ميترو ونص
ستتحول مسألة السياقة داخل طنجة إلى جحيم حقيقي في القريب العاجل إن لم يتم التعامل مع الأمر بشكل جدي والبحث عن حلول فعالة وواقعية.
ستتحول مسألة السياقة داخل طنجة إلى جحيم حقيقي في القريب العاجل إن لم يتم التعامل مع الأمر بشكل جدي والبحث عن حلول فعالة وواقعية.
لاحظوا أننا لازلنا في منتصف الشهر الخامس، والاختناق المروري على أشده.. فكيف بنا إذا دخل الشهر السادس والسابع، وتضاعف عدد السكان والسيارات؟ ليس من حل سوى بناء طابق علوي أو “سولطانو”.. لا خيار آخر.
وأنتم أدرى بما يحدث في زحام الصيف حيث تخرج الأيدي من السيارات ويتطاير اللعاب على الوجوه وتنطلق مصطلحات السب واللعن على أشدها لمجرد أن أحدهم أبطأ سرعته قليلا، فما بالكم لو توقف؟ أنا متأكد أنكم تعرفون بقية القصة، بل إن أغلبكم عاشها أو عاش قصة شبيهة بها.. ولو كلفنا شركة إحصاء بعملية إحصاء المشاجرات التي تقع صيفا بسبب الزحام لانسحبت من الصفقة بدعوى استحالة المهمة!!
لا أعتقد أنه توجد مدينة أخرى في المغرب تضاعف عدد سكانها وزوارها وسياراتها كمدينة طنجة خلال السنين الأخيرة، كما أنني لا أعتقد أن هناك مدينة تم إهمال توسيع شبكة طرقها كمدينة طنجة.
يبدو أن لا أحد ينتبه إلى أن تضاعف عدد السيارات يعني توقفا كاملا للسير مع مرور الوقت، وستلمسون ذلك قريبا. كما أنه لا أحد ينتبه إلى كمية التلوث التي تنتج عن كل هذه السيارات التي تتزاحم الواحدة وراء الأخرى في شوارع ضيقة محاطة بمنازل ذات طابقين فقط. مع ملاحظة أن مسألة امتلاك سيارة أصبحت حاليا في متناول الجميع تقريبا، ولم يعد غريبا أن تجد أن كل فرد من الأسرة له سيارته الخاصة.. فقد تم تسهيل العملية بشكل كبير مؤخرا وعلينا أن نأخذ هذا بعين الاعتبار والحذر أيضا.
ولنكون منصفين فقد كانت هناك فعلا مؤخرا محاولة لتعديل بعض عمليات السير والجولان داخل المدينة عن طريق وضع إشارات وحذف أخرى، وفتح بضعة شوارع وإغلاق أخرى. وإن كنت لا أدري إن كان هذا قد أعطى نتيجة أم لا في غياب أي وسيلة قياس لهذا الأمر، اللهم بضع سائقي التاكسيات الصغيرة والذين قالوا لي أن هذا الوضع أفضل.. يتحدثون طبعا عن المناطق التي تمت فيها عمليات التغيير.. أما باقي مناطق المدينة فالله أعلم بها.
سبب كل هذا هو أنه لا توجد مخططات على المدى البعيد تجعل عملية تحويل طنجة لقطب استثماري وسياحي عالمي تتوازى مع عمليات بنيوية أخرى، كتوسيع الطرق والبنية التحتية.
وعلى الرغم من أن الحديث عن “سولطانو” يبدو مبدئيا مضحكا، لكن الحقيقة أنه قد يكون العلاج الأخير للمشكلة، وآخر العلاج الكي. والكي الذي سيتم استعماله هو إنشاء ميترو أنفاق قد يخفض مسألة الازدحام إلى النصف، وليس ذلك ببعيد عن مدينة تستقطب منذ سنين آلاف الاستثمارات الأجنبية.
أعترف أنه لا معلومات لدي عن نوعية الأرض التي تقع فوقها طنجتنا العالية وهل هي مناسبة لمسألة الميترو هذه أم لا، كما أنه لا فكرة لدي عن التكلفة التي قد تتطلبها عملية إنشاء ميترو أنفاق بجلال قدره. وهو على أية حال أمر نتركه لأهل الاختصاص من مهندسين مدنيين ومعماريين وخبراء و..و..و..
لكنني أعتقد جادا أنه قد آن أوان التفكير في هذا الأمر، قبل أن تتوقف الحركة تماما يوما ما.. وعندها لن نحتاج للميترو فقط… بل سنحتاج ما هو أكثر… ميترو ونص!!!
عبد الواحد استيتو
stitou1977@yahoo.com
http://stitooo.blogspot.com