بعد أشهر من فرض قيود الحجر الصحي في إطار حالة الطوارئ الصحية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، يقلع قطاع السياحة بجهة الشمال، خاصة بإقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق، بشكل تدريجي في أجواء مطبوعة بتفاؤل حذر مشوب بسرور لا يخفيه عشاق السفر الذين توافدوا على المنطقة.
ويبدو أن مهنيي القطاع بالجهة اتخذوا كل الإجراءات الصحية الموصى بها لضمان استئناف النشاط السياحي في أفضل الظروف، والتي من شأنها طمأنة وتشجيع السياح على اكتشاف المنطقة من جديد والاستمتاع بمؤهلاتها العديدة.
في هذا السياق أكد المندوب الإقليمي للسياحة بتطوان، عبد العالي الرحماني، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن وزارة السياحة بتعاون مع السلطات المختصة اعتمدت عددا من الإجراءات من أجل “استئناف آمن” للنشاط السياحي، بشكل يضمن صحة المواطنين والعاملين على السواء.
وسجل أن المندوبية، بالتعاون مع السلطات المحلية، تسهر على أن تعمل المؤسسات السياحية على تنفيذ كل التوصيات المسطرة والمتعلقة بالصحة والسلامة، مذكرا باتخاذ مجموعة من التدابير من طرف المهنيين لتقديم عرض سياحي يستجيب لانتظارات السياح الوطنيين.
كما ذكر المسؤول بالمحاور الأربعة الكبرى لمخطط إنعاش القطاع، والذي وضعه المجلس الجهوي للسياحة، بتشاور مع مختلف الفاعلين المعنيين، ويتعلق الأمر بتطوير هوية استراتيجية جهوية، وإطلاق جيل جديد من الوثائق السياحية، ووضع منظومة رقمية لفائدة السياح والمهنيين، وتسويق العروض خاصة عبر اللقاءات المهنية والمعارض السياحية.
ومن أجل تجسيد هذه الرؤية، سارع المجلس الجهوي بإطلاق حملة “نتلاقاو في الشمال”، وهي مبادرة مبتكرة تجمع بين إنجاز شريط فيديو ترويجي (كبسولة) لزيارة الجهة، وعدد من الإجراءات التسويقية على مواقع التواصل الاجتماعي وحملات العلاقات العامة للتعريف بالإجراءات التي اتخذها المهنيون لاستقبال السياح.
وحث السيد الرحماني الفاعلين السياحيين على احترام الاجراءات الصحية الموصى بها وإقرار أسعار تنافسية وتحسين جودة الخدمات، داعيا المغاربة إلى اكتشاف سحر جهة الشمال، وخاصة إقليم تطوان وعمالة المضيق-الفنيدق.
في السياق ذاته، أبرز رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، منصف طوب، الجاذبية السياحية للإقليم التي ما فتئت تتطور من سنة لأخرى بفضل اطلاق عدد من المشاريع المهيكلة، ومن بينها تهيئة سهل واد مرتيل وإعادة تهيئة المدينة العتيقة لتطوان، وهي المشاريع التي سيكون لها تأثير مهم على النمو الاقتصادي وإحداث فرص الشغل وإنعاش النشاط السياحي بالمنطقة.
وأفاد السيد طوب بأن المجلس وضع دفتر المواصفات التقنية من أجل إعداد ادوات تطوير الوجهة السياحية لإقليم تطوان 2020-2021 والرامي إلى إطلاق منتجات سياحية جديدة تقوم حول الموارد المميزة للمجال الترابي لتطوان، وزيادة إشعاع صورة المنطقة كوجهة سياجية رفيعة الجودة مع التأقلم مع المتطلبات الراهنة المرتبطة بالوضع على المستويين الوطني والدولي، وتحسين قدرة جذب الموارد وتثمينها.
من جهتها، أبرزت السيدة سميرة الكثيري، مديرة إحدى الوحدات الفندقية بالشريط الساحلي لعمالة المضيق الفنيدق، أنه تم اتباع البروتوكول الصحي المعتمد بالفندق، خاصة الإجراءات المتعلقة بتعقيم الأمتعة وقياس درجة الحرارة وتوزيع المواد المطهرة والأقنعة الواقية على الزبائن، بالإضافة إلى احترام التباعد الاجتماعي وإلزامية لبس الأقنعة من طرف كافة العاملين.
وأضافت السيدة الكثيري، وهي أيضا الكاتبة العامة للجمعية الجهوية للصناعة الفندقية، أنه “منذ افتتاح الفندق قبل بضعة أسابيع، أطلقنا حملة تواصلية على مواقع الشبكات الاجتماعية بهدف إخبار الزبائن بأن المؤسسة مستعدة لاستقبالهم في أفضل ظروف السلامة”، موضحة “أننا تلقينا صدى طيبا جدا، حيث أن حجم طلبات الحجوزات التي تلقيناها فاق بشكل كبير العرض المطروح”.
وأضافت أن المؤسسة الفندقية تتكون من عدة بنايات تضم كل واحدة تقريبا 96 غرفة وتتوفر على شرفتها وحديقتها الخاصة، لهذا أعتقد انه مع الجاذبية السياحية للمنطقة خلال موسم الاصطياف والطلب القوي سواء من طرف الزبائن الاعتياديين او بعض المغاربة الذين لم يعد بمقدورهم قضاء عطلهم في الخارج بسبب الجائحة، يمكننا أن نرفع طاقتنا الاستيعابية إلى أكثر من 50 في المائة بالنظر لكوننا نحترم بشكل صارم كل الإجراءات الصحية”، داعية السلطات إلى اتخاذ إجراءات جديدة لتسريع وتيرة انتعاش القطاع.
السيد الصقلي، أحد الزوار المعتادين لجهة الشمال، أعرب عن ارتياحه للاستقبال الذي حظي به بالفندق، مبرزا أنه عاين الالتزام التام لعمال الفندق بالإجراءات الصحية.
وإن كانت جهود إنعاش قطاع السياحة ترتكز في الوقت الراهن على السياحة الداخلية فقط، فإن المهنيين لا يذخرون جهدا لطرح عروض سياحية تماشى مع هذا الوضع، وتقريب المنتجات السياحية من المواطنين لتشجيع المغاربة على القدوم لاكتشاف جهة الشمال.