رحيل الفنانة رجاء بلمليح
اختارت يد المنون أن تخطتف يوم الأحد 2 شتمبر 2007، الفنانة رجاء بلمليح التي نوعت رصيدها بين الثقافي والفني والإنساني, لتكون شخصية حاملة لمشروع فني, ترفض معه أن تتحول إلى نسخة من النسخ التي “تلفظها” القنوات التلفزيونية كل يوم.
اختارت يد المنون أن تختطف يوم الأحد 2 شتمبر 2007، الفنانة رجاء بلمليح التي نوعت رصيدها بين الثقافي والفني والإنساني, لتكون شخصية حاملة لمشروع فني, ترفض معه أن تتحول إلى نسخة من النسخ التي “تلفظها” القنوات التلفزيونية كل يوم.
رجاء بلمليح ذات ال45 ربيعا, أغنت الخزانة المغربية والعربية بأعمال فنية مهما اختلفت عناوينها, إلا أنها تتوحد في جودتها وتعكس شخصية حملت رسالة فن نبيل ظلت تدافع عنه, “فن رفيع – تقول رجاء – صنع تميزي وبسببه حققت الشهرة, وهو الذي رشحني سفيرة للنوايا الحسنة”.
البداية الحقيقية للفنانة الراحلة, الحاصلة على شهادة جامعية عليا, كانت مع أول ألبوم لها سنة1987 وحمل عنوان “يا جار وادينا””, وضم أغان جميلة مثل “”مدينة العاشقين”” و”الحرية” و”أطفال الحجارة”, قبل أن تصدر ألبوما آخر بعنوان “هكذا الدنيا تسامح”.
على أن بدايتها الأولى كانت من خلال مشاركتها مطلع الثمانينيات في مسابقة كبرى للغناء نظمت تحت اسم “أضواء المدينة” بإشراف المنتج المغربي حميد العلوي حيث فازت بالجائزة الأولى, لتشق طريقها الفني بعد ذلك من خلال التعامل مع كبار الملحنين المغاربة, ومن بينهم المفضل العذراوي وأحمد البيضاوي وعبد القادر الراشدي وعبد الله عصامي وحسن القدميري, والشعراء الكبار كعبد الرفيع جواهري.
وبعد هذه الانطلاقة, وجدت الفنانة الراحلة الطريق معبدة للانتقال إلى مصر مطلع التسعينيات, لتوقع على انطلاقة جديدة أثمرت ألبوم “صبري عليك طال”” الذي تعاملت فيه مع الملحن حميد الشاعري, ثم ألبومي “يا غايب” و”اعتراف”.
ومن بين الملحنين المصريين الذين تعاملت معهم, جمال سلامة ومحمد ضياء وحلمي بكر وصلاح الشرنوبي.
رجاء, رغم نجاحاتها الفنية, ظلت على حد قول الشاعر الغنائي عبد الغفار بنشقرون, وكيل أعمالها في المغرب, “منبع الأخلاق والصداقة والوفاء والإخاء, لم تؤثر عليها الشهرة, وظلت منذ عرفتها الإنسانة البسيطة التي تتعامل بتواضع كبير مع محيطها الخاص والعام, بل إن أخلاقها هي التي تميزها عن الآخرين”.
وحظيت الفقيدة بحب الجمهور العربي من خلال أعمالها الفنية, وأيضا بتقديرات عدة تقاطرت عليها, من بينها شهادات تقدير من مهرجان القاهرة الدولي للأغنية سنة1995 , ومهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية في السنة ذاتها ومهرجان الأغنية التونسية سنة1996 , إضافة إلى جائزة مهرجان القاهرة الدولي الثالث للأغنية سنة 1997 , قبل أن تمنح سنة1999 لقب سفيرة النوايا الحسنة لدى صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونسيف), تقديرا من المنظمة الأممية لجهودها الفنية والإنسانية, اعتبارا لمساهماتها المتعددة في المجال الخيري والتطوعي.
ومن الأعمال الجيدة للراحلة رجاء أيضا ألبوم “شوق العيون”, الذي يضم ثماني أغنيات وألبوم “حاسب” الذي عادت به بعد غياب فترة ليست بقصيرة, خضعت خلالها للعلاج من داء السرطان, وقامت بإجراء عملية جراحية في أحد مستشفيات باريس.
وبحكم استقرارها في الإمارات, منحت رجاء الجنسية الإماراتية, لكن هذا لم يثنيها عن الترديد ب”أني مغربية, وأعتز بمغربيتي”.
وكان آخر ظهور لرجاء أمام الجمهور المغربي خلال الصيف الجاري, في برنامج “أهل المغنى” الذي تبثه القناة الثانية, وكان من المقرر أن تشارك في البرايم الأخير من برنامج مسابقات “استوديو دوزيم” الشهر الماضي, إلا أنها تخلفت عن الحفل لتدهور حالتها الصحية.
رجاء رحلت, وتركت ابنا اسمه عمر لم يتجاوز بعد الخمس سنوات, لكنها لم ترحل عن مفكرات عشاقها الذين سيجدونها حية في كل أغنية من ألبوماتها الجميلة.