الجـــــريمة والعقـــــاب
تزامنا مع تظاهرات 20 فبراير في أوائل هذا العام، استغل مجموعة من المجرمين والمخربين الفرصة فجاسوا خلال الديار، وأرهبوا البلاد والعباد بطنجة تاركين عددا من المصالح العامة والخاصة قاعا صفصفا.
تزامنا مع تظاهرات 20 فبراير في أوائل هذا العام، استغل مجموعة من المجرمين والمخربين الفرصة فجاسوا خلال الديار، وأرهبوا البلاد والعباد بطنجة تاركين عددا من المصالح العامة والخاصة قاعا صفصفا.
عندها احتج الطنجاويون وصرخوا وبكوا، واستنكروا ما رأوا، وطالبوا بأقصى العقوبات على الفاعلين. وفعلا تم القبض على أغلبهم وعوقبوا بما عوقبوا به، وارتفعت تنهيدات الارتياح بين الجميع وكأن المشكلة قد انتهت إلى غير رجعة، ولا ينقصنا سوى أن نكون عائلة واحدة سعيدة ونغني جميعا ” وي آر ذ وورلد”.
المشكلة أن ذاكرتنا قصيرة جدا. نهلع بسرعة ثم نستكين بسرعة أكبر، والحقيقة أن تلك الأحداث ما كان ينبغي أن تمر مرور الكرام، لأنها تعني ببساطة أن مجموعة من الأحياء بطنجة تضم بداخلها قنابل بشرية موقوتة لا تنتظر سوى اللحظة المناسبة لتنفجر من جديد.
ولعل ما تعيشه طنجة منذ أسابيع من جرائم متتالية، هو انفجارات متفرقة لهذه القنابل الموقوتة التي لم يلتفت إليها أحد منذ تلك الأحداث، معتقدين – ببراءة- أن الأمر انتهى عند ذلك الحد، بينما عدد كبير من الأحياء لازال يضم مجرمين، أو مشاريع مجرمين، على درجة كبيرة من الخطورة.
مذنبون أم ضحايا؟ هذا موضوع شاسع جدا يصعب أن نعالجه في عمود من بضعة أسطر، لكن المؤكد أنهم موجودون وبكثرة ومستعدون لقطع الطريق (الكريساج)، والسرقة… والقتل أيضا للأسف.
أمنيا، الأمور غير مبشرة بالمرة، وهناك فراغ أمني مهول في أكثر من جهة. والحملات الأمنية التي كنا نشهدها من حين لآخر غابت تماما وما عاد لها أثر، والمخدرات الصلبة في أوج عطائها مثلما لم تكن من قبل!
أخلاقيا، يحتاج هؤلاء إلى إعادة تأهيل وتهذيب من طرف المجتمع المدني عن طريق تأسيس جمعية في كل حي تأخذ على عاتقها هذه المهمة.. ” إذا نظف كل منا أمام بيته صار الشارع نظيفا” هذا ما يقوله الصينيون. تنظيف كل حي من طرف أصحابه يعني مدينة نظيفة. هذا واضح.
اجتماعيا، العائدون من الديار الأوروبية بكل إحباطاتهم ونكساتهم ليسوا حدثا عابرا، ويكفي أن نعرف أن ثلاث جرائم حدثت مؤخرا، بينها حالة انتحار، كانت من طرف أشخاص طردوا من إسبانيا. هؤلاء يستحقون قليلا من العناية على الأقل أسريا كي لا تتحول ضغوطهم إلى انفجارات.
صحيا، المخدرات الصلبة “عاملة عمالا”، و”الجانكي” هو كما تعلمون شخص يتصرف بغير إرادة، وعندما تبدأ خلاياه في طلب “الغبرة” يتحول إلى “آلة دمار” حقيقية، ويمكنه أن يفعل أي شيء من أجل الحصول على ما يريد دون تفكير أو شعور بالذنب.. “روبوكوب” وصافي!
في ظل الجرائم الأخيرة التي لم تكن في أمم من قبلنا، أعتقد أن العروسة طنجة في حاجة – أكثر من أي وقت مضى – لتعامل أمني أكثر حزما، لتضامن اجتماعي أكثر كرما، لتعامل أخلاقي أكثر رقيا.
الموضوع فضفاض جدا، وعدد الكلمات قليل.
أرجو أن أكون قد اختصرت بدون إخلال. Game over.
عبد الواحد استيتو
stitou1977@yahoo.com
Facebook | Abdelouahid Stitou