قنوات الطبخ على منصات التواصل الإجتماعي.. وصفات متنوعة تثري موائد الإفطار وتبرز تفرد المطبخ المغربي

إعداد كريم حمو - و.م.ع

مع حلول شهر رمضان الفضيل، يزداد الإقبال على قنوات الطبخ على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة يوتيوب، حيث تتحول هذه المنصات إلى وجهة رئيسية لعشاق الطهي وغيرهم، ممن يجدون فيها سبيلا لكيفية تأثيث موائد إفطارهم وإثراءها، لا سيما من خلال البحث عن وصفات جديدة أو طرق سهلة لتحضير الأطباق التقليدية التي تميز مائدة الإفطار المغربية.

ويعد شهر رمضان فرصة سانحة لصناع المحتوى المتخصصين في الطبخ، حيث يزداد الإقبال على البحث عن وصفات الإفطار والسحور، إلى جانب طرق تحضير الحلويات والمملحات والعصائر، وسط اهتمام متزايد أيضا بالأكلات الصحية التي تلائم أذواق المتتبعين.

وفي ظل التنافس المتزايد بين صناع المحتوى، باتت قنوات الطبخ على يوتيوب تضطلع بدور متزايد في توجيه اختيارات العديد من الأسر وإلهامها بأفكار ووصفات مبتكرة لتحضير وجبات الشهر الفضيل، حيث لم يعد الاعتماد على كتب الطبخ التقليدية كافيا بالنسبة للكثيرين.

وفي هذا السياق، قالت زينب الناصيري، صاحبة قناة متخصصة في الطبخ على يوتيوب، إن قنوات الطبخ أصبحت مرجعا أساسيا بالنسبة للكثيرين، لا سيما الشباب والأمهات اللاتي يتحملن مسؤوليات كبيرة، إذ يفرض عليهن هذا الشهر الفضيل نمطا مغايرا للحياة بشكل عام، ويزيد من التحديات بالنسبة لديهن، حيث يتعين عليهن التوفيق بين مشاق العمل وتحضير الوجبات ورعاية الأطفال، على الخصوص.

وأضافت زينب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن متابعة وصفات مصورة ومنظمة على يوتيوب يجعل عملية الطهي أسرع وأكثر متعة، خاصة في هذا الشهر الفضيل، حيث تتنوع الأطباق والمأكولات التي تزين المائدة المغربية، مشيرة الى أن رمضان يمثل فرصة سانحة بالنسبة لصناع المحتوى لتعزيز التفاعل مع المتابعين.

وترى صانعة المحتوى أن وصفات المملحات والحلويات تحظى بقدر من التفاعل أكثر من غيرها خلال هذا الشهر، إذ تعد جزءا أساسيا من مائدة الإفطار، مبرزة أن “المائدة المغربية لا تكتمل دون المملحات، إلى جانب التحليات والشوربة والطاجين. لهذا، ألاحظ أن الفيديوهات حولها تحظى بأكبر عدد من المشاهدات خلال رمضان”.

إعلان

ورغم أن المطبخ المغربي يحتل حيزا كبيرا في محتوى قناتها، تحرص زينب على تنويع الوصفات لتلبية اهتمامات متابعيها من مختلف الدول العربية ومن أفراد الجالية المغربية بالخارج، مشيرة إلى أنها تشارك مع متابعي قناتها وصفات من ثقافات مختلفة، إلى جانب الأطباق المغربية التقليدية.

وتؤكد على أن دور قناتها لا يقتصر فقط على عرض الموائد الرمضانية، بل يتعدى ذلك إلى تقديم محتوى تعليمي يساعد متابعيها على تحضير الأطباق بسهولة، خصوصا وأن “المتابعين يحبون التجديد، لذا نحاول دائما المزج بين الأطباق الكلاسيكية والحديثة، مثل تقديم الحريرة بطريقة مبسطة، أو إضافة نكهات جديدة إلى الحلويات التقليدية، فضلا عن مشاركة نصائح قيمة حول التخطيط المسبق للوجبات.

والواقع أن دور هذه القنوات يتجاوز مجرد تقاسم الوصفات مع المتابعين، إلى منحهم إحساسا بالأجواء المرافقة لهذا الشهر الفضيل، لا سيما بالنسبة للبعيدين عن أسرهم أو المقيمين بالخارج.

وهذا هو حال محمد، الشاب المغربي المقيم بإسبانيا، الذي استصعب في البداية تجربة قضاء رمضان بعيدا عن عائلته، حيث اعتاد على مائدة إفطار مليئة بالأطباق التقليدية التي تعدها والدته، قبل أن يجد نفسه مضطرا للاعتماد على نفسه في تحضير الوجبات، أو الإكتفاء بأكلات سريعة لا تعكس أجواء رمضان الحقيقية.

لكن اكتشافه لقنوات الطبخ المغربية على يوتيوب غير نظرته للأمر. إذ بات يعتبرها جزءا لا غنى عنه من روتينه الرمضاني، والذي يتيح له تقاسم صنيع يديه مع أصدقائه المغاربة، مستعيدا ولو قليلا من دفء الإفطار العائلي.

ويقول محمد، في تصريح مماثل، “كنت أعتقد أن إعداد الحريرة يحتاج إلى مهارة خاصة، لكن، مع متابعة الشروحات التفصيلية، تمكنت من تحضيرها تماما كما كنت أتناولها في البيت. الأمر ذاته ينسحب بشكل كبير على جل الأطباق التقليدية”.

ومع تزايد تأثير قنوات الطبخ على يوتيوب، لم تعد هذه المنصات مجرد وسيلة لتعلم الطهي فحسب، بل أصبحت أيضا فضاء لتعزيز الترابط الثقافي والاجتماعي لدى العديد من المستهلكين، الذين يجدون فيها وسيلة لإحياء تقاليدهم ومشاركة نكهات موائدهم مع الآخرين، لا سيما خلال هذا الشهر الفضيل.

إعلان

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...