أضحى المرجل الأولمبي، الذي يضيء سماء العاصمة الفرنسية كل مساء منذ افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية، في زمن قصير، واحدا من أكثر المواقع زيارة من قبل السياح والباريسيين على حد سواء.
ويثير هذا المرجل العملاق، الذي تتوسطه كرة ضخمة، الإعجاب لدرجة أن مسؤولي المدينة والحكومة يدرسون إمكانية الحفاظ عليه ليصبح واحدا من رموز العاصمة، بعد أن كان رمزا لأولمبياد باريس 2024.
وهذا ما أشارت إليه عمدة باريس، آن هيدالغو، التي أكدت رغبتها في العمل على هذه الإمكانية، في حين يرى رئيس الوزراء المكلف بتصريف الأعمال، غابرييل أتال، أنها “فكرة جميلة جدا”، دون أن يلتزم بها.
وأمام هذا الحماس، ظل الرئيس إيمانويل ماكرون واقعيا حيث صرح لوسائل الإعلام: “سوف ننظر في كل ذلك في الوقت المناسب مع التحليلات التقنية، وإمكانيات التنفيذ (…) لأنه يجب الحفاظ على المناظر التاريخية لباريس”.
ومع اعترافه بأن المرجل “يثير أحلام الكثيرين اليوم”، أكد ماكرون أن “كل ما يمكننا فعله للحفاظ على جمال المدينة على المدى الطويل هو شيء يجب التفكير فيه”، ولكن في الوقت الحالي “يجب أن نعيش هذه الألعاب بشكل كامل”.
وفي اليوم التالي لحفل الافتتاح، الذي شهد لأول مرة في تاريخ الألعاب تحليق الشعلة الأولمبية لتضيء بدون وقود سماء باريس، احتشدت حدائق التويلري الشهيرة بعشرات الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذه التحفة، التي تم تثبيتها بالقرب من نهر السين، بمحاذاة متحف اللوفر وهرمه، ومسلة الأقصر التي تقع بساحة الكونكورد، وشارع الشانزليزيه الذي يهيمن عليه قوس النصر.
وتم وضع المرجل الأولمبي على الأرض خلال النهار، ويقلع كل يوم عند غروب الشمس في سماء باريس. وجرى تصميمه من قبل المصمم الفرنسي، ماتيو لاهانور، كنوع من مناطيد الجيل الجديد يحمل معه حلقة من النار.
وكل يوم خلال الأولمبياد، يمكن لـ10 آلاف شخص الاقتراب من المرجل، بمعدل 300 دخول كل ربع ساعة، وفقا للمنظمين. وتستقبل حدائق التويلري الزوار من الساعة 11 صباحا حتى الساعة 7 مساء.
وبتصميم مبتكر للغاية، يعكس المرجل الأولمبي ثلاثة أجسام باللون المعدني “نتيجة مزيج من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية”.
ويؤكد المنظمون أن هذا الصرح، الذي يحمل حلقة نار “كهربائية بنسبة 100 بالمائة”، هو أيضا إنجاز تقني. وتقول شركة الكهرباء الوطنية إنها حققت “إنجازا بضمان توصيل تدفقات الكهرباء والماء على ارتفاع 60 مترا عن الأرض، عندما يكون المرجل محلقا”.
وفي إطار شراكتها مع باريس 2024، توفر شركة الكهرباء الوطنية كهرباء متجددة بنسبة 100 بالمائة ومنتجة في فرنسا لتغذية مواقع الألعاب، بما في ذلك المرجل الأولمبي.