بلجيكا.. إطلاع أرباب المقاولات الفلامانية على مقومات العرض الاقتصادي المغربي

أطلع سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، السيد محمد عامر، اليوم الثلاثاء ببروكسيل، أرباب المقاولات الفلامانية، على مقومات العرض الاقتصادي المغربي “الشامل ومتعدد الأبعاد”.

وخلال لقاء نظمته شبكة المقاولات الفلامانية (فوكا)، التي تضم نحو 18 ألف مقاولة توجد في الجهة الفلامانية وبروكسيل، أكد السيد عامر على تفرد النموذج المغربي، الذي يعد ثمرة الخيارات السياسية والاقتصادية التي تم تبنيها غداة استقلال البلاد، ولكن أيضا الإصلاحات الطموحة التي جرى تنفيذها خلال العقود الأخيرة.

وقال السفير إن “المغرب يشهد حركية نوعية ويتطلع إلى المضي قدما إلى أبعد من ذلك، مع تعزيز العلاقات التي تجمعه بمحيطه، لاسيما الأوروبي”، مبرزا قرب المملكة من القارة العجوز، ما يشكل فرصة وأحد المؤهلات الأساسية بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين.

وأضاف أنه فضلا عن موقعه الجغرافي كحلقة وصل بين الشمال والجنوب، يوفر المغرب واحة فريدة للأمن والاستقرار، تعد ضرورية بالنسبة لاتخاذ قرار الاستثمار.

وفيما يتعلق بالجاذبية -يضيف السيد عامر – تمكن المغرب من تعزيز قدرته التنافسية، وذلك بفضل الإصلاحات الرئيسية العديدة والمشاريع التي تم إطلاقها في مختلف القطاعات، مشددا على المناعة والمرونة التي برهن عليهما المغرب، وهو ما برز على الخصوص إبان فترة الجائحة.

وبحسبه، فإن مرحلة ما بعد الكوفيد يمكن في هذا الإطار أن تكون حاملة للفرص بالنسبة لكل من المغرب وأوروبا.

إعلان

وأضاف أن المغرب هو أيضا رائد في مجال التنمية المستدامة، لاسيما في مجال الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية، المدعوة اليوم للاستثمار بشكل أكبر في هذا النمط الطاقي في سياق أزمة الطاقة العالمية، بوسعها الاعتماد على الإمكانيات الكبرى وخبرة المغرب في هذا المجال.

من جهة أخرى، سلط السيد عامر الضوء على الإمكانيات التي تمتلكها الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا، لاسيما في الجهة الفلامانية، والتي تلعب دورا ديناميا للغاية في التنمية التي تعرفها البلاد، مؤكدا أن هذه الجالية تعد تراثا مشتركا بين المغرب وبلجيكا، والتي يتعين جعلها رافعة وآلية في خدمة العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين.

من جانبه، أوضح مدير “فوكا ميتروبوليتان”، فرع بروكسيل لشبكة المقاولات الفلامانية (فوكا)، يان فان دورن، أن الاقتصاد المغربي تغير على مدى السنوات العشرين الماضية، وذلك بفضل تحرير قوي للسوق، وإعادة هيكلة النظام المالي، وتعزيز سيادة القانون وتحسين الخدمة العمومية.

ودعا السيد فان دورن الفاعلين الاقتصاديين الفلامانيين إلى مواصلة استكشاف العرض الاقتصادي المغربي، لافتا إلى أن المغرب أضحى في العام 2020 أول منتج للسيارات في إفريقيا، متجاوزا بذلك جنوب إفريقيا، مع تأكيد مكانته كموقع يتميز بـ “أفضل تكلفة” في قطاع الطيران.

وتابع أن المغرب منخرط أيضا بقوة في تحول اقتصاده، الذي أضحى يركز بشكل أكبر على التكنولوجيات والطاقات المتجددة والاقتصاد الدائري.

ووفقا لمعطيات “فوكا”، فإن المقاولات الفلامانية صدرت ما قيمته 1,043 مليار يورو من المنتجات نحو المغرب في العام 2021. وتشير الشبكة إلى الفلاحة، الطاقة الشمسية، ومعالجة النفايات والمياه كقطاعات واعدة، فضلا عن البنيات التحتية والبناء والسياحة.

وتمثل الجهة الفلامانية، المنطقة الناطقة باللغة الهولندية الواقعة بشمال البلاد وإحدى الجهات البلجيكية الثلاث، لوحدها، ثلثي الناتج المحلي الإجمالي البلجيكي و80 بالمائة من الصادرات.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...