عرض التجربة المغربية في مجال إصلاح الحقل الديني في ندوة ببروكسل
تم مساء اليوم الأربعاء ببروكسل عرض التجربة المغربية في مجال إصلاح الحقل الديني، أمام ثلة من الباحثين والفاعلين السياسيين والدبلوماسيين وشخصيات من مختلف الآفاق، وذلك خلال ندوة نظمتها سفارة المغرب بلجيكا.
طنجة نيوز
تم مساء اليوم الأربعاء ببروكسل عرض التجربة المغربية في مجال إصلاح الحقل الديني، أمام ثلة من الباحثين والفاعلين السياسيين والدبلوماسيين وشخصيات من مختلف الآفاق، وذلك خلال ندوة نظمتها سفارة المغرب بلجيكا.
وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة التي أدارها الباحث الأنتروبولوجي فريد العسري، على تفرد التجربة المغربية ونموذج التدين في المملكة القائم على قيم الانفتاح والتسامح والاعتدال.
وتناول محمد الطوزي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، موضوع هذه الندوة من جانب كيف يعيش المغاربة دينهم ؟
وأكد المتدخل أن المسلمين المغاربة لهم مرجعية إسلامية، لكن ذلك لا يمنعهم على مستوى الواقع من التعامل مع متطلبات الحياة اليومية بنوع من البراغماتية.
واعتبر محمد الطوزي أن الفهم الصحيح للإسلام يتطلب الانفتاح على مختلف العلوم والحقول المعرفية الأخرى وخاصة العلوم الاجتماعية، مشيرا إلى أن فهم الدين لا يجب أن يبقى محتكرا من قبل الفقهاء خاصة في ظل التطورات التي يعرفها العالم الحديث.
من جانبه، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد العبادي أن خصوصية النموذج المغربي في مجال التدين يجد تفسيره في الوقائع التاريخية واختيار الإسلام المعتدل الذي يعتمد على المذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية والتصوف الجنيدي.
وأبرز أن المغاربة أدركوا مبكرا ضرورة الأخذ بعين الاعتبار البعد السياقي في فهم النصوص الدينية عن طريق المعرفة والعلوم وهو ما يضمنه المذهب المالكي على مستوى تقاطع النص والسياق. كما أن العقيدة الأشعرية، يضيف السيد العبادي، تتيح الربط بين النص والعقل، وأن الصوفية تحقق الرابط بين النص والبعد الروحي.
وشدد على أن تفكيك خطاب الكراهية يتطلب مزيدا من الابتكار والسبق، مشيرا إلى أن التجربة المغربية اعتمدت على مقاربة استباقية تروم ضمان أمن المواطنين والذي يمر بالحفاظ على أمنهم الروحي.
وأبرز في هذا الصدد الدور المحوري الذي تضطلع به مؤسسة إمارة المؤمنين التي تشكل حصنا منيعا ضد التطرف.
كما أكد على دور البحث العلمي والاجتهاد لتقديم أجوبة تتلاءم مع حاجيات الشباب والتكوين والتأطير.
وتناولت المداخلات خلال هذه الندوة أهمية التجربة المغربية في مجال تدبير الحقل الديني ودعت إلى تعزيز التعاون مع المغرب في مجال تكوين الأئمة.
وكان سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر قد أكد في بداية هذه الندوة أن المغرب أدرك مبكرا خطر التطرف، واعتمد إصلاحات شجاعة بمرجعية دينية قائمة على قيم الانفتاح وضمان التأطير طبقا لتعاليم المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الضامن لاستمرار مؤسسة إمارة المؤمنين.
وذكر أن هذه الندوة هي الأولى ضمن سلسلة من الندوات ستتمحور حول الإنجازات التي حققها المغرب خاصة في مجال حقوق الإنسان ومكانة المرأة والسياسة الإفريقية للمملكة.