من أي وقت مضى، بأهمية الانفتاح على التجارب العلمية والأبحاث في مختلف بلدان العالم.

وظلت الجامعية المغربية الشابة ، التي نشرت أربعة مقالات في مجلات دولية مرموقة، وأُعيد نشر أطروحتها على شكل مؤلف للاستعانة به على مستوى جامعة غرونوبل الفرنسية، صامتة لفترة قبل تتذكر أيامها الأولى في المدرسة.

تذكرت كريمة ، وهي تبتسم، كيف أنها عندما كانت في الرابعة من العمر أدركت أنها الوحيدة التي تظل في المنزل، فيما كان أطفال الجيران، الذين تتقاسم معهم اللعب، يتوجهون إلى المدرسة.

وذات يوم ، قررت الفتاة التي اعتراها الفضول أن تنتظر والدها أمام باب المنزل، لكن هذه المرة ليس فقط لتحيته بل من أجل طلب خاص، وبمجرد ان رأته أمسكت بيده وقالت له ” أريد ان أذهب الى إلى المدرسة”، تقول كريمة .

وبخصوص خططها المستقبلية، أعربت كريمة بن حمو عن رغبتها القوية في الالتحاق بأحد المختبرات الدولية ضمن مجموعة بحث لوضع بصمتها على مجتمع المعرفة في المغرب ، وقالت ” سأكون دائما مدينة لبلدي وسأعمل جاهدة من أجل تمثيله أينما كنت، متسلحة بالبحث والمعرفة” .

وفي ما يتعلق باليوم العالمي للمرأة، وجهت كريمة التحية لجميع نساء العالم، و للنساء المغربيات على وجه الخصوص، من خلال دعوتهن إلى مواصلة الكفاح من أجل مستقبل واعد.

وبلهجة واثقة، قالت إن ” مستقبلنا كنساء مغربيات سيعاد تشكيله من خلال إحراز تقدم في مجال العلم والتكنولوجيا، الذي سيعمل على إبراز المواهب الرائعة والمبدعة لنساء منخرطات في المجال العلمي”.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...