احتضن فضاء مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، مساء اليوم السبت، سمرا شعريا جديدا بمناسبة الموسم السادس من “ليلة الشعر”، بمشاركة ثلة من الشعراء يمثلون تجارب وحساسيات شعرية مختلفة.
وتميزت هذه الاحتفالية الشعرية والموسيقية بمشاركة الشاعر محمد عزيز الحصيني والشاعرة خلود بناصر والشاعر أسعد البازي، بمرافقة الفنانة قمر أهلال، التي شنفت آذان جمهور الشعر بروائع الطرب المغربي والأندلسي والعربي.
ووسط جمهور ذواق للإبداع حج لليلة الشعر للإنصات للكلام المرصع وروائع الطرب العربي والاندلسي، اعتلى منصة الشعر محمد عزيز الحصيني ابن مدينة الرباط ، الذي يعد أحد الأصوات الشعرية العميقة في مرحلة الثمانينات والفائز بجائزة إتحاد كتاب المغرب وصاحب دواوين “كيف تأتي المنافي” و”الكلب الاندلسي” و “أثر الصباح على الرخام” ، وألقى قصائد جديدة لم يكتب أن اطلع عليها متتبعو تجربته الشعرية كقصيدة “بنظرات ندية” و “في إنتظار أن تغفو الغيوم” و “منذ أيقضنا الصباح البعيد” ، ليختتم قراءاته بقصيدة “لست الرجل الوحيد”.
فيما ألقت الشاعرة الطنجاوية خلود بناصر ، المتأهلة إلى المرحلة النهائية لمسابقة أمير الشعراء في دورتها الثامنة سنة 2019، والتي تعدصوتا شعريا واعدا وصاعدا بثقة إلى المشهد الشعري المغربي، قصيدة “العيد” و “صورة مبعثرة للذات” و “كلام معلق” وقبل أن تختتم مشاركتها بإلقاء بعض من نصوصها من الهايكو.
من جانبه، تلا إبن مدينة تطوان، وأحد مؤسسي تجربة الهايكو بالمغرب إلى جانب الشاعر أحمد المسيح، الشاعر أسعد البازي، إحدى عشرة نصا من نصوصه من الهايكو الحبلى بالحب والحياة والأمل، منها على الخصوص “عندما تسمو السنابل” و “يضيء القمر” وماذا لو أغمضت الشمس أجفانها” و “وجهي لا غبار عليه” و “نحن تحت رحمة العطاء “.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن ليلة الشعر دخلت موسمها السادس من خلال تنظيم أكثر من 60 لقاء شعري بتسع مدن مغربية وباستضافة أكثر من 100 شاعر مغربي، وعشرات من الشعراء العرب والأجانب.
وأوضح الصغير، أن ليلة الشعر هذه المرة جمعت بين ثلاثة شعراء ينتمون إلى أجيال متعاقبة، حيث يمثل محمد عزيز الحصيني جيل الثمانينيات، بل هو أحد المؤسسين لهذا الجيل الشعري المختلف، منذ ديوانه “كيف تأتي المنافي؟”، الصادر سنة 1980. مثلما ترجم الحصيني روائع الأدب العالمي، ومن ذلك رائعة مارغريت دوراس “عشيق الصين الشمالية”، فيما يمثل أسعد البازي جيل التسعينيات، حيث يعد من الأصوات المغربية الأولى التي جربت كتابة الهايكو منذ ذلك العقد الشعري الاستثنائي، بينما تنتمي خلود بناصر لجيل الألفية الحالية، وهي تنوع في تجربتها بين كتابة قصيدة التفعيلة وقصيدة الهايكو أيضا.
وأضاف مخلص الصغير، أنه بعد زمن الجائحة ها هي دار الشعر بتطوان تجدد العهد بجمهور القصيدة بتطوان لتظل الحمامة البيضاء، كما كانت في الثلاثينيات والاربعينيات، من عواصم الشعري المغربي والعربي.