طنجة .. افتتاح فعاليات مهرجان “ثويزا” بندوة حول “أخلاق الحضارات”

افتتحت، مساء الخميس بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة، فعاليات النسخة الـ18 لمهرجان “ثويزا” الذي تنظمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، تحت شعار “إنما الأمم الأخلاق …”، بندوة حول موضوع “أخلاق الحضارات”، بحضور مفكرين وأكاديميين ومهتمين بالشأن الثقافي.

وتسعى نسخة هذه السنة التي تتواصل إلى يوم الأحد 28 يوليوز الجاري، إلى تعزيز النقاش حول موضوع الأخلاق وأهميته في مجالات الفكر والدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع والفن والبيئة.

وانطلقت الندوة من أرضية مفادها أن “الأخلاق هي قيم ون ظم وأنساق للسلوك الفردي والاجتماعي تتراوح بين الخير والشر، وتعكس الصفات الحمیدة والسیئة، حسب مكانها وزمانها، فالأخلاق نسبية وليست هناك أخلاق مطلقة”.

وسجلت الورقة التأطيرية للندوة الافتتاحية التي اتخذت شكل حوار بين المفكرين المغربي أحمد عصيد والعراقي خزعل الماجدي، أنه “رغم وجود اتجاهات لجعل علم الأخلاق علما وضعيا قياسيا منضبطا بقوانين ومعايير ثابتة، لكنه يظهر لنا من خلال مجمل تعريفاته التقليدية العامة بأنه علم معياري، أي يدرس ما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني، فيضع بذلك قوانين الأفعال الإنسانية ومثلها أو المبادئ العليا لها”.

وفي هذا السياق، اعتبر أحمد عصيد، أنه في الرقعة الجغرافية الممتدة بشمال إفريقيا والشرق الأوسط يجد الناس صعوبة في أن يفهموا آثار الإنسان من أجدادهم، ودلالاتها وعلى الخصوص الرسائل التي تبعث بها تلك الحضارات القديمة إلينا اليوم نحن الذين نعيش في القرن الواحد والعشرين.

وأبرز عصيد، في مداخلته، أن “العطاء الفكري الزاخر من مؤلفات وكتب وإبداعات خزعل الماجدي علامة بارزة في المرحلة الحالية، لأن الجانب الذي يتناوله نادر ولم يتناول من قبل نخب هذه المنطقة، مؤكدا على أهمية المعرفة التاريخية بالنسبة للفاعلين في المجالات السياسية والاجتماعية والأنثروبولوجية والاقتصادية، وباقي الحقول المعرفية الأخرى.

وشدد على “ضرورة الاستماع إلى المؤرخين، ليس من باب قولهم للحقيقة، ولكن لأنهم يقربون لنا صورة ما كان عليه أجدادنا ويجعلنا نطرح الأسئلة حول ما نعيشه اليوم”، مضيفا أننا “نعيش في مرحلة تطرح علينا ضرورة إعادة الاعتبار لقيم نشعر أننا نفقدها أو تنفلت منا ومنها قيم الحق والخير والجمال والتمييز بين العدل والظلم”.

إعلان

من جهته، ب ي ن خزعل الماجدي أن “الحضارة مفهوم معقد ولا يتوفر لكل الشعوب، والشيء الأعم والأغلب هو الثقافة”، موضحا أن “لكل شعب ليس ثقافة واحدة وإنما عشرات أو مئات الأنواع من الثقافات التي ينطوي عليها كل نشاط إنساني”.

وذكر بأن “الإنسان ومنذ عصور ما قبل التاريخ إلي يومنا هذا حافل بالآلاف وعشرات الآلاف من الثقافات التي ليست حكرا على فئة معينة من الشعوب”.

وأكد أن “هذه الثقافات تتمايز بين عصر وآخر باعتبارها فاعلية الإنسان في حقل من الحقول خصوصا الثقافات الشفهية التي لو دونت لكانت دليلا على تلك الثقافة سواء أكانت مادية أو معنوية أو روحية وغيرها من الحقول”.

وذهب إلى أن “الأخلاق هي في قلب كل حضارة بما تتألف منه من عناصر وهي التي تعد ميزانا وضابطا لها، وهي المؤشر على تطور الحضارة أو جمودها وسقوطها”، مشيرا إلى أن “أخلاق الحضارات تعني الإيقاع المنضبط الدقيق لعناصر الحضارة المادية والمعنوية”.

وتتميز هذه الدورة بتنظيم سلسلة من الندوات الفكرية واللقاءات الثقافية، ومعارض للكتاب وللفن التشكيلي وللمنتوجات الحرفية المغربية التقليدية والمجالية، وبأمسيات موسيقية متنوعة.

كما يحتفي المهرجان بثقافة الحوار والانفتاح والتسامح من خلال ندوات ومحاضرات ومعارض وسهرات موسيقية بمشاركة مبدعين ومفكرين وفنانين من داخل وخارج المغرب.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...