افتتح، أمس الخميس برواق المركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان، معرض بعنوان “بوح” للفنان أقدس، بحضور ثلة من الفاعلين الثقافيين والمثقفين وهواة الفن والإبداع.
ويتضمن هذا المعرض الفريد من نوعه، الذي تنظمه مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين إلى غاية 15 أبريل المقبل، حوالي عشرين لوحة لهذا الفنان التشكيلي، أنجزت بحرفية عالية، وتتيح للتطوانيين وزوار المدينة سفرا وغوصا في عالم فريد مليء بالسحر والجمال.
وتمزج هذه اللوحات بين المهارة الإيحائية التي يطورها أقدس منذ عدة سنوات بأشكال مثلثة مجزأة غنية بالكروم الذهبي، وتعبر عن آمال وطموحات هذا الفنان الموهوب في جعلها غامضة ومألوفة بالنسبة لنا.
وأوضح الفنان أقدس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن شعار “بوح” الذي اختير عنوانا للمعرض يمثل بالنسبة له وسيلة لإعادة اكتشاف نفسه من خلال مجموعة تضم 20 لوحة (كبيرة ومتوسطة وصغيرة الحجم)، تبرز أصوله العربية وثقافته المغربية، عبر الانتقال من “الصورة إلى المشاهد عبر النباتي والحيواني”.
وأوضح أن “مجموعتي تتميز بالخصوص بالمزج الدقيق بين اللمسة الإيمائية التجريدية والتشكيل، والأشكال المثلثة المجزأة التي تعبر عن الأمل والتطور”، مسجلا أن المادة المستعملة هي الاكريليك على القماش.
من جهته، أبرز عماد العطار، المشرف على المركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان، أن هذه التظاهرة تعد الأولى من نوعها منذ بداية تفشي جائحة كوفيد 19 ، وتتيح للجمهور سفرا فنيا استثنائيا من خلال لوحات أنجزها فنان موهوب وملتزم.
من جانبه، أشار المدير الإقليمي للثقافة بتطوان أحمد يعلاوي، إلى أن هذا المعرض يسلط الضوء على أحدث أعمال هذا الفنان الشاب الموهوب، والتي تعكس تجربته ومسيرته والمقاربة التي يعتمدها وخياراته في ميدان الفن التشكيلي، بالمزج بين التجريد والتشكيل، مسجلا أن هذه التظاهرة تروم تجديد الصلة بالفضاءات الثقافية ومثقفي المدينة.
ويعتمد هذا الفنان، الذي يستعين في إنجاز لوحاته بالوسائط التقليدية والقماش، تقنية فريدة من نوعها حيث “يقوم بتحضير الواجهة بدقة متناهية في عملية تستغرق عدة أيام، وهي ممارسة يعبر من خلالها عن رغبة جامحة في إعادة تعريف أسلوبه باعتباره بوحا تنافسيا”.
وتتميز لوحات الفنان أقدس بكونها قادرة على تحويل الحياة اليومية العابرة إلى إنجازات جمالية تصبح رمزا لفخره بالانتماء.
مأساة التجربة المعاشة تتلخص في عنوان المعرض “بوح” الذي يكشف حجم الغرابة التي يمثلها الواقع. فأقدس يسافر بنا، مرة أخرى، من خلال لوحاته في عالم الجمال.