طنجة: المرأة والحراك العربي (ندوة)

نظم منتدى الفكر والثقافة والإبداع يوم 8 مارس الماضي بقاعة المشوار بمتحف القصبة بطنجة وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة

نظم منتدى الفكر والثقافة والإبداع يوم 8 مارس الماضي بقاعة المشوار بمتحف القصبة بطنجة وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة ندوة هامة شاركت فيها ثلة من النساء اللائي لهن وزنهن في المجالات الحقوقية والقانونية والنقابية والجمعوية والاجتماعية حيث طرحت أسئلة هامة وأساسية حول ما جنته المرأة من الحراك العربي إلى حد الشك في ثمار الحراك على الوضعية العامة للنساء في بلدان الحراك رغم بلاء المرأة وخروجها جنبا إلى جنب مع الرجل وصراخها في وجه رجال الأمن والعسكر والتضحية بفلذات أكبادها وتقديم التضحيات الكبار على مستوى جسدها وشرفها.

في رأي النساء المشاركات في الندوة ما بعد الحراك يعد كارثة حقيقية، من هنا طرحت سلمى الطود سؤالا عريضا ومعبرا: هل ستهب نسائم التغيير على النساء أم سيظل هناك جمود إذا لم نقل تراجعا خطيرا؟
الحراك العربي في رأي الأستاذة شمس الضحى البوراقي من إنتاج الشباب والنساء لكن المستفيد الأكبر هم المناهضون للتغيير سواء في مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن أو المغرب. وذلك انطلاقا من دراسة أنجزتها الأستاذة حول المدونات العربية
أمينة الروشاطي تتساءل بصوت مرتفع: هل الحراك فعلا ربيع أم لا؟ بحيث لاحظت تراجعا لمكانة المرأة السياسية وغيابها عن المؤسسة البرلمانية، وتقول: “عدوا النساء في المؤسسة البرلمانية المصرية بعد الحراك؟”
المرأة العاملة في رأي أمينة تكاد تصبح كائنا حيوانيا تشتغل 24 ساعة على 24. تشتغل في المعمل في ظروف مهينة وتشتغل في البيت حيث الكلمة الأولى والأخيرة للرجل كما تحاسب على تربية أبنائها وعلى تلبية رغبات رجال متعددين : أبيها، زوجها، أخيها، ابنها….
لا زالت المرأة في رأي وفاء بنعبد القادر جسدا للاستمتاع فقط ، خصوصا إذا رجعنا إلى الصورة التي تظهر عليها في وسائل الإعلام نظرا للمركزية الذكورية المتحكمة في مجتمعاتنا.
إن اليوم العالمي للمرأة في رأي الأستاذة نجاة الشنتوف يوم تقييمي للحصيلة واستشراف للآفاق. بعد الحراك العربي ترى الأستاذة أن التاريخ يعيد نفسه بالنسبة لحقوق المرأة. فبالرغم من مشاركة المرأة في حركة 20 فبراير فإنه تم تغييب مطلق لمطالب الحركة النسائية وبالتالي لا زلنا نعيش تأجيلا مجددا لحقوق النساء على كافة المستويات.
في ختام الندوة قرأت الشاعرة وداد بنموسى نصا رائعا بعنوان: “الحراك العربي” قامت فيه بجرد لوضعية المرأة قبل الحراك، أثناء الحراك وبعد الحراك في صور معبرة وبأسلوب شد انتباه الحاضرين وتفاعلوا معه بشكل ملفت.
لقد عبرت النسوة المشاركات في الندوة عن مرارتهن من الوضعية التي آلت إليها المرأة بعد الحراك العربي بحيث كن يتطلعن إلى تغيير جذري وإلى آفاق جميلة وجديدة فأصبن بإحباط كبير وهن في موقع المسؤولية على المستوى الرسمي أو المدني ومن موقع متقدم في المجتمع بحيث يمكن اعتبارهن من النساء المحظوظات، فكيف الحال بنسوة في أعالي الجبال وفي القرى البعيدة وفي مستويات دنيا من الخبرة والمعرفة والتجربة الحياتية تمر عليهن عجلة التخلف والقهر ولا ينتبه إليهن أحد؟

خليل الدمون

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...