عبد الواحد استيتو: الحلوى والفقوصة

بعد شهور قليلة، بعد أن ينسحب هذا البرد إن شاء الله، سيحل علينا موسم عزيز على البعض كريه للبعض الآخر.. وهو موسم “الفقاقص”.
بعد شهور قليلة، بعد أن ينسحب هذا البرد إن شاء الله، سيحل علينا موسم عزيز على البعض كريه للبعض الآخر.. وهو موسم “الفقاقص”.

موسم الفقاقص الذي لا يعترف لا بالأزمة المالية العالمية و لا حتى الحروب العالمية.
ابتداء من الشهر السادس علينا أن نستعد جميعا لملاحم الأعراس القادمة التي ستكون مبكرة هذا العام لأن شهر رمضان المبارك سيزامن شهر غشت، و هذا يعني أن من كان يخطط لإقامة عرسه في تلك الفترة سيتوكل على الله و يعجله إما في الشهر السادس أو السابع، و هذا يعني – ببساطة – أجندة “أعراسية” مكدسة و متقاربة زمنيا.
وهو ما يعني – ضمنيا – أن قوافل “الهدية” وما يتبعها من دقة مراكشية و “كشافة” وغيرهم ستمر في اليوم الواحد أكثر من مرة و أن طبول الحرب.. عفوا أقصد طبول الأجواق ستدق من كل النواحي في الحي في اليوم الواحد.. خصوصا أيام الجمعة والسبت والأحد، وخصوصا خصوصا في الأحياء الشعبية التي لا تنام أصلا إما بسبب شجار ما أو سكير يعربد في وسط الشارع ويسب ” الدين د بنادم”.. أو..أو….

أهم ما في الأمر أن النوم قد يصبح مطلبا ملحا لنا جميعا ولا نجده، خصوصا من لديه عمل يؤديه ولا يعتبر الواحدة زوالا “بااااقي بكري”.

أنا متأكد أن أغلبكم قضى ليالي سوداء يتقلب في فراشه بسبب فوضى الأعراس المتبوعة بفوضى الشجار الأبدية ويتساءل:

واش زعما ضروري يسالي العرس فــ 6 د الصباح!

تروقني جدا صالات الأفراح التي تفرض على مكتريها أن يوقفوا الموسيقى ابتداءً من الثانية عشرة ليلا، وأعتقد أنه قانون تم تطبيقه و ليست مسألة مزاجية. المشكلة أن تسعين بالمائة من صالات الأفراح توجد في أحياء راقية هادئة أصلا وبالتالي فلا مشكلة إطلاقا لديهم. المصيبة هي في أحيائنا الشعبية، وهي التي ينبغي أن يفرض فيها ليس فقط قانون لإيقاف الموسيقى في منتصف الليل بل قانون يمنع أي شخص من أن يبقى خارج منزله في تلك الساعة. لأن من يبقى في تلك الساعة لا بد أن “تطلع له الدبانة”.. ويقرر أن يحول ليلتنا إلى جحيم وذلك بمجموعة من الشتائم ذات الحقوق المحفوظة لأحياء طنجة الشعبية 2012.

أما من ناحية الأزواج، فسيكون على كل زوج يحضر عرسا – كالعادة – أن يدلي بجواز السفر كي تسمح له الداخلية بالمرور، و أنت تعرفون جيدا ماذا أقصد. فبدون “فقوصة” يستحيل أن تصدق زوجة أن زوجها بريء وقرر فقط أن يخرج من 12 ليلا إلى 4 صباحا فقط كي يشتم الهواء النقي ويتأمل الشوارع… زعما نزار قباني!

لهذا، والكلام موجه إلى الأزواج، حاول دائما ألا تنس “فقوصتك” إن كنت تريد لحضورك أن يتم بخير وعلى خير وأن تنام وأنت تتلذذ بما أكلت من اللحم والبرقوق والدجاج.وإلا فاستعد لسمفونية بتهوفن السابعة بعنوان : الزوجة الغاضبة!! ويا لها من سمفونية!
أما الزوجات فلا نصيحة لهن، لأنهن يكن كالأميرات : ديها ن الكوافير.. جيبا م الكوافير.. ديها ن العرس.. جيبا م العرس.
شكون فحالوم ؟!!!

*** *** ***
تساؤل على الهامش: لماذا تسأل الزوجات عن الفقوصة بالضبط، ولا تسأل عن الحلوى المرافقة لها؟ نترك الإجابة لصاحبات الشأن.

عبد الواحد استيتو
stitou1977@yahoo.com

Facebook | Abdelouahid Stitou

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...