طنجة.. إقبال نوعي على شاطئ أشقار
سرّ لا يعرفه إلا القليلين من ساكنة طنجة، وهو أنه حينما تسكن رياح ” الشرقي أو ال ” Levante ” كما يعرّفها الإسبان بالمدينة، تكون السباحة والتجول بالكورنيش أمراً مستحيلاً، عكس ما يقع تماماً بالشواطئ الأطلسية، حيث تتحول مياه أشقار، البّا قاسم وميطراغاز إ
سرّ لا يعرفه إلا القليلين من ساكنة طنجة، وهو أنه حينما تسكن رياح ” الشرقي أو ال ” Levante ” كما يعرّفها الإسبان بالمدينة، تكون السباحة والتجول بالكورنيش أمراً مستحيلاً، عكس ما يقع تماماً بالشواطئ الأطلسية، حيث تتحول مياه أشقار، البّا قاسم وميطراغاز إلى شواطئ شبيهة بالكاريبي، هادئةً، باردةً، صافيةً عذبةً وذهبية، فتعطي بذلك بديلاً عن المياه المتوسطية الهائجة الغاضبة لعاشقي البحر ومجذوبيه من أطفال و نساء وكهول وشباب.
ويرجع السبب في ذلك لعامل فيزيائي محض، حيث مع اندلاع رياح ال Levante كما يسميها البحارة والصيادين بطنجة، القادمة من الشرق، تعصف الرياح في اتجاه موازٍ لمنحى الخط الساحلي لشواطئ المتوسط، فتجر معها الأمواج والرمال حتى تصير مهجورة. وحينما تصل رياح ” الشرقي ” إلى الشواطئ الأطلسية تأخذ منحاً عموديّاً لمنحى الخط الساحلي، فتكسر تلك الأمواج المعروفة عن الشريط الأطلسي وتقلل من حدّة التيارات ( les cours d’eau ) التي يهابها أهل المدينة بسبب قضاءها على عديد من الأرواح البشرية الذين ماتوا غرقاً بأشقار والغابة الدبلوماسية خصوصاً.
شاطئ أشقار كان اليوم الأحد على موعد حقيقي مع رواده الأصليين، الذين يضطرون لوداعه باكراً قبيل دخول فصل الصيف بسبب الإكتضاض الذي يعرفه، حيث يسود شعار خاص بالمرحلة بسبب الإزدحام وهو ” سماحلي أ خاي نعمل شي سالطو “، كما يضطر هؤلاء المجذوبين إلى الرحيل عن أشقار في اتجاه شواطئ أخرى أكثر صعوبة للولوج، والتي لن نعرّفها حفاظاً على سريتها !!!