نافورة ساحة 9 أبريل بطنجة: رمز الإهمال وجمال ضائع
تعتبر ساحة 9 أبريل، المعروفة شعبيًا بـ”سوق برا”، واحدة من أبرز المعالم التاريخية لمدينة طنجة. لكن نافورة هذه الساحة، التي كانت يومًا ما رمزًا للجمال والحياة، أصبحت اليوم نموذجًا للإهمال واللامبالاة، بالإضافة إلى انتقادات متزايدة حول تصميمها وحجمها الذي لا يتماشى مع جمالية الساحة وطابعها التاريخي.
الحالة المتدهورة للنافورة
لم تعد النافورة ترحب بزوار الساحة كما في الماضي. المياه توقفت منذ مدة طويلة، والإضاءة غابت بالكامل، لتتحول إلى مكان مظلم ومهجور. الأدهى من ذلك، أن النافورة باتت مكبًا للنفايات ومستنقعًا للمياه الراكدة، ما يعرض صحة المارة للخطر ويشوه المشهد الحضري.
انتقادات حول التصميم والحجم
إلى جانب حالتها الكارثية، يشير العديد من المواطنين والمهتمين بالشأن المحلي إلى أن تصميم النافورة الكبير والضخم لا ينسجم مع جمالية الساحة. حجمها الكبير يحتل مساحة واسعة كان من الممكن استغلالها بطرق أكثر فاعلية، مثل توفير مناطق خضراء أو فضاءات مفتوحة للجلوس والاستجمام. من الأفضل إعادة تصميم النافورة لتكون أكثر انسجامًا مع الطابع التاريخي والمعماري للساحة، وتحقيق توازن بين الوظيفة والجمال.
مطالب ملحة للتغيير
سكان المدينة يطالبون الجهات المختصة بتدخل عاجل يشمل إصلاح الأعطاب وتجديد أجزائها التقنية، وتصميم جديد: تقليص حجم النافورة وجعل تصميمها أكثر أناقة وتناسبًا مع الساحة، بالإضافة إلى تركيب إنارة عصرية تعيد النافورة إلى رونقها الليلي، وكذلك تنظيف النافورة بانتظام لمنع تراكم الأوساخ والنفايات، وإضافة عناصر جمالية مثل الزهور والنباتات لتعزيز طابعها البصري.
الجهات المعنية والمسؤولية
تقع المسؤولية على عاتق جماعة طنجة، التي ينبغي عليها أن تأخذ هذه الانتقادات بعين الاعتبار. إصلاح النافورة لا يقتصر فقط على معالجة الأعطاب الفنية، بل يجب أن يكون فرصة لإعادة تصورها بالكامل بما يخدم جمالية الساحة وتاريخها.
أهمية التدخل
إعادة تصميم نافورة ساحة 9 أبريل يمكن أن يكون مشروعًا رمزيًا يبرز التزام المدينة بتحسين فضاءاتها العامة. النافورة ليست مجرد مَعْلم، بل واجهة للمدينة وسكانها، ومؤشر على مستوى العناية بالمرافق العامة.
إهمال نافورة ساحة 9 أبريل يعكس غياب الاهتمام بجمالية المدينة وموروثها الحضري. ومع ذلك، فإن إعادة تأهيلها وتصميمها بشكل جديد يمكن أن يغير وجه الساحة، ويمنحها حياة جديدة تلبي تطلعات سكان طنجة وزوارها.