فقدت الساحة الأدبية يوم الإثنين الدكتور محمد مفتاح العمراني، أحد أركان الدراسات الأندلسية بالمغرب، وأبرز رجال التحقيق الأدبي؛ والذي وافته المنية بتطوان بعد صراع مع مرض لم ينفع معه علاج.
ونعى مخلص الصغير، مدير دار الشعر بتطوان الراحل في تدوينة قال فيها : “لقد فقدت الثقافة العربية مكتبة كاملة الأوصاف مترامية الأطراف، وخزانة علمية مديدة وخزانة نفيسة، إذ يتعلق الأمر بعالم من علماء التراث المغربي الأندلسي وأعلامه، و هو الذي شهد له الباحثون المغاربة والمستشرقون الإسبان لأنه أعلم الناس بتراثهم الثقافي، وهو صاحب فيلموغرافيا شاملة تضع قائمة مصورة بنوادر المخطوطات التي لم تهتد إليها ثقافتنا العربية بعد.”مضيفا،” وإذ كنا قد أخذنا عن هذا المرجع الإنساني الكثير من المعارف التي قدمها لنا بحفاوة وسخاء، فإن مكتبته لا تزال تعانق بمصرعيها نصوصا ووثائق نادرة وغير متداولة …”
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد المرييني : “من الصعب جدا أن نلخلص مسيرة الدكتور محمد مفتاح رحمه الله في سطور… لأن الرجل قدم للعلم والمعرفة عقودا باحثا ومجتهدا في مجال البحث العلمي عموما والتحقيق على وجه خاص. ينضاف لذلك أن الرجل جمع بين العلم وسمو الأخلاق، ويتجلى ذلك في التواضع الذي تميز به مع كل من عاشره…”
ومن جانب آخر رثى عدد من الفعاليات الفقيد بعبارات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أجمعت على أن” محمد مفتاح، لم يمت حتى وإن ذهبت روحه، فالعلم يبقى وإن مات العالم، وتبقى الكتب والكلمات “وفق تعبير أحدهم.