طنجة.. تقديم كتاب “الصحراء المغربية،،ملف نزاع مفتعل”

تم أمس الجمعة ببيت الصحافة بمدينة طنجة، تقديم كتاب “الصحراء المغربية، ملف نزاع مفتعل”، في حفل حضرته شخصيات وازنة من عالم الثقافة والسياسية والاعلام.

طنجة نيوز – و.م.ع
تم أمس الجمعة ببيت الصحافة بمدينة طنجة، تقديم كتاب “الصحراء المغربية، ملف نزاع مفتعل”، في حفل حضرته شخصيات وازنة من عالم الثقافة والسياسية والاعلام.

ويتناول هذا المؤلف الجماعي، الذي نشر خلال السنة الجارية في فرنسا عن دار النشر ” سيرف” تحت إشراف شارل سان برو وجان إيف دو كارا وكريستوف بوتان ويجمع بين دفيته 313 صفحة، مسألة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية من مختلف زواياه التاريخية والجغرافية والسياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية.

كما يقدم هذا الكتاب،الذي ساهم فيه خبراء من عدة بلدان كألمانيا وإسبانيا وفرنسا ولبنان والسنغال إلى جانب المغرب ،تحليلا موضوعيا وشاملا حول استمرار الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية ،الذي اختلق من قبل اعداء الوحدة الترابية للمملكة في منتصف سبعينات القرن الماضي لمعاكسة حق المغرب في سيادته على أقاليمه الجنوبية .

ويستعرض الكتاب الحجج الدامغة و الدلائل القاطعة والوثائق الرسمية والتحاليل الموضوعية التي تبرهن على أن النزاع حول الصحراء المغربية تم اختلاقه من طرف بعض الدول ،خاصة منها الجزائر ،التي تحن الى مبادئ أثبتت التاريخ والواقع عدم جدواها ،في وقت يخطو فيه المغرب خطوات جادة في مسار التنمية وبناء المستقبل وتوفير اسباب العيش الكريم والامن والاستقرار للاجيال الحالية والمقبلة .

وإضافة الى ذلك يقدم هذا الكتاب العلمي الرصين تحليلا دقيقا للوضع الأمني في المنطقة، ويسلط الضوء على الجهود التي ما فتئ يبذلها المغرب لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودعم القطاعات التربوية والصحية وضمان العيش الكريم للمواطنين المغاربة الصحراويين ،في وقت كانت تعاني هذه المنطقة قبل عودتها الى الوطن الام من التهميش وضعف البنيات التحتية في كل المجالات .

واعتبر مؤلفو الكتاب ،حسب التقديم الوارد في هذا المؤلف ،ان السبب في نشر الكتاب يكمن في محاولة ابراز الحقائق ودحض الاكاذيب والافتراءات والدعاية المغرضة التي يتبناها ،دون وجه حق ،أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية وإبراز دور المغرب في استتباب الامن والاستقرار في مختلف مناطق القارة الافريقية ،خاصة بمنطقة الساحل جنوب الصحراء ،والدعم المسترسل والمتواصل الذي يقدمه المغرب لمختلف الدول الافريقية .

وقال السيد شارل سان برو ، المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس وأحد مؤلفي الكتاب ،أن “نشر هذا الكتاب يأتي في ظل تجدد الخطاب العدواني العقيم الموجه ضد حق المغرب في وحدته الترابية ،والأزمات التي تعرفها بعض مناطق شمال افريقيا ومنطقة الساحل جنوب الصحراء ، مشيرا إلى أن الصراع المفتعل يعكس “رغبة أطراف معروفة وإحدى الدول المجاورة للمملكة في التدخل في الشأن المغربي الداخلي في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة”.

وأضاف السيد سان برو وهو أيضا استاذ بجامعة السوربون ،أن القضية لها أهمية قصوى من الناحية الجيو استراتيجية على الصعيد الاقليمي وكذا العالمي، إذا أخذنا في الاعتبار، أولا، العقبات التي تطرح على مستوى الاندماج المغاربي، وثانيا، بسبب الانعكاسات السلبية لهذا الصراع المفتعل التي تبقى مؤثرة بشكل كبير على الأمن الإقليمي”.

وأشار إلى أن القرار الصادر بتاريخ 25 إبريل 2013 عن مجلس الأمن الدولي أوضح الأمور المرتبطة بهذه القضية ، ونوه بالإنجازات التي حققها المغرب في مجال حقوق الإنسان بمنطقة الصحراء المغربية، وخاصة من خلال انشاء لجن إقليمية تابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بكل من العيون والداخلة لحماية وتكريس قيم ومبادئ حقوق الانسان بالمنطقة على غرار باقي مناطق المغرب.

واعتبر السيد سان برو أنه وفي ظل الوضع الراهن المتأزم بعدد من دول العالم العربي ،الذي يهدد بالانفصال والانقسامات، فإن المغرب الذي حقق الوحدة الوطنية، ويدبر بنجاح مشروعه التنموي الوطني الشامل ،يشكل واحدة من نقط الضوء القليلة التي تثير الامل على مستوى المنطقة.

وأضاف أنه “من نافلة القول التأكيد على أن المملكة المغربية هي الدولة الناشئة الوحيدة على مستوى منطقة المغرب العربي وهي ايضا الوحيدة التي لديها كل الضمانات لاستتباب الامن وتحقيق الاستقرار بالمنطقة برمتها وكذا القدرة على مواجهة التهديد الإرهابي. وفي هذه الظروف، فإن النزاع المفتعل الذي تقف وراءه الجزائر يبعث على الأسى ،وخاصة أن وحدة دول المغرب العربي ستشكل دعامة حقيقية لضمان الاستقرار والتقدم. وكما ان الصراع المفتعل يحول دون تحقيق الوحدة ، فإنه يقف عقبة في وجه تطوير التعاون الاقتصادي ،وهو ما يؤدي ايضا الى تخلف دول من منطقة المغرب العربي عن ركب التنمية العالمية”.

وشدد الباحث الفرنسي على ضرورة الحد وبسرعة من هذا النزاع المفتعل ، في الوقت الذي تتهدد المنطقة مخاطر قد تتسبب في زعزعة الاستقرار بفعل توسع نشاط الجماعات الإرهابية وضعف بل وانهيار عدد لا يستهان به من الدول، دون اغفال المشاكل والصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها بعض الدول ، من ضمنها الجزائر التي تضررت بشكل كبير جراء انخفاض أسعار النفط.

ومع ذلك، يشير الباحث الفرنسي فإن النظام الجزائري يواصل مناوراته وألاعيبه اليائسة ، مشددا على أن هذه المناورات لن تؤثر البتة في المغرب.

ويشهد الواقع ،حسب الباحث الفرنسي ، أن المغرب لديه الحصانة اللازمة لمواجهة كل التحديات ،وهو يشكل قوة دبلوماسيته لا محيد عنها لدورها المركزي في تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل وجنوب الصحراء،وعمله الدؤوب لنشر قيم الاسلام الوسطي ،وأيضا لسياسته الطموحة على الصعيد الأفريقي، مبرزا أن عمق وأهمية هذه السياسة الأفريقية هي السبب في دعوة غالبية الدول الأفريقية الى عودة المملكة الى الاتحاد الافريقي وتعليق عضوية الجمهورية المزعومة ،وهو بمثابة الاعتراف بالشرعية الدولية.

وأوضح السيد سان برو أن جميع المراقبين الموضوعيين والدول المؤثرة في العالم ، منها الولايات المتحدة وفرنسا ،تعترف بجدوى مشروع الحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة على اقاليمها الجنوبية ،والذي يمثل الحل المناسب الوحيد لوضع حد لهذه القضية المفتعلة التي تجاوزها الزمن بانتهاء الحرب الباردة، مشيرا إلى أن “المقترح المغربي هو بالتالي فرصة يجب اغتنامها لكسر الجمود وإنهاء هذا النزاع المفتعل الذي استمر لزمن طويل جدا لأسباب معروفة لدى الجميع “.

وخلص الباحث الفرنسي إلى أن “المجتمع الدولي يجب أن يتحمل المسؤولية الاخلاقية ،وافريقيا في الطريق الصحيح لتحمل هذه المسؤولية “، داعيا القوى العظمى للضغط على الجزائر حتى تخضع لمنطق العقل والتاريخ وتطوي صفحة هذه المغامرة التي تلاشت كل أسباب وجودها ، وهي مغامرة خطيرة ما زالت تشكل للأسف الشديد عاملا من عوامل عدم تحقيق الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...