مارينا طنجة باي: منصة فنون وشريحة خدمات للزوار

و.م.ع

بعد عام عن تدشينه، صار الميناء الترفيهي “مارينا طنجة باي” درة تاج المؤهلات السياحية التي تزخر بها مدينة طنجة، وقبلة لزوارها القادمين من كل الآفاق لقضاء ساعات، وربما أيام وأسابيع، بين رحاب مدينة البوغاز.

وتماشيا مع فلسفة مشروع إعادة توظيف منطقة ميناء طنجة المدينة، تهاوت الأسوار لتستعيد مدينة طنجة ذات البحرين صلتها بمياه مضيق جبل طارق، بفضل الميناء الترفيهي الجديد، المفتوح دون قيود أمام الزوار، والمتوفر على سلسلة من المرافق الخدماتية والسياحية في مستوى صيت مدينة البوغاز، بوابة المغرب نحو أوروبا.

وأفادت الشركة المكلفة بتدبير منطقة ميناء طنجة المدينة بأن مشروع إعادة توظيف المنطقة يقوم على محورين استراتيجيين يتمثلان في توحيد منطقة الميناء بالمدينة وتقريب مياه البحر من طنجة، موضحا أن “مشروع المارينا مكن من تحقيق الهدفين معا”.

ومع بداية الصيف الجاري، تحولت “مارينا طنجة باي” إلى منصة فنون إيقاعية وتعبيرية وموسيقية، يستعرض فيها العشرات من الفنانين الشباب مؤهلاتهم أمام آلاف الزوار، لإضفاء رونق جمالي وفني على الأماسي الصيفية البديعة لمدينة طنجة.

بعد تنظيم الأيام المفتوحة في الأسابيع الماضية، انطلقت أمس السبت الدورة الأولى من “أيام الاستجمام والاستكشاف 2019” التي تنظمها “مارينا طنجة باي” بهدف ترسيخ توحيد الميناء مع المدينة، عبر خلق فضاء للترفيه مفتوح أمام العموم مع الاحترام التام للتاريخ الغني للميناء.

على الساعة الرابعة زوالا بالممر الرئيسي للمارينا، تحلق العشرات من الزوار حول قارعي الطبول ومحترفي ألعاب “كاوبيرا”، من فنون الحرب البرازيلية ذات الأصول الإفريقية، ونافثي النيران، وهي عروض بديعة لقيت تجاوبا كبيرا وتصفيقات متواصلة، عرض تواصل إلى قبيل منتصف الليل.

إعلان

كما خصصت للأطفال “قرية ألعاب” تتضمن خمس ورشات تربوية ترفيهية لحث الصغار على اكتشاف مواهبهم، وشملت الرسم التشكيلي وصناعة الأوريغامي وصناعة الحلي والكتابة والشعر والتصوير. ولتخليد الزيارة بصور وذكريات لا تنمحي، وفرت المارينا للزوار الصغار مركب قراصنة به بحارة متنكرون بزي القرصان الشهير “جاك سباروو”.

خديجة، أم في الثلاثينات ترافق ابنتها إلى “قرية الألعاب”، أسرت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المارينا غيرت كثيرا في حياة سكان طنجة منذ افتتاحها العام الماضي، موضحة أن هذه المنشأة أعادت لسكان طنجة صلتهم بالبحر خلال تجوالهم وفي فترات استجمامهم.

ولفائدة الفنانين الشباب، أقيم بالمارينا معرض مفتوح للرسم التشكيلي والفنون الرقمية والصور الفوتوغرافية بمشاركة العشرات من الشباب المبدعين، وهي المبادرة التي تروم منها إدارة المارينا المساهمة في إخراج الفن من أروقة المعارض وتقريبه لعموم الجمهور وإتاحة الفرصة أمام الفنانين الشباب للبروز على الساحة.

وبمنصة السهرات، أدت كل من الواعدة منار الصالحي والمتألق سفيان ماز أغان شهيرة بالعربية والفرنسية والإنجليزية، حيث يتم انتقاء الفنانين المشاركين القادرين على الأداء بلغات متعددة، أخذا بعين الاعتبار طابع طنجة الدولي والمنفتح، وإرضاء لأذواق كافة المشاهدين.

وتواصل “مارينا طنجة باي” تعزيز عروضها الخدماتية لفائدة الزوار عبر افتتاح مطاعم ومرافق ترفيهية جديدة، كما يتوفر الميناء الترفيهي على المركز الوحيد لتعلم الغطس (بادي) والمصنف “5 نجوم”، إذ يقدم مركز “سكوبامار” تكوينا في الغطس الهاوي والمحترف، بعمق يزيد عن 30 مترا.

“مارينا باي طنجة”، هي منشأة تحاول إعادة رسم تاريخ طنجة البحري العريق، بمعايير عصرية وخدمات متجددة، بوابة تعيد ربط المدينة ببحرها الممتد، وتحيي صيت طنجة كجسر بين قارتين وثقافتين.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...