مخطط طنجة الكبرى .. وعلاقته بواقع وآفاق الحياة

شهدت قاعة الاجتماعات بمقاطعة بني مكادة طنجة، يوم الجمعة الماضي، مبادرة فتح النقاش العمومي لمخطط طنجة الكبرى وعلاقته بواقع وآفاق الحياة بالمقاطعة والتي ظلت حاضرة في ذاكرة الوعي الجماعي لسكان طنجة كمنطقة للتوتر الاجتماعي وكحاملة لشعلة انطلاقة الربيع ال

شهدت قاعة الاجتماعات بمقاطعة بني مكادة طنجة، يوم الجمعة الماضي، مبادرة فتح النقاش العمومي لمخطط طنجة الكبرى وعلاقته بواقع وآفاق الحياة بالمقاطعة والتي ظلت حاضرة في ذاكرة الوعي الجماعي لسكان طنجة كمنطقة للتوتر الاجتماعي وكحاملة لشعلة انطلاقة الربيع العربي وخطوة الحوار هته فتحتها جمعية العوامة للتنمية بشراكة مع المقاطعة وتروم تفعيل التعاون بين مؤسسة تمثيلية سياسية وطرف في المجتمع المدني لطرح الأفكار ورفع التوصيات وتجديد الوعي لدى المواطن وادراكه لأهمية المخططات التنموية المركزية ونتائجها على حياته المعيشية .

فتح النقاش العمومي للندوة محاور متعددة بمشاركة رئيس المقاطعة محمد الحمامي ونائب رئيس مجلس المدينة بطنجة عبد السلام العيدوني ورئيس جمعية عائلتي للتنمية والتواصل عبد الحفيظ الشنكاو وقد ورد في كلمات السادة المحاضرين السياسيين ما يفيد ان مؤسساتهم التمثيلية تدعم المبادرة الملكية لمخطط طنجة الكبرى وتواكبها وربما تستجيب لبعض مطالبهم في توفير العديد من الخدمات التي عجزت ربما مجالسهم في توفيرها لأسباب متعددة ربما في جزء مهم منها مرتبط بنظام مجلس المدينة المعيب لقدرات وطاقات المنتخبين وقدرتهم على الاشتغال والعطاء فضلا عن كون النخبة السياسية للمدينة ربما لم تدرك بعد حجم ومجال تدخلها في التنمية وتحتاج الى الاستعانة بسلطات وصية ترسم لها معالم طريقها المتعثر .

ولعل اهم مارود في هذا النقاش هو اعتراف الممثلين السياسيين والجمعويين على كون مخطط طنجة الكبرى يستحق التشجيع والتنويه لكن ربما خطوة استباقية او نتيجة التجارب السابقة لا يمكن ان يحل كل المشاكل التي تعاني منها المدينة التي عاشت عقود من التخلف وتراكمات من النضالات والاحتجاجات الاجتماعية وتحتاج الى تراكمات ومخططات تنطلق بتطوير آليات اشتغال السلطات وانفتاحها على باقي الفاعلين وادراكها ان سياسات التنمية سياسات تشاركية وتنبني على حكامة شفافة وتتيح للكل فرصة ابراز المؤهلات والقدرات على الانتاج والعطاء والابداع من سياسيين ومثقفين ورجال دين وقانون واقتصاد وغيرهم وكذلك تطوير عمل المجتمع المدني وتفهمه لأدواره ومجالات تدخله وقدرته على الضغط والتوجيه والاقتراح والابتكار .نعلم ان هناك سياق تاريخي لمخطط طنجة الكبرى لربما تعود ارهاصاته الأولى الى احداث مشروع الميناء المتوسطي وخط القطار السريع ليستتبع باحداث مدن جديدة قبل ان يتوج باقرار الاتفاقية المتعلقة ببرنامج طنجة الكبرى، على مستوى كل مناحي الحياة العامة للمواطن بمدينة طنجة .

ويبدو ان السلطات الوصية بمقتضى هذا النقاش تسعى بقدراتها وطاقاتها ومشاريعها الى مسارعة الزمان لخلق قطب اقتصادي وسياحي لمنطقة استراتيجية وعليه طرح مخطط طنجة الكبرى ربما لا تقف تاثيراته على ساكنة طنجة ولكن لتمتد على المستوى الوطني وحتى الدولي وقد تتعلق به آمال وتتوقف معه قدرة الانتاج الفكري للممثلين السياسيين والجمعويين والاقتصاديين والمثقفين عن طرح البدائل ومشاريع الأفكار لتطويروتجديد حياة مدينتهم رغم الاكراهات والصعوبات المرتبطة بشكل او آخر بوعي الانسان وحقه في العيش الكريم وواجب الدولة في خدمته .

مراسلة: ذ النوينو محمد
رئيس جمعية العوامة للتنمية

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...