الدرايم وصافي…
لم يكن خبر ضبط مجموعة خليجيين مع بنات مغاربة بإحدى الفيلات بملاباطا بتهمة الدعارة في بحر الأسبوع قبل الأخير أمرا مفاجئا. فكل سكان طنجة يعلمون، بشكل أو بآخر، ما يجري في عالم الليل بهذه المدينة التي تسلطت عليها كل أنواع البلاوي خصوصا في العقود الأخيرة.
لم يكن خبر ضبط مجموعة خليجيين مع بنات مغاربة بإحدى الفيلات بملاباطا بتهمة الدعارة في بحر الأسبوع قبل الأخير أمرا مفاجئا. فكل سكان طنجة يعلمون، بشكل أو بآخر، ما يجري في عالم الليل بهذه المدينة التي تسلطت عليها كل أنواع البلاوي خصوصا في العقود الأخيرة.
الخبر – أقول – لم يكن مفاجئا، لكن نشره هو الذي كان كذلك. لهذا لاكت الألسن هذا الحدث كثيرا وتمنى الطنجاويون أن يقرأوا مثله عشرات المرات كل أسبوع حتى تعود المدينة نقية كما كانت و تلفظ ما دخل أحشاءها على حين غرة من قذارات أخلاقية و تصرفات مقززة لم يكن آباؤنا يتخيلون يوما أن يحدث حتى ربعها.
لا أدري فعلا لماذا استرخص بناتنا أنفسهن بهذا الشكل؟ أن تبيع المرأة جسدها بهذه السهولة وبهذه الطريقة يعني أن في الأمر خطأ فادحا ما. يتحجج البعض بأن الفقر يقصم الظهر وهو الذي يرسل هؤلاء الفتيات للشارع عن غير إرادة منهن. لكن هذا العذر أقبح من الذنب نفسه، والإجابة عنه تأتيك من الشارع نفسه والذي يضم آلافا من النساء اللائي اخترن العمل بشرف رغم ما يبدو من “حقارة” العمل الذي يقمن به: منظفات، خادمات، بائعات، واقفات في الموقف في انتظار كسرة الخبز اليومية.. والكثير الكثير من الأمثلة عن إمكانية العمل بشرف.
لكن ما يحدث حقيقة أن هؤلاء يبحثن عن الثراء السريع، عن التفاخر، عن الركوب في سيارات فارهة تدير الرؤوس. عن كل الحماقات التي قد تغري طفلا أو مراهقا، لكن يستحيل أن تغري امرأة ذات شرف ببيع أغلى ما تملك وتحويل نفسها إلى مكان لــ…….
الأمر الواقع، وهذا الانفجار المريع لظاهرة الفساد الأخلاقي هي التي دفعت وزارة الداخلية ربما لإصدار بيانها الأخير والذي يؤكد على أنها ستحارب بشتى الأشكال و بكل صرامة و قوة وحزم “لكل الممارسات المنافية للقيم الدينية والأخلاقية”.
وأعتقد أنه ينبغي أن يترافق مع هذا البيان، حملات تطهيرية دائمة للحد من الدعارة التي أصبحت تتخذ من آلاف الأماكن منطلقا لها: مقاهي، فيلات، شقق مفروشة…
بل المصيبة أن هذا الفساد قد يلاحقك في كل مكان، ويكفي أن تدخل لأي مقهى إنترنت لتجد إحداهن وهي تحاول أن تقول “كيفك” واشتقتلك” بكل ما تملك من دلال محاولة ما أمكن أن تتقن لهجة لم يرطن لسانها بها يوما، و على الواجهة الأخرى من المسنجر – إن كنت فضوليا وسمحت لنفسك بالتلصص – ستجد في الغالب عجوزا يبتسم ببلاهة محاولا أن يظفر بقطعة اللحم التي أمامه، والتي يعرف أنه سيظفر بها في ثوان بمجرد ما يقول أنه من المشرق العربي، حيث ترتسم صورة العمارات الفاخرة والأوراق النقدية التي تتساقط كالمطر، وحيث تتخيل صاحبتنا أن كل أحلامها ستتحقق في ثوان…
الدرايم وصافي !!!
عبد الواحد استيتو