طنجة : المرصد يواكب الشق البيئي في إطار طنجة الكبرى

نظمت فعاليات المجتمع المدني بقيادة مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية أمس السبت بفندق الريف وبشراكة مع الجماعة الحضرية ندوة حول مكانة المآثر والبيئة في إطار مشروع طنجة الكبرى الذي يرمي إلى تحويل عاصمة البوغاز إلى ” متربول ” متوسطية عالمية.

نظمت فعاليات المجتمع المدني بقيادة مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية أمس السبت بفندق الريف وبشراكة مع الجماعة الحضرية ندوة حول مكانة المآثر والبيئة في إطار مشروع طنجة الكبرى الذي يرمي إلى تحويل عاصمة البوغاز إلى ” متربول ” متوسطية عالمية.

وإلى جانب المكتب التنفيذي للمرصد والجماعة الحضرية في شخص رئيسها، الذي ناب عنه نائبه الثاني ، شارك في أشغال وتأطير الجلسة الإفتتاحية بعض رؤساء المصالح الخارجية المعنيين بالموضوع وهم ممثلوا الثقافة والمياه والغابات و البيئة، وكذلك من حضر من منتخبي المدينة.

وفي كلمة وجيزة شاملة أعرب القيدوم عبد السلام الشعباوي باسم المكتب التنفيدي عن أسفه من ظهور بوادر خصومة في حق المرصد، شاكراً كل من كلف نفسه واجب الحضور لهذا اللقاء الهام. في حين تكلف الشاب ربيع الخمليشي بإعطاء لمحة عن أعمال الجمعية بدءاً بالوقوف في وجه إعمار غابة السلوقية، حيث تعشعش هناك شركات عملاقة، إقتنت عشرات الهكتارات من شركة اتصالات المغرب التي كانت قد فوتت عبر طلب العروض سنة 2005 مجموعة من الأملاك، كما أبرز الخمليشي دور الجماعة الحضرية في ترسيخ شراكة فعالة مع المرصد.

أما بالنسبة لموقع الجماعة الحضرية من خلال كل التحولات التي تعرفها المدينة أكد عبد السلام العيدوني على الدينامية التي تطبع عمل المكتب المسير والتي تجلت في صياغة دفاتر تحملات جديدة تتعلق بالنقل الحضري، النظافة والماء والكهرباء. كما أخبر زعيم الدستوريين بمجلس المدينة المجهودات التي تقوم بها الجماعة من أجل الرفع من جودة الخدمات عبر الرفع من قيمة تكاليف الخدمات المرفقية.

مداخلة ممثل الثقافة أبرزت بشكل وجيز إشكالية هدم بعض المنازل المصنفة، وكذلك التحولات العمرانية التي تعرفها المدينة والتي قضت على الصبغة المعمارية الأصيلة لبعض الأحياء وأبرزها حي مرشان.

ثم تناول الكلمة النائب البرلماني حسن بوهريز الذي لمح لإمكانية إدماج الشباب من أجل إنجاح هذه القفزة المرتقبة التي ستعرفها المدينة في أفق 2015 – 2020 وذلك عبر إشراك الجامعة إسوة بالشراكة التي تربط مدارس المهندسين مع الجماعات الترابية الفرنسية، أو الشراكات التاريخية لجامعة أكسفورد مع مجموعة من المدن المرموقة. وتأسف بوهريز نيابة عن ساكنة الجماعة والدائرة لكون مشروع دفتر تحملات النظافة لا يحمل في طياته جديداً جديراً بالذكر مقارنة مع دفتر 1997، واقترح النائب التجمعي في إطار مرفق النظافة أن يتم إقحام تجربة نموذجية بإحدى المقاطعات تتعلق ” بالجمع عبر الفرز ” ( Collecte Sélective ) حيث يُجمع الزجاج وحده والورق وحده ثم النفايات غذائية أو المنزلية، وذلك تماشياً مع تطلعات طنجة المتروبول. كما تساءل بوهريز عن ماهية المشروع الجديد لمطرح النفايات، مذكراً أن المشروع العصري المتعلق بالغرض هو عبارة عن مقاولة تجارية تستقبل النفايات وتحولها قبل أن تبيعها.

من جانبه شدد المندوب الجهوي للمياه والغابات على ضرورة القيام بخرجات ترفيهية تعبر عن مفهوم جديد يطلق عليه بالسياحة البيئية خصوصاً بجبل موسى الذي يحتضن صنفاً فريداً من القرد المغربي، كما دافع المندوب الجهوي عن التنوع الإيكولوجي الذي يحتضنه شريط الدونابو الذي يضم غابات الرميلات، بير ديكاريس، السلوقية ومديونة، وشدد في نفس الوقت على ضرورة حماية الطيور المهاجرة إلى طنجة كون أن وجودها هو ضمان لوجود الإنسان. ونبه المندوب كذلك إلى ضرورة الإعتناء بالشريط الأخضر الواقع خارج المدار الحضري ويخص بالذكر الغاية الدبلوماسية التي يعاني جزؤها من زحف الإعمار خصوصاً قرب مدخل ومخرج الطريق السيار.

العربي بوراس، كان حاضراً في الندوة، حيث دق المستشار بالغرفة الثانية وعضو الغرفة المتوسطية للصيد البحري ناقوس الخطر فيما يتعلق بالتلوث البيئي الذي تعرفه المياه الإقليمية والذي يؤشر سلباً على نمو الثروة البحرية عموماً والثروة السمكية خصوصاً.

أما ممثل الطاقة والمعادن والبيئة فلقد صب اهتمامه حول طرق تدبير الموارد المائية خصوصاً الصالحة للشرب كونه مصدر قلق البشرية جمعاء وطنجة الكبرى ضمنها حيث ستحتاج المزينة المليونية إلى صبيب متزايد من الماء الصالح للشرب في ظل التغيرات المناخية ( changement climatique ) التي يعرفها العالم. كما أشار المسؤول الأول بالجهة لخطة الحكومات المتعاقبة من أجل سياسة طاقية توفر الحاجيات، لكن تأخذ بعين الإعتبار مراعاة البيئة، وهو ما بادر به جلالة الملك حينما قام بإنشاء عديد من المحطات الهوائية.

وخلال آخر مداخلة باسم الجماعة الحضرية، أكد النائب الرابع للعمدة حسن السملالي على انفتاح الجماعة الحضرية على مختلف الفعاليات التي تبحث عن العمل الجاد والمستديم، والتي تعتبر الشراكة بين المرصد والجماعة إحدى ثمراتها، وقدم السملالي عرضاً موجزاً لما تقوم به الجماعة من أجل تطوير آدائها، وذلك بقيامها بمجموعة من الورشات والأيام الدراسية، سواء تعلق الأمر بالإنارة العمومية أو النقل وآخرها اليوم الدراسي حول الرياضة.

يذكر أنه بعد الجلسة الإفتتاحية، قام المرصد بتنظيم ورشات تكوينية التي ظلت تشتغل حتى بداية المساء.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...