تم بمدينة تطوان، الأربعاء، الإعلان عن اختتام مشروع “ولوج لطنجة ..تطوان”، الذي أنجزته جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب، بشراكة مع جماعة تطوان وشبكة عمداء ورؤساء المدن المتوسطية “ميد سيتي” وبلدية برشلونة.
ويهدف مشروع “ولوج لطنجة ..تطوان” إلى جعل المدينتين والجتين بشكل كامل للجميع دون إقصاء أو تمييز خاصة للأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال إحداث مسارات وولوجيات خاصة بالأشخاص محدودي الحركة، حيث شيدت ولوجية بباب العقلة، أحد أكبر الأبواب السبعة للمدينة العتيقة لتطوان، ورسم مسار نموذجي بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ، هذا الأخير بتعاون مع اتحاد الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة بولاية طنجة وبشراكة مع جماعة طنجة وميد سيتي وبلدية برشلونة.
وأبرزت تدخلات الجهات المشرفة على المشروع أن الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب عامة، وبمدينة تطوان خاصة، يجدون صعوبات في الولوج إلى الفضاء العمومية أو المؤسسات العمومية أو وسائل النقل العمومي، مما جعل الجمعية تقود حملة ترافعية من أجل ضمان حق هذه الفئة المجتمعية من حقها كاملا دون إقصاء أو تمييز، خاصة وأن المغرب قطع أشواطا كبيرة في المجال القانوني والتشريعي لحمايتها.
كما أكد مسؤولو الجمعية أن مشروع الولوجيات بباب العقلة يؤسس لسلسلة من المشاريع المستقبلية بمدينة تطوان تروم تمكين محدودي الحركة من الولوج إلى المدينة العتيقة وإلى باقي المؤسسات والفضاءات والخدمات العمومية.
ونبه مسؤولو الجمعية إلى كون “مجموعة من المشاريع التي في طور الإنجاز بمدينة تطوان، خاصة منها المتعلقة ببناء المؤسسات والفضاءات العمومية بتطوان، لم يراع فيها حق المعاقين رغم أن القانون 10-03 واضح في هذا الشأن”.
وفي تصريح لرئيس جمعية الحمامة البيضاء لحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب، أحمد عيداني، اعتبر أن هذا اللقاء محطة من محطات التوعية والترافع التي تهم النهوض وضمان حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، معتبرا أن نجاح مشروع “ولوج لطنجة ..تطوان” يدفع الجمعية إلى التفكير في مشاريع أخرى لفك عزلة الأشخاص في وضعية إعاقة عن المدينة العتيقة، وربط أجزاء المدينة الكولونيالية مع المدينة الإدارية.
وأضاف عيداني أن نجاح هذا المشروع سيدفع بمسؤولي المدينة للتفكير مستقبلا في حق هذه الفئة من حقها في الفضاءات التاريخية الموجودة بالمدينة العتيقة لتطوان، مشددا على أن جمعية الحمامة البيضاء تعتبر “وسيطا يذكر بالقوانين والاتفاقيات الدولية الملزمة للمغرب لحماية الأشخاص في وضعية إعاقة”.
من جانبها أبرزت المهندسة المعمارية المتخصصة في الولوجيات، السيدة أولاد الغازي ربيعة، أن مشروع “ولوج لطنجة ..تطوان” يهدف إلى تقوية قدرات جماعتي طنجة وتطوان لتعزيز إمكانية الولوج الشامل لجميع الفضاءات العمومية، وإلى التقليص من الاقصاء الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة وتوفير الشوط الملائمة لمبدأ تكافؤ الفرص.
وأضافت المهندسة المشرفة على المشروع، أن من بين الأهداف الخاصة كذلك تقوية وتحسين القدرات الفنية والتقنية لموظفي وأطر الجماعتين، من خلال تمكينهم من معرفة المعايير المعترف بها دوليا.
وعن المشاكل التقنية للمشروع، أكدت السيد أولاد الغازي أن النسيج العمراني بالمدينة العتيقة وكذا خصوصيتها، سيما وأنها مصنفة تراثا عالميا، تطلب ملائمة المشروع وجعله مندمجا وملائما مع هذه الخصوصيات.