فاطمة الزهراء النوينو تكتب: صوت المرأة الطنجاوية بالأمم المتحدة
نحن بالأمم المتحدة محظوظون لأننا نعمل بأكبر منظمة عالمية ونعيش بهده المدينة الرائعة. كلنا وصلنا إلى هنا عبر مسالك مختلفة، لكن الطريق كان وعرا بالنسبة للبعض منا.
في الصورة: فاطمة الزهراء النوينو * مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية كارمن لويس لا بوانت
نحن بالأمم المتحدة محظوظون لأننا نعمل بأكبر منظمة عالمية ونعيش بهده المدينة الرائعة. كلنا وصلنا إلى هنا عبر مسالك مختلفة، لكن الطريق كان وعرا بالنسبة للبعض منا.
ولدت في بيئة مزدهرة، لكن تعليم البنات لم يعتبر حقا لكل طفلة. لم تكن لي لا عائلة تؤيدني ولا حكومة تدافع عن حقي. كافحت من أجل حقي في التعليم وتعرضت لسوء المعاملة كنتيجة.معظم زميلاتي في القسم أجبرن من طرف رجال عائلاتهن على ترك المدرسة.
اعتدي علي لأنني أردت دراسة لغتي. الآن أتكلم وأكتب تسع لغات.
منعت من استخدام الدراجة – الدراجة للأولاد وليست للبنات. أخيرا تعلمت قيادة الطائرة.
حرمت من أن يكون لي أصدقاء وصديقات في المدرسة والحي. الآن لي أصدقاء وصديقات بمختلف أنحاء العالم.
لم يسمح لي بالسفر من مدينة إلى أخرى. انتهى بي الأمر عابرة خمس قارات.
حسب تقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة العالمي لرصد التعليم، أكثر من 15 مليون طفلة في سن التدريس لا يذهبن إلى المدرسة وليست هناك أية إمكانية لولوجهن الأقسام. كنت سأكون ضمن هذه الإحصائيات لولا إيماني وقوتي وكبريائي. منذ ذلك الحين طورت منهج ال “ص. إ.م.” الصبروالإصرار والمثابرة من أجل التغلب على العراقيل وتحقيق أهدافي.
ليس فقط الحرب والفقر هما ما يحولان دون تعلم البنات. الحكومات تساهم في ارتفاع الأمية إذا لم تحاكم الآباء الذين لهم إمكانيات لتعليم بناتهم لكنهم لا يفعلون ، والإخوة الذين يستخدمون العنف ضد أخواتهم إذا تابعن تعليمهن.
بعض الحكومات تبني ملاهي ليلية وكازينوهات حتى عند وجود مستوى الأمية عال في مجتمعاتها في حين موارد الأمم هاته يجب اسغلالها لبناء المدارس والمؤسسات التعليمية. بتشجيع انتشار أماكن الحياة الليلية تعرض الحكومات أولئك البنات والنساء غير المتعلمات للدعارة وتجعلهن فريسة سهلة للاتجار بالبشر.
عندما نعلم طفلة صغيرة، تصبح أختا محتشمة وزوجة صالحة وأما قديرة. وإذا منعناها من التعليم نسرق كرامتها ومستقبلها.
الرجال يلعبون دورا مهما في تحقيق المساواة بين المرأة والرجل إذا شجعوا البنات على التعليم، أو يساهمون في انتشار الأمية إذا منعوهن من التعليم.
لكل بنات ونساء العالم أرسل خطاب ال “ش. أ. س.”. الشرف والأمل والسعادة. الشرف لأنه شرف عظيم أن أكون امرأة، الأمل لأنه لا يمكن لأية بنت أوامرأة أن تفقد الأمل، والسعادة لأنه من حق كل بنت وامرأة أن تكون سعيدة.
* تعمل فاطمة الزهراء النوينو مساعدة شخصية لمدير التحقيقات بمكتب خدمات الرقابة الداخلية بالأمم المتحدة بنويورك. التحقت النوينو بالأمم المتحدة سنة 2001. وعملت بإدارة شؤون الإعلام، إدارة عمليات حفظ السلام، مكتب المبعوث الخاص للأمين العام لتسونامي، منظمة الصحة العالمية وإدارة الدعم الميداني.