أيوب الخزاني إبن تطوان.. هاجم قطارا فرنسيا وأطلق النار
قال مصدر مطلع على تفاصيل القضية إن فحصا لبصمات أصابع اليدين أظهر أن المسلح الذي تغلب عليه ركاب في حادث إطلاق نار على متن قطار في فرنسا شخص مغربي الجنسية معروف لدى السلطات الأوروبية بأنه يشتبه في كونه متشددا إسلاميا.
طنجة نيوز – رويترز
قال مصدر مطلع على تفاصيل القضية إن فحصا لبصمات أصابع اليدين أظهر أن المسلح الذي تغلب عليه ركاب في حادث إطلاق نار على متن قطار في فرنسا شخص مغربي الجنسية معروف لدى السلطات الأوروبية بأنه يشتبه في كونه متشددا إسلاميا.
أصيب شخصان في محاولة التغلب على المهاجم الذي كان يحمل بندقية كلاشينكوف على متن القطار فائق السرعة خلال رحلة من أمستردام إلى باريس يوم الجمعة. وبين من أوقفوا المسلح اثنان من مشاة البحرية الأمريكية حيث أصيب أحدهما بجراح في يده.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف يوم السبت إن الرجل على ما يبدو “عمره 26 عاما ويحمل الجنسية المغربية ومعروف لدى السلطات الإسبانية التي أبلغت المخابرات الفرنسية في فبراير 2014 بسبب صلته بتنظيم إسلامي متشدد.”
ولم يقدم كازنوف اسما للشخص لكن المصدر عرفه بأنه أيوب الخزاني من مواليد 89 بمدينة تطوان شمال المغرب، وقال إنه يعتقد أنه سافر من برلين إلى اسطنبول في العاشر من ماي هذا العام. وتركيا هي المقصد المفضل للراغبين في السفر إلى سوريا للانضمام للجماعات المتشددة هناك.
وقال مصدر بجهات مكافحة الإرهاب الإسبانية يوم السبت إن السلطات الإسبانية لديها مشتبها به عرفته بأنه الخزاني خضع للمراقبة قبل رحيله عن إسبانيا إلى فرنسا في 2014 ثم سافر إلى سوريا وعاد إلى فرنسا.
وذكر المصدر الإسباني أن الرجل عاش بين 2007 و2010 في مدريد قبل انتقاله إلى ميناء الجزيرة الجنوبي وأنه اعتقل في إسبانيا لمرة واحدة على الأقل بسبب مخالفة تتعلق بالمخدرات.
وقال كازنوف إن المشتبه به عاش في أيضا في بلجيكا وإن التحقيقات “ينبغي أن تحدد بدقة الأنشطة والأسفار التي قام بها هذا الإرهابي.”
وقالت صحيفة لا فوا دو نورد الفرنسية إن المشتبه به كان على صلة بمجموعة متورطة في إطلاق نار من جانب أشخاص يشتبه في أنهم إسلاميون ببلجيكا في يناير كانون الثاني. وأكدت الحكومة البلجيكية أنها تحقق في الأمر لكن دون تقديم أي معلومات أخرى.
والسلطات الفرنسية في حالة تأهب قصوى منذ يناير كانون الثاني حين قتل 17 شخصا في حوادث إطلاق نار من قبل متشددين إسلاميين في باريس ومحيطها.
* كلاشينكوف ومسدس وآلة حادة
قال كازنوف أيضا إن المهاجم كان مسلحا ببندقية كلاشينكوف هجومية ومسدس آلي كان في كل منهما خزن ذخيرة. كما كان بحوزته آلة حادة تستخدم في فتح الصناديق. وقال الوزير الفرنسي إن المعركة بدأت حين حاول شخص فرنسي كان في طريقه لدورة المياه منع الرجل من دخول إحدى العربات.
وتلقى الرجل المنتمي لمشاة البحرية الأمريكية- وهو الطيار سبنسر ستون من قاعدة لاجيس الجوية في أزوريس- العلاج في مستشفى متخصص في إصابات الأيدي بمدينة ليل في شمال فرنسا.
وبين الركاب الذين ساعدوا في إيقاف المهاجم صديقان للطيار ستون هما أليك سكارلاتوس من الحرس الوطني الأمريكي ومواطنهما الطالب أنتوني سادلر. وعاد سكارلاتوس الشهر الماضي من مهمة في أفغانستان وكان الثلاثة يقضون معا عطلة في أوروبا.
وقال كازنوف إن المصاب الآخر فرنسي أمريكي وأصيب برصاصة وهو جالس في مقعده. وقالت مصادر طبية إن الرجل اصيب في الصدر وإن حالته خطيرة لكنها مستقرة.
وقالت السلطات ليل الجمعة إن ممثلا فرنسيا أصيب في الحادث أيضا.
ونقلت محطة (بي.إف.أم. تي.في) التلفزيونية عن الممثل جان أوجو أنجلاد “علقنا في المكان الخطأ في الوقت غير المناسب. كانت معجزة.”
وامتدح الرئيس الأمريكي باراك أوباما الركاب ووصفهم بالأبطال. وقال “من الواضح أن تصرفهم البطولي ربما نجح في منع كارثة أسوأ.”
وينتظر أن يقدم لهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الشكر بنفسه خلال الأيام المقبلة.
ونقل المسلح يوم السبت إلى منطقة باريس من آراس في شمال فرنسا حيث وقع الحادث. وقال كازنوف إن القانون يجيز اعتقاله لأربعة أيام دون توجيه تهمة.
ووقع الحادث على متن قطار فائق السرعة تابع لشركة تاليس وهي مملوكة للحكومتين الفرنسية والبلجيكية وتسير قطارات دولية تربط فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا.
والدول الأربع أعضاء في منطقة شنجن الأوروبية التي يحق للأشخاص فيها التنقل دون جوازات سفر أو فحص أمني. وحذر خبراء مرارا من احتمال أن تصبح القطارات أهدافا لهجمات.
وفي يناير كانون الثاني قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن هناك أكثر من ثلاثة آلاف إسلامي محتمل الخطورة يخضعون للمراقبة في فرنسا التي يوجد بها أكبر عدد من المسلمين في أوروبا.
وأكثر الهجمات التي نفذت أو أحبطت في فرنسا كانت من عمل أشخاص في هذه القائمة لكن مسؤولين بالحكومة يقولون إن المراقبة لا يمكن أن تستمر طول الوقت.
وقال سيباستيان بييتراسانتا العضو الاشتراكي بالبرلمان والذي قدم مسودة أحدث تشريع لمكافحة الإرهاب بفرنسا “حين لا يتوفر ما يبرر الاعتقال تأتي أوقات عليك فيها أن تتحرك ضد أفراد آخرين.”
وأضاف لرويترز “بالنظر لعدد الأفراد ذوي الصلة بالتيار الإسلامي المتشدد يصبح الأمر معقدا.
“نقوم بالاحتياطات اللازمة بنسبة مئة بالمئة لكن هذا لا يعني القضاء على الخطورة بالكامل.”