كيف ينظر المغاربة للمستثمرين الإسبان؟

يقوم الملك الإسباني خوان كارلوس مرفقا بوفد مهم من السياسيين ورجال الأعمال والمستثمرين الإسبان، بزيارة رسمية للمغرب بدأت الاثنين 15 يوليو. ويعول الإسبان كثيرا عن الجار الجنوبي للتنفيس عن الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها إسبانيا منذ سنوات. سمير

هنا أمستردام *
يقوم الملك الإسباني خوان كارلوس مرفقا بوفد مهم من السياسيين ورجال الأعمال والمستثمرين الإسبان، بزيارة رسمية للمغرب بدأت الاثنين 15 يوليو. ويعول الإسبان كثيرا عن الجار الجنوبي للتنفيس عن الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها إسبانيا منذ سنوات. سمير الداودي يكتب عن سمعة المستثمرين الإسبان في عيون المغاربة.

طنجة: سمير داودي – هنا أمستردام – قبل حوالي شهر دعت وزارة الداخلية المغربية مواطني الدول الأوروبية الذين يتواجدون في المغرب بصفة دائمة، إلى تسوية وضعيتهم القانونية المتعلقة بإقامتهم على التراب المغربي. هذا الإجراء جاء نتيجة التزايد الملا حض للأجانب في المغرب خاصة الإسبان منهم بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب إسبانيا و مجموعة من الدول الأوروبية، حيث غادر أكثر من 114 ألف إسباني بلادهم العام الماضي بحثا عن عمل أو استثمار في الخارج، بحسب المعهد الوطني الإسباني للإحصاء، عشرون ألفا منهم اتجهوا نحو المغرب.

لكن هل فعلا هذا الإجراء هو من أجل ضمان أمن و سلامة هؤلاء الأجانب؟ أم بهدف مراقبتهم خاصة بعد شكاوى تقدم بها مستثمرون مغاربة وأجانب نتيجة تلاعب ونصب واحتيال؟

احذر من الإسباني!
في لقاء مع “هنا أمستردام”، يقول المحامي الإسباني إيبان خيمنيث آيبار ( Aybar Ivan Jiméniz) المتواجد حاليا بالمغرب لغرض فتح مكتب محاماة بشراكة مع مستثمرين مغاربة، إن “عمليات النصب التي قام بها مجموعة من المستثمرين الإسبان مجملها في مجال البناء و العقار، هِؤلاء قصدوا المغرب بنية السرقة و النصب و أغلبيتهم لهم سوابق في الاحتيال والنصب بإسبانيا”.

ويستدرك المحامي الإسباني أن النصب لا يقتصر على الإسبان فقط، بل هناك مجموعة من المستثمرين الإسبان تعرضوا بدورهم للنصب والابتزاز، ليس فقط من قبل مستثمرين مغاربة بل وحتى من قبل “الإدارات والمؤسسات العمومية، خاصة طلب رشاوى من أجل تسهيل عمليات القروض البنكية”. فالمسألة متعلقة بأشخاص بعينهم أكثر من جنسيتهم بكونهم من اسبانيا أو من أي دولة أوربية.

أما السيد Jose Fe
andez Garcia وهو مقاول اسباني في الخمسينيات من عمره، فقد جاء إلى المغرب منذ سنة تقريبا وفي نيته فتح فرع لشركته المختصة في بيع و كراء معدات البناء، يقول في لقاء مع “هنا أمستردام” إن سمعة المستثمرين الإسبان “سيئة للغاية بسبب تجارب سيئة جدا لرجال أعمال اسبانيين”. وهذا ما ينعكس عليه سلبيا في معاملاته وما ينتج عن ذلك من خسارات، الأمر الذي يدفع إلى التفكير بجدية في البحث عن دولة أخرى للاستثمار. وكلما حاول التعامل مع شركة مغربية إلا و كان هناك عامل الشك خاصة في المعاملات المالية مما يصعب العمل، كذلك من الناحية البنكية ليس هناك تسهيلات حتى وإن استوفى جميع الشروط.

تجارب سيئة
وللتأكد من هذه الصورة السيئة عن واقع المستثمرين الإسبان في المغرب، استقرأت “هنا أمستردام” آراء مجموعة من المقولين المغاربة كانت لهم تجارب شخصية مع مقاولين إسبان. اشتغلت السيدة(خ – ب) لمدة عامين في مركز للاتصال كمديرة في كل من طنجة وتطوان (شمال)، وكان المركز يشغل أكثر من مائتي عامل، وبعد التوقيع على عقد شراكة مع شركة إسبانية في مجال بيع والاشتراك في الهواتف والإنترنت، “اكتشفنا بعد مضي ثلاثة أشهر فقط عملية نصب بمبلغ تسعين ألف يورو”. فقد كانت الشركة الاسبانية المتخصصة في توزيع منتوج عالمي في مجال الاتصالات، تبيع الاشتراكات طيلة شهر عن طريق مركز الاتصال المغربي لزبائن إسبان في إسبانيا، إلا ان الشركة الإسبانية لم تؤد ما عليها من فواتيرلمدة ثلاثة أشهر، “مما تسبب في خسارة كبيرة لشركتنا إذ استغنينا عن أكثر من نصف عدد العمال”.

وفي نفس السياق. يقول Roberto Molina. صاحب دار للضيافة ومطعم بالمدينة العتيقة لمدينة طنجة إنه تعرض بدوره للنصب و الاحتيال من طرف اسبانيين الذين توافق معهم على ترميم مطعمه وإعادة هيكلته و تزيينه. وعلى الرغم من دفعه أكثر من خمسين في المائة من تكاليف العملية، إلا أن الشركة الإسبانية لم تنجز ما وعدت سوى القيام بالهدم فقط. وهذا ما سبب لصاحب المطعم خسارة كبيرة، خاصة مع بداية فصل الصيف وتقاطر السياح على مدينة طنجة.

* تـُنشر هذه المادة في إطار الشراكة المعقودة بين المجلة الإلكترونية طنجة نيوز والقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...