عقد المجلس الإداري للوكالة الحضرية للعرائش-وزان، اليوم الخميس بمدينة العرائش، دورته التاسعة بحضور أعضائه الذين يمثلون السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة والهيئات المهنية ورؤساء المصالح اللاممركزة.
وقد انعقد المجلس الإداري طبقا للمقتضيات القانونية المنظمة للوكالة الحضرية للعرائش-وزان تحت رئاسة محمد تيكراتين، مدير الشؤون القانونية بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، نيابة عن وزيرة القطاع، وبحضور عامل إقليم العرائش والكاتب العام لعمالة إقليم وزان.
في كلمة في مستهل الاجتماع، أكد السيد تيكراتين أن هذه الدورة تعد مناسبةً لتقييم إنجازات وحصيلة عمل هذه المؤسسة برسم سنة 2022 والوقوف على جهودها المبذولة للمساهمة في التنمية العمرانية لمجالها الترابي، بمعية كافة شركائها.
وأضاف أن لقطاع التعمير مكانة استراتيجية ضمن أولويات السياسات العمومية، بالنظر إلى قدرته على الإسهام في محاربة التفاوتات المجالية وعقلنة وتوجيه التدخلات العمومية، ومواكبة الدينامية الاستثمارية وخلق فرص الشغل، مع جعل المواطن في صلب العملية التنموية قصد الرقي بمستوى الخدمات الأساسية وضمان جودة العيش الكريم في بيئةٍ سليمة، وتحسين مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار والرفع من جاذبية مجالات الاستقبال والحد من الفوارق الاجتماعية والتفاوتات المجالية وتفعيل الجهوية المتقدمة.
واستعرض جهود وتوجهات الوزارة الوصية على مستوى إعادة تموقع الوكالات الحضرية، و إنتاج جيل جديد من وثائق التعمير مع تبسيط المساطر وإيلاء عناية خاصة للعالم القروي، بجانب تسريع عملية الرقمنة كخيار استراتيجي للتجاوب مع تطلعات المرتفقين الذاتيين والمؤسساتيين والمعنويين .
في السياق ذاته، أكد عامل إقليم العرائش بوعاصم العالمين أن الرقي بأداء الوكالة وتطوير فعاليتها رهين بوضع تشخيص ميداني للاكراهات المرتبطة بمجال التعمير وتحديد التوجهات العامة لبلوغ الأهداف المسطرة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية ذات الارتباط بقطاع التعمير، وتنزيل توجهات النموذج التنموي الجديد ومواجهة التحديات القطاعية، مشددا على أن الهدف الأساسي من عمل الوكالة هو جعل قطاع التعمير محفزا لتنمية شاملة ومتوازنة ومندمجة ومراعية لمؤهلات المنطقة ككل.
وأضاف أن قطاع التعمير مهم أيضا لدعم الاستثمار وتثمين الإرث الحضاري والمؤهلات الطبيعية والجغرافية وتحقيق الطفرة النوعية المنشودة لمواجهة كل التحديات التي قد تعيق التنمية، وتغطية حاجيات الأحياء الناقصة التجهيز وإضفاء جمالية على المنطقة، وخاصة مواكبة التحول الذي يعرفه إقليم العرائش مع تطور الاستثمار الصناعي والفلاحي ونمو التجمعات السكنية المرتبطة به، مع إيلاء اهتمام خاص بحاجيات العالم القروي في مجال التعمير .
من جهته، أكد الكاتب العام لعمالة وزان، الحاج عبدين، أن انعقاد المجلس الإداري للوكالة يعد محطة لتمكين الفعاليات الترابية من التداول وتبادل وجهات النظر حول المسار التنموي الذي يجب السير عليه وكيفية تنفيذ الأوراش التنموية الكبرى، وتحقيق مسعى التغطية الشاملة للمناطق القروية والحضرية على حد سواء بالوثائق التعميرية الضرورية، مشددا على أن قطاع التعمير مرتبط بشكل وثيق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
ورأى المسؤول الترابي أن نجاعة ونجاح أهداف قطاع التعمير رهين بتقريب وجهات نظر مختلف المتدخلين في المجال والتعاطي مع الإشكالات المطروحة وفق برنامج زمني محدد في أفق تعزيز جاذبية المنطقة ومضاعفة الاستثمار وضمان العيش الكريم لساكنة المنطقة وتحقيق العدالة المجالية والترابية.
قبل المصادقة على مخططات وبرنامج عمل الوكالة الحضرية للعرائش-وزان للسنوات الثلاث المقبلة 2023-2025، أجمع المتدخلون على المكانة الاستراتيجية للقطاع ضمن السياسات العمومية، مشددين على أهمية عمل الوكالات الحضرية بتنسيق مع السلطات العمومية والهيئات المنتخبة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة.
ودعت المداخلات إلى ضرورة توفير الموارد المالية والبشرية الضرورية لعمل الوكالة الحضرية ورصد اعتمادات إضافية لتطوير خدماتها وجعلها أكثر نجاعة وقدرة على تغطية كل مناطق الإقليم وكذا التصدي للبناء العشوائي وإعادة هيكلة الفضاءات السكنية في البوادي كما في الحواضر، مع تسريع وتبسيط مساطر البناء وضبط الآجال المخصصة لدراسة الملفات وإصدار وثائق التعمير، والانفتاح على العالم القروي لتعزيز الاستثمار.
بالمناسبة، استعرض مدير الوكالة الحضرية للعرائش-وزان حصيلة عمل المؤسسة خلال سنة 2022، مبرزا أن نسبة التغطية بوثائق التعمير بلغت 100 في المائة بالمجال الترابي للوكالة.
وسجل أن الوكالة تشتغل على مجموعة من الدراسات الاستراتيجية الهامة على مستوى إقليمي العرائش ووزان، والتي تروم المساهمة في توجيه وتأطير الفعل التنموي وخلق مناصب الشغل، كما هو الشأن بالنسبة لمشروع تهيئة القطب الفلاحي بالجماعة الترابية زوادة وإعداد تصميم تهيئة الصريمة وتهيئة بحيرة بودروة وإحداث منطقة الأنشطة الحرفية بإقليم وزان، بالموازاة مع إعداد دراسات إعادة الهيكلة التي شملت أزيد من 465 هكتارا بإقليمي العرائش ووزان خلال سنة 2022 واستفادت منها أزيد من 3600 أسرة.
أما بخصوص حصيلة التدبير الحضري، فقد أشار المسؤول إلى أن الوكالة الحضرية قامت خلال السنة الماضية بدراسة ما مجموعه 1188 ملفاً يتعلق بمشاريع البناء والتجزيء والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات على صعيد إقليمي العرائش ووزان، حيث حظي 962 ملفاً بالموافقة أي بنسبة 81%، أما فيما يتعلق بالتقرير المالي لسنة 2022، فقد بلغت نسبة إنجاز الميزانية حوالي % 87.
وقد شكل هذا الاجتماع فرصةً لعرض برنامج العمل الاستراتيجي للوكالة خلال الثلاث سنوات المقبلة 2023-2025، والمنبثق عن الأوراش الاستراتيجية للوزارة الوصية وكذا أولويات الاحتياجات المحلية والجهوية في مجال التخطيط الحضري، حيث سطرت المؤسسة رؤية مستقبلية متكاملة في إطار التشاور مع مختلف المتدخلين في قطاع التعمير على مستوى إقليمي العرائش ووزان، بالموازاة مع اتخاذ إجراءات لتحسين ظروف اشتغال مستخدمي المؤسسة وتطوير حكامة التدبير الداخلي.
وعرف اجتماع المجلس الإداري للوكالة مصادقة أعضائه بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي برسم سنة 2022، وكذا على برنامج عمل الوكالة ومشروع ميزانيتها لسنة 2023، وبرنامج العمل الاستراتيجي للوكالة خلال الثلاث سنوات المقبلة 2023-2025، بالإضافة إلى المصادقة على التوصيات المقترحة.