افتتحت اليوم الجمعة برحاب الكلية المتعددة التخصصات بمدينة العرائش، فعاليات الدورة الثانية والعشرين من أيام البحث العلمي المنظمة تحت شعار “البحث العلمي في خدمة التحديات المجتمعية”، وذلك بحضور ثلة من المسؤولين والأكاديميين والباحثين وشركاء جامعة عبد المالك السعدي بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
وتروم جامعة عبد المالك السعدي من خلال تنظيم التظاهرة العلمية، التي افتتحت بحضور عامل إقليم العرائش العالمين بوعاصم ورئيس الجامعة بوشتى المومني وشخصيات أخرى، توفير فضاء للتفكير الجماعي حول ممارسة البحث داخل الجامعة، من أجل مواجهة التحديات المجتمعية الجديدة في المغرب عامة وجهة الشمال خاصة.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز بوشتى المومني أن البحث العلمي يشكل المحور الاساسي لعمل المؤسسة الجامعية لدعم انخراطها أكثر فأكثر في الدينامكية التنموية التي تعرفها الجهة، والاضطلاع بدورها الأساسي في المساهمة في تحريك عجلة التطور الذي تحتاج استدامته لمواكبة خاصة.
وأضاف أن المغرب، بفضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أبان عن قدرته على تحقيق التحول الايجابي المطلوب في كل مناحي الحياة، خاصة منها العلمية واستغلال كفاءاته بشكل ناجع وبراغماتي، وهو النهج الذي تسير عليه الجامعة بالمؤسسات الستة عشرة التابعة لها، مشددا على أن الجامعة تستشرف المستقبل بنظرة تجعل البحث العالمي وكفاءاته البشرية عماد أي تطور نوعي و المحرك المهم لتنمية مستدامة ومتوازنة.
واعتبر السيد المومني أن أيام البحث العلمي، التي تحتضنها لأول مرة مدينة العرائش بعد مدينتي طنجة وتطوان، هي مناسبة للانفتاح والاطلاع على مسار البحث العلمي في مؤسسات الجامعة والآليات المسخرة لتطويره، والاطلاع على مستجدات البحث العلمي والابتكارات الجديدة ذات الصلة، مشيرا الى أن اختيار العرائش لتنظيم الأيام العلمية يندرج في إطار سياسة الجامعة الى تجسيد العدالة المجالية.
ومن جهته، قال عميد الكلية المتعددة التخصصات بمدينة العرائش، محمد العربي كركب، أن الأيام العلمية تعتبر نافذة خاصة للاطلاع على ما تقدمه المؤسسات الجامعية من خدمات علمية موثوقة لمحيطها العام، خاصة الاقتصادي منه، وتجديد وتعزيز التواصل مع الفاعلين المعنيين بما يقدمه البحث العلمي من حلول مبتكرة في مختلف التخصصات والمجالات الحيوية والمهمة، وفي الوقت ذاته فتح باب الشراكات مع متدخلين مختلفين منشغلين بقضايا التنمية.
وأكد أن الأيام العلمية هي أيضا مناسبة لتبادل الخبرات والأفكار الجديدة التي تخص المجال العلمي، وفي الوقت ذاته تحسيس المعنيين بأهمية البحث العلمي في دعم التنمية الجهوية وكذا توسيع دائرة التعاون العلمي، مشددا على أن البحث العلمي يعد خيارا استراتيجيا لتجاوز الصعوبات التي تعترض خطط التنمية على أسس علمية متينة وحلول مبتكرة.
وتم خلال افتتاح فعالية الأيام العلمية تتويج عدد من الباحثين في حقول علمية مختلفة، وهي حقل العلوم والتقنيات، وحقل الآداب والعلوم الإنسانية والترجمة وأصول الدين، وحقل العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، كما تم تكريم نائب رئيس جامعة عبد المالك السعدي السابق المكلف بالبحث العلمي احمد الموساوي، الذي ساهم بقسط وافر في تنظيم الأيام العلمية للجامعة لمدة تقارب 25 سنة.
ويهدف هذا الحدث، الذي يتم خلاله التركيز على الجسور الموجودة أو المرجوة لدعم المجتمع العلمي بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إلى أن يكون منصة للتبادل لتسليط الضوء على الممارسات والتدابير الكفيلة بتنفيذ الاستراتيجية الحالية لتطوير البحث العلمي لجامعة عبد المالك السعدي.
وأكدت الجامعة على أن هذه الدورة تروم بشكل خاص تعزيز البحث العلمي، حيث تتمحور الأشغال حول 10 جلسات موضوعاتية، مما يتيح فرصة لتعزيز الروابط العلمية بين جميع مكونات المجتمع بالجامعة.
كما تشكل هذه الأيام فرصة للاحتفاء بكافة مكونات المجتمع العلمي بجامعة عبد المالك السعدي والتي كان لها شرف المساهمة في إشعاع الجامعة.
يذكر أن أيام البحث العلمي بجامعة عبد المالك السعدي تعتبر تقليدا يعود إلى سنة 1998، ويهدف عموما إلى تعزيز الثقافة العلمية على المستوى الجامعي.
وتعتبر التظاهرة مناسبة لالتقاء الأكاديميين والباحثين والأساتذة وطلاب الدكتوراه، وحضور سلسلة من الجلسات والمؤتمرات الموضوعاتية، والالتقاء بالمهنيين والباحثين والفاعلين الاجتماعيين الاقتصاديين الجهويين المدعوين للمشاركة في الفعاليات العلمية المبرمجة، إلى جانب مشاطرة آخر مستجدات البحث العلمي وتبادل التكنولوجيا.
ومنذ الدورة الأولى، ركزت أيام البحث العلمي بجامعة عبد المالك السعدي على التعريف بالبحوث التي يتم إجراؤها داخل الجامعة وتطوير وجهات نظر سياسة واستراتيجية البحث داخل الجامعة .