طنجة: ندوة بعنوان “المرأة والمخدرات” في إطار الأسبوع الثقافي الثاني
تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة وفي إطار الأسبوع الثقافي الثاني التي نظمته الجماعة الحضرية لطنجة وبتنسيق مع جمعية حسنونة لعلاج الإدمان ندوة بعنوان “المرأة والمخدرات”.
تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة وفي إطار الأسبوع الثقافي الثاني التي نظمته الجماعة الحضرية لطنجة وبتنسيق مع جمعية حسنونة لعلاج الإدمان ندوة بعنوان “المرأة والمخدرات”.
افتتحت الندوة التي أقيمت في فضاء مجلس المدينة، بتلاوة من الذكر الحكيم، ثلثها كلمة نائبة رئيس المجلس الحضري والمرأة الوحيدة في المكتب المسير سعيدة شاكر المطالسي التي رحبت بالأطر الساهرة على هذه الندوة، وكذا الحاضرين.
كما أكدت في كلمتها، أن تفشي ظاهرة المخدرات في المجتمع خاصة لدى الفئة النسوية، أصبح هاجسا أرهق الكل، ونظرا للحد من هذه الآفة ووعيا بمخاطر المخدرات، دعمت الجماعة الحضرية جمعية حسنونة وخلقت شراكة للوصول الى التقليص ولو بجزء من مخاطر الكارثة التي تطال الصغير والكبير وتهدد كيان المجتمع.
وقد قام الدكتور محمد الصالحي بالتعريف بالإدمان، وذكر أسبابه، خاصة أن هذه الكارثة غزت حتى المؤسسات التعليمية، مِؤكدا أن جمعية حسنونة لمحاربة الإدمان بصدد دراسة هذا الموضوع مع نائبة رئيس المجلس الحضري للبحث عن إكراهات تعاطي المخدرات داخل هذه المؤسسات.
بالإضافة إلى كلمة الدكتور محمد الصالحي، أبانت فوزية بوزيتون أن المجتمع المغربي يشمل إدمان الذكور، والإنات… وبقدر ما تنطوي تلك الحالات على الكثير من المأساة، إلا أن حالات النساء اللواتي يعانون من الإدمان على المخدرات أكثر تأثرا من الرجال حيث أنها سرعان ما تظهر عليها أضرار المخدرات نفسيا وصحيا، موضحة أن الجمعية تحتضن 2000 حالة متعاطي ومتعاطية، 500 حالة تتعاطى عن طريق الحقن، نسبة النساء منها لا تتجاوز 10 في المائة، إلا أن إدمان المرأة قضية تؤرق النفوس، وتكوي القلوب.
ظاهرة إدمان المرأة تبرز في المقام الأول حجم المشاكل الاجتماعية التي نعيشها في مجتمعنا، ومن الممارسات التي تطالها، إضافة التفكك الأسري هي كلها عوامل عكست صورة المرأة في الإسلام، هذا ما يجعلها تبيع لحمها بغية تحقيق نزواتها الشيطانية، حيث تكون أكثر عرضة لإصابتها بشتى الأمراض خاصة منها مرض السيدا.
وما زاد حلاوة الندوة وجود حالتين من النساء أفطرت قلوب الحاضرين وأبكت معظمهم وهما تسردان تفاصيل معاناتهم مع الإدمان، واليوم تقفان أمام الملأ لتحكيان بشجاعة تفاصيل معاناتهما مع هذه الآفة.
ومن الناحية القانونية أكد رئيس محكمة الأسرة بطنجة، محمد الزردة، أن معظم القضايا المعروضة على قسم قضاء الأسرة جلها متعلقة بالطلاق والتطليق نتيجة العنف والجحيم الذي تتعرض له الزوجة بسبب تعاطي الزوج للمخدرات، هذا ما يجعل الزوجة ترفض العودة إلى بيت الزوجية، مؤكدا أن القضاء آلية من آليات تطبيق القانون وأن التعويل عليه لوحده لن يحل المشاكل، حيث أكد بأن القضاء فشل في قضايا الصلح بين الزوجين، وأن 2500 الى 3000 حالات طلاق تقع سنويا في المغرب .
أما من حيث الشريعة والدين فقال الشيخ الفاضل ياسين الوزاني أن الله تعالى جعل سعادة الإنسان معقودة على سلامة عقله، لذا حرم الله كل ما من شأنه أن يهلك العقل أو يفسده، أو يعطل وظيفته، لأنه بالعقل يعرف الإنسان الخير من الشر.
من هنا اهتم الإسلام بالحفاظ على هذه النعمة، فحرم الله عليه تناول ما يفسد هذه النعمة أو يضعفها، باعتبارها إحدى الضرورات الخمس التي اتفقت الشرائع السماوية كلها على وجوب الحفاظ عليها، وهذه الضرورات الخمس هي: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
والمخدرات باعتبارها مفسدة للعقل ومدمرة للوعي، فقد حرمها الدين، ولو لم يكن حرمها الدين، فإن العقل حرمها، وإنما حرمها الإسلام لما فيها من أخطار وأضرار.
فقد أراد الإسلام من وراء تحريمها حفظ المال لأنها تبدده وإدمانها يؤدي إلى خراب الأمة وضعفها،كما أراد من وراء تحريمها حفظ العقول وحفظ الأعراض، لأنها تذهب بها وتسبب لمدمنها الضلال.
وقد تخللت أرضية هذه الندوة مجموعة من التدخلات من طرف الحاضرين.