أثار خروج المهاجم الفرنسي كيليان مبابي مصابا بكسر في الأنف خلال أول مباراة لفرنسا ضمن دور المجموعات في يورو 2024، والتي شهدت فوز المنتخب الفرنسي على نظيره النمساوي، الكثير من الشكوك حول قدرة الفرنسيين على تحقيق نتائج مميزة دون قائدهم.
وخرج قائد المنتخب الفرنسي من الملعب والدم ينزف من أنفه، إثر تعرضه لإصابة في الوجه بعد اصطدامه بالمدافع النمساوي كيفن دانسو في الدقائق الأخيرة من المباراة (د 84). وبعد صافرة النهاية، كشف المدرب ديدييه ديشامب عن أخبار غير سارة بشأن لاعبه، حيث يعتقد أنه قد يعاني من كسر في الأنف.
وقال ديشامب في تصريح صحفي “نعم، يبدو أن أنفه ليس على ما يرام”، مضيفا “حتى لو كانت الإصابة فقط على مستوى الأنف فالأمر مزعج للغاية بالنسبة لنا”.
من جانبه، بدد رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فيليب ديالو، المخاوف بشأن مبابي، مؤكدا في تصريح مساء الإثنين أن المهاجم لن يخضع لعملية جراحية على المدى القصير.
وسجل ديالو أن “هناك هذه الإصابة في الأنف والأخبار مطمئنة إلى حد ما. لا توجد عملية جراحية مقررة على المدى القصير ومن المبكر بعض الشيء تحديد جدول زمني”. وتأتي تصريحات ديالو بينما تتحدث وسائل الإعلام الرياضية الفرنسية عن غياب المهاجم عن المباراتين المتبقيتين في دور المجموعات، ضد هولندا وبولونيا.
وأكد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، أول أمس الثلاثاء، احتمال غياب قائد المنتخب الفرنسي عن المباراة ضد هولندا غدا الجمعة.
وفي هذا السياق، يرى نائب رئيس الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم، روبرت لي، أن غياب كيليان مبابي “قد يقلل بشكل كبير من المردود الهجومي للفريق، رغم بقاء قوة جماعية عالية بفضل وجود لاعبين من الطراز الرفيع”، مشيرا إلى “نقاط الغموض” حول إصابة اللاعب.
وأوضح لي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “أسلوب لعب الفريق لن يكون هو نفسه” مع غياب مبابي، معتبرا أن “هذه الإصابة واحتمال عدم مشاركة مبابي سيؤثران على معنويات المجموعة، التي لم تقدم أفضل أداء لها أمام النمسا”.
وأردف قائلا “مع هذا الفوز الذي تحقق بصعوبة، لم يقدم وصيف بطل العالم، المرشح بقوة للفوز بلقبه الأوروبي الثالث في تاريخه، عرضا قويا. وكان المستوى الجماعي دون مستوى تطلعات جماهيره الذين توافدوا بالآلاف إلى ألمانيا”.
وتابع أن الأمر تغير بالنسبة لديدييه ديشامب، حيث بات عليه التفكير في احتمال غياب نجمه مبابي، الذي على الرغم من مشاركته في المباريات القادمة مرتديا قناعا واقيا، “لن يكون بنفس الأداء ولن يلعب بنفس الطريقة”، بينما يواجه المهاجم تحديا كبيرا لإثبات جدارته بأعلى مستوى من اللعب لزيادة حظوظه في الفوز بالكرة الذهبية، في ظل منافسة شرسة من نجوم عالميين آخرين مثل البرازيلي فينيسيوس، الذي سيشارك في كوبا أمريكا مع منتخب بلاده، والإنجليزي بيلينغهام الذي يلعب اليورو مع المنتخب الإنجليزي.
من جهته، يرى الصحفي والمستشار الرياضي، كلود توليه، أنه سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيقود المدرب الفرنسي فريقه بدون مبابي، مشددا على أن المنتخب يجب أن “يحافظ على تضامن نسبي”.
وأضاف توليه “سيحتاج المنتخب الفرنسي إلى إثبات قوته، والمباراة أمام هولندا، أقوى فريق في المجموعة، لن تكون سهلة”.
وبعد هذا الفوز “الشاق” على النمساويين، يرى المحلل الرياضي أن المباراة التالية ستكون فرصة لـ “قياس جودة وخصائص هذه المجموعة التي لديها القدرة على معرفة ما إذا كانت ستتمكن من رفع مستوى لعبها وما إذا كان المهاجمون الفرنسيون سيقدمون أداء استثنائيا ضد منتخب هولندا الذي نعرف مستواه”.
وتابع المتحدث “يساورني الفضول لرؤية كيف سيكون أداء المنتخب الفرنسي دون قائده”، مشيرا إلى أن “ديشامب أمام خيارين: إما إشراك مبابي ضد بولونيا حتى لا يفقد إيقاعه، أو إراحته للمرحلة القادمة إذا تأهلت فرنسا إلى دور الـ 16”.