من دون شك فإن رمضان 1443 هـ سيتميز بعودة أجواء هذا الشهر الفضيل إلى طبيعتها، على خلفية استقرار الوضع الوبائي ورجوع المؤشرات الصحية الرئيسية في المملكة إلى المستوى الأخضر.
من دون شك فإن رمضان 1443 ه سيتميز بعودة أجواء هذا الشهر الفضيل إلى طبيعتها، على خلفية استقرار الوضع الوبائي ورجوع المؤشرات الصحية الرئيسية في المملكة إلى المستوى الأخضر.
ومن المؤكد أن سياق الحجر الصحي قد فرض حظر التجمعات الكبرى، وهو معطى صعب إلى حد ما بالنسبة لشريحة من المجتمع، حتى لو كان للاستفراد بالنفس في سكون إيجابيات. لكن الوضع هذه السنة تغير شيئا فشيئا.
ومع تطلع الأنظار نحو عنان السماء، فإن هناك شعورا بالأمل ينتاب الآن الأفراد بالقدرة على الاحتفاء بالشهر المقدس فضلا عن ” ليلة القدر ” في أفضل الظروف، بعد سنتين من أزمة صحية غير مسبوقة سواء من حيث مداها أو ضراوتها.
وفي هذا السياق، فإن النهل من تراث الأجداد الذين آثروا الزهد والاعتدال، يشكل الخطوة الأولى لتجسيد الرسالة الروحية المنشودة من هذا الشهر الفضيل.
التراويح والبعد الروحي، الأجواء مناسبة هذه السنة.
ومن المزمع أداء صلاة التراويح هذه السنة في المساجد في وقت يستمر فيه الوضع الوبائي في التحسن بشكل ملحوظ بعد سنتين من بداية الوباء. وتضفي ليالي رمضان بعدها الروحي الكامل وتعمل على تعزيز أكثر للتعاليم الإسلامية الأصيلة، كما تشكل درع وقاية من مخاطر التطرف وانحرافاته.
وفي هذا السياق، يعتقد الباحثون أن رمضان، بقيمه الروحية، يشكل حلا بديلا لمعالجة بعض الأزمات. فبالإضافة إلى قداسته وهو ما يضفي عليه سحرا، فإن شهر الصيام يجسد قيم التعاون والتضامن في حياة المغاربة.
وهكذا، فإن عمليات ” الإفطار ” الجماعية تجسد بكل بساطة حسن الضيافة والكرم الذي أبداه المغاربة، في الوقت الذي ستستأنف فيه المقاهي والمطاعم أنشطتها في أمسيات رمضان، بعد أن عانت من تداعيات ” كوفيد-19 “.
من جهة أخرى، يلاحظ مع اقتراب هذا الشهر الفضيل، وفي كل المدن المغربية، انتشار بائعي الحلويات الشهيرة ” الشباكية “، والتقليدية، والفطائر، أو حتى البهارات وغيرها.
وقال إبراهيم، تاجر بمدينة القنيطرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه اتخذ خطوات لضمان التموين تحسبا للشهر الكريم، لافتا إلى أن النشاط التجاري لا يزال دون التوقعات، لكن قد يشهد بعض النشاط خلال هذا الشهر.
بينما أعربت مي حبيبة، البالغة من العمر 60 سنة والتي تبيع النباتات والأعشاب، عن أملها في أن يكون شهر رمضان هذا العام أفضل بكثير من الناحية التجارية من سابقه وأن يتحسن الوضع الاقتصادي قريبا.
وبالنسبة للطيب، صاحب محل للتغذية العامة، فقد أشار إلى أن الأفراد قد تمكنوا من تدبير أمورهم خلال فترة رمضان التي عاشوا فيها تحت الحجر الصحي وحصلوا على ما يكفي من التموين.
التبذير ، الجزء الخفي من جبل الجليد
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، سجل بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، بأن شهر رمضان المبارك أضحى شهر الاستهلاك المفرط، خاصة بالنسبة للمنتجات الغذائية.
واعتبر أنه ” بالرغم من الظروف المناخية والاجتماعية أو آثار الأزمة الصحية، لا يزال المستهلك المغربي تنتابه حساسية تجاه حمى التبذير، مضيفا أن هذا الوضع يرجع في المقام الأول إلى الجهل بأهم مقاصد الدين الإسلامي، حيث تتمثل الغاية من الصوم في الشعور باحتياجات الفقراء.
وبعد أن أشار إلى الفوائد الصحية والفضائل الدينية لهذا الشهر، عبر عن أسفه لمظاهر التبذير المسجلة لدى بعض المواطنين، داعيا في هذا السياق إلى مضاعفة الجهود في مجال تحسيس المستهلكين المغاربة بهذا الموضوع من منطلق تعزيز السيادة الغذائية للبلاد.