حوار مع رائد السينما في طنجة.. أحمد قاسم أكدي

هو مبدع سينمائي من طراز خاص، لم يذهب إلى الفن السابع إلا وعشق السينما ظله. مثلما هو شجاع في طرح أفلامه وصياغة مضمونها، هو صريح أيضا في إبداء أرائه بخصوص وضعية السينما المغربية. إنه أحمد قاسم أكدي رائد السينما في طنجة، الذي نحاوره حول بعض القضايا السي

حاورته: حياة شفراو
هو مبدع سينمائي من طراز خاص، لم يذهب إلى الفن السابع إلا وعشق السينما ظله.
مثلما هو شجاع في طرح أفلامه وصياغة مضمونها، هو صريح أيضا في إبداء أرائه بخصوص وضعية السينما المغربية.
إنه أحمد قاسم أكدي رائد السينما في طنجة، الذي نحاوره حول بعض القضايا السينمائية، منطلقين من قيمته الإبداعية.

إعلان

– أستاذ أكدي باعتبارك من رواد الفن السينمائي بطنجة، كيف تشخص أحوال الصناعة السينمائية في المغرب، في ظل الارتفاع الملحوظ على صعيد الإنتاج الكمي؟
أولا:شكرا على اهتمامك بي.السينما في المغرب ليست صناعة بل هي مصنفة في قطاع الخدمات.
ثانيا : صناعة الفيلم المغربي تعاني من فوضى سببها المركز السينمائي المغربي، وتكمن هذه الفوضى في الفساد المالي المتفشي في المركز السينمائي عموما، وفي صندوق دعم الإنتاج خصوصا، ولهذا السينما المغربية لا ولن تصل إلى مستوى جيد مادام هذا الوضع.

– هذا يقودني إلى سؤال القيمة الفنية للمهرجانات السينمائية، من وجهة نظرك كمخرج وفاعل سينمائي مميز، هل تشكل هذه المهرجانات قيمة فنية لريبرتوار الفيلم المغربي؟
المهرجانات كذلك تعاني من نشر المرض، أضف إلى ذلك سوء التسيير والتنظيم، فمعظمهم يعتبرونها أسبوعا سياحيا بطنجة، أما الدافع الثقافي والفني فهوغير متوفر، يأتون من الرباط بطواقمهم حتى لا يتركوا لأهل طنجة مقعدا. ولهذا في كل مهرجان تندلع الاحتجاجات من طرف جمهور طنجة المتتبع سواء أكان من المحترفين السينمائيين أو الهواة الذين يستحقون الاعتناء بهم وهو وسيلة لإخراج الأموال من الصناديق كميزانية مدعمة للمهرجانات وأما الفائدة فهي معدومة والدليل على انعدام الفائدة هو ردود الفعل التي تأتي من الجماهير والتي هي دائما مخيبة للأمل.

– ثمة مسافة ما فتئت تتسع بين كم الأفلام المنجزة ونوعيتها، كيف يمكن تقليص هذه المسافة لربح رهان صناعة سينمائية منسجمة في الكمية والنوعية معا؟
قلنا في الأول أن السينما في المغرب ليست صناعة وفي نفس الوقت هناك مختبر مهم لصناعة الفيلم ينتج عددا من الأفلام سنويا، لكن تلك الأفلام لا تتعدى أن تكون صور ملصقة في بعضها لتصل إلى فيلم من الحجم الطويل، وهم لا ينظرون لا للجودة التقنية ولا للرسالة المبتغاة، المهم عندهم هي الأمتار يجب أن يصل الفيلم إلى ساعة ونصف حتى يسمى فيلما طويلا !!
ان الامل في انتاج فيلم يزاوج بين القيمة الفنية (النوع )، والإنتاج ذي المعايير الجيدة، ما يزال بعيد المنال.

– مضت مدة طويلة لم يدخل خلالها المخرج قاسم أكدي إلى استديو الإخراج السينمائي هل الأمر يتعلق بظروف إنتاج صعبة، أم هو موقف صامت إزاء واقع السينما الآن ؟
أنا في الحقيقة مغلوب على أمري.. وفي نفس الوقت أعيش سعادة ما فوقها سعادة، فإذا توقف إنتاجي، فهناك إنتاج آخر من الأعمال الخالدة وهو تكوين أجيال في التقنية السينمائية بدون انقطاع منذ لا يقل عن أربعين سنة، وهذا لا يعني أنني ابتعدت عن الفيلم والعمل فيه، فأنا أشتغل مع الشركات الأجنبية والوطنية تارة كتقني وتارة آخرى كممثل.أما إنتاجي الفعلي لم يتغير، فأنا أنتج الوثائق من حين إلى آخر ومن قريب تم تصوير فيلم تلفزي هو الآن في المونطاج.
وكذلك أنا أشتغل في الإعلام كمصور تلفزي لحين لآخر مع بعض القنوات التلفزية كالقناة الأولى الاسبانية التي اعتمدتني مصورا لها في الشمال لمدة 3 سنوات، ولاشك أنك تنظرين إلى صور لي معلقة، أصور تغطية لفائدة القناة الأولى في مناسبة عيد العرش بالقرب من الملك محمد السادس.

– ما رأيك في النوادي السينمائية الناشطة الآن؟ وكيف تنظر إلى مستقبل المخرجين السينمائيين الشباب؟
الأندية السينمائية لا يستهان بدورها لأنها مدارس مهمة في تكوين الشخصية السينمائية ونشر ثقافتها، وفي نفس الوقت هذه الأندية أهلت عددا مهما من التقنيين أصبحوا الآن محترفين ولكنها تعاني من التهميش وعدم التشجيع.
المخرجون الشباب مغرر بهم لأنهم يوجهونهم توجيها ليس صحيحا، يبعدونهم عن هويتهم المغربية بكل ما أتوا من قوة حتى ينحرف الشباب ويأخذوا مسارا لا يخدمهم اجتماعيا ووطنيا ودينيا، يريدون أن يصنعوا شبابا منحرفا محافظين على مراكزهم لأنهم يعلمون أنهم ليسوا على صواب في كل شؤونهم، وإذا انتبه الشاب لهذا الانحراف سيقاوم وهذا ما يخشونه.
مثلا :إذا قام شاب بإنتاج شريط كله ميوعة وفساد يدعمونه دعما لا محدود ويمنحونه جوائز في المهرجانات ويجعلونه قمة في الفيلم المغربي، ويأتي شاب مغربي يحذو حذوه، وهذا هو هدفهم.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...