الشيخ عبد السلام ياسين في ذمة الله
توفي في الساعة 7:30 من صباح اليوم الخميس، مرشد جماعة العدل والإحسان عبد السلام ياسين عن سن ناهز 84 سنة، بإحدى العيادات الخاصة بعد مضاعفات نزلة برد شديدة.
توفي في الساعة 7:30 من صباح اليوم الخميس، مرشد جماعة العدل والإحسان عبد السلام ياسين عن سن ناهز 84 سنة، بإحدى العيادات الخاصة بعد مضاعفات نزلة برد شديدة.
وقالت الجماعة في بلاغ لها:
“بقلوب يعصرها الحزن والأسى ويملأها السكون إلى قضاء الله والرضا بقدره تنعي جماعة العدل والإحسان إلى كافة الأعضاء والمتعاطفين وإلى الشعب المغربي وإلى أمة رسول الله صلى الله وسلم رجلا من رجالها العظام وعالما من علمائها الأفذاذ، فقد توفى الله إلى رحمته ومغفرته -إن شاء الله- الأستاذ الجليل المرشد عبد السلام ياسين صبيحة اليوم الخميس 28 محرم الحرام 1434 الموافق لـ13 دجنبر 2012 عن سن يناهز 87 سنة.
نسأل الله أن يرحم الفقيد العزيز وأن يرفع مقامه عاليا في قربه وأن يتقبله مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين. ونسأله تعالى أن يأجر أمتنا في مصابها هذا وأن يكون سبحانه لها وليا ونصيرا.
وسيشيع الفقيد الكريم إلى مثواه الأخير غدا إن شاء الله من مسجد السنة بالرباط بعد صلاة الجمعة.”
سيرة:
ولد عبد السلام ياسين في شتنبر 1928، وكان قيد حياته موظفا سابقا في وزارة التربية بالمغرب، ثم أستاذا فمفتشا وداعية إسلامي.
تلقى دروسه التعليمية الأولى في مدرسة بمراكش أسسها محمد المختار السوسي. كما درس بمعهد ابن يوسف وهو في الخامسة عشرة من عمره، وفي 1947 التحق بمدرسة تكوين المعلمين بالرباط. وحصل سنة 1956 ببيروت على دبلوم التخطيط التربوي بامتياز ضمن أول فوج من المغاربة، التحق سنة 1965 بالزاوية البودشيشية وفيها تتلمذ على يد شيخها العباس.
وفي شتنبر 1987 تم الإعلان عن تأسيس جمعية “الجماعة الخيرية” تحمل اسم “جماعة العدل والإحسان” مرشدها عبد السلام ياسين والتي تعتبرها السلطات المغربية غير قانونية.
فرضت الإقامة الجبرية على بيت عبد السلام ياسين في 30 دجنبر 1989حيث مُنع من الخروج كما مُنع أقرباؤه من زيارته. ليخرج بعدها المرشد لصلاة الجمعة بمسجد بنسعيد، يوم 3 غشت 1990 حيث ألقى كلمة في جموع المصلين من عموم الناس وأعضاء الجماعة معلنا فتح جبهة جديدة “لا قِبَل للعدو بمواجهتها”، وهي القنوت والدعاء على الظالمين..
وفي 28 يناير من سنة 2000 كتب عبد السلام ياسين “مذكرة إلى من يهمه الأمر”، وهي رسالة مفتوحة بعث بها إلى الملك الجديد للمغرب محمد السادس، يحثه فيها على “تقوى الله عز وجل في الشعب ومصالحه”، و”رد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده”. ويجدد له “النصيحة” التي سبق أن وجهها لوالده الحسن الثاني في رسالة “الإسلام أو الطوفان”، وهي الاقتداء بالنموذج “العادل الخالد” للخليفة عمر بن عبد العزيز أو ما يسمى في أدبيات الجماعة بالخلافة الراشدة التي تلي الحكم العاض والجبري.
له العديد من المؤلفات في السياسة والدين نذكر منها الإسلام بين الدعوة والدولة، والمنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا، ومقدمات في المنهاج، ومحنة العقل المسلم بين سيادة الوحي وسيطرة الهوى، والشورى والديمقراطية، والخلافة والملك، ورجال القومة والإصلاح، ونظرات في الفقه والتاريخ وغيرها.