فاتنات مغربيات.. في ماراتون أمستردام

لاول مرة تشارك نساء مغربيات اليوم في ماراتون امستردام الدولي للعدو الريفي. عشرة نساء اتين من المغرب مع عدد من الرجال يتجاوز عشرين رجلا.
لاول مرة تشارك نساء مغربيات اليوم في ماراتون امستردام الدولي للعدو الريفي. عشرة نساء اتين من المغرب مع عدد من الرجال يتجاوز عشرين رجلا.

للمشاركة في مارتون امستردام للعدو الريفي. التزمت المجموعة بحمية غذائية خاصة طيلة الاسابيع الستة الماضية ولكن اليلة امس، ولا تفصيهن عن الماراتون الا ساعات قليلة، و في ليل امسترداد الهادئ الشاعري المغري، تذوقن كل ما حرمن انفسهن منه طيلة الاسابيع الماضية. كل ما تغري به هذه المدينة السواح وخاصة البطاطس المقلية.. كان الاغراء اقوى من الالتزام بالريجيم الخاص. “ما المشكلة؟ لن يكون لذلك تأثير علينا غدا كما اتمنى، ولكن لو حرمت نفسي من ذلك، كنت سأندم لا محالة”. تقول احداهن.

تضع بعضهن على رؤوسهن قبعة حمراء تتوسطها نجمة خضراء.. تلك القبعة التي ترمز الى الراية المغربية والتي سيضعها الفريق المغربي على راسه للتمييز اثناء الماراتون

هذا الصباح تناولن فواكه يابسة وعصير برتقال. وتنازلن عن وجبة الغذاء. وليلة امس تناولن المعجنات الايطالية. وبين هذا وذاك، يكثرن من شرب المياه.

مريم ورجاء
مريم التازي العلمي، (43 سنة) ام لثلاث بنات، صاحبة صيدلية في العاصمة المغربية الرباط. سيدة رشيقة وهادئة. كانت بدايتها مع الماراتون في يناير 2010 حين شاركت في ماراتون مراكش. ومنذ ذلك الحين استهوتها فكرة مسابقات الماراتون. ولم تتخلى من حينها على ممارسة الركض بانتظام.
اما رجاء العياشي (47 سنة) أم لولدين، فهي ايضا من الرباط، استاذة جامعية بكلية العلوم بالرباط حيث تدرس بيولوجيا النبات. تقول ضاحكة انها تعشق العدو الريفي تماما كما تعشق المادة التي تدرسها، بل وكل شيء يقربها من الطبيعة التي تغرم بها الى حد بعيد، فهي لا تتصور ان تعيش في مكان يبعدها عن الطبيعة، مثل تلك الامكنة التي يحتمي فيها المرء بالمدفئة من برد الشتاء القارس او بالمكيف هروبا من قيظ الصحراء.
وتتابع كل من مريم ورجاء وصديقاتهما كل جديد عن العدو الريفي في العالم عبر شبكاتهن الاجتماعية وعبر المواقع الخاصة
حين طرح احد زملاء العدو الريفي فكرة ان تشارك المراة المغربية ايضا في ماراتون امستردام، تحمسن جدا للفكرة وبدأن في تطبيقها عمليا، بما يحتاج ذلك من استعدادات مختلفة

عبدالقادر بنعلي
وفي حوار عبر الشات مع الكاتب الهولندي المعروف، المغربي الاصل، عبد القادر بنعلي، والمعروف ايضا بعشقه الشديد للعدو الريفي ومشاركاته المنتظمة بالماراتونات، قال انه يستطيع ان يستمتع بالعدو الريفي بلا حدود، ” انه يمدد حدودي”. ولقد تدرب بنعلي لاجل هذه المشاركة مدة شهرين. وتجدر الاشارة الى انها مشاركته الثامنة على التوالي في المسابقات الماراتونية، والثالثة في “ماراتون أمستردام”. ويتذكر بنعلي مشاركته في ماراتون بودابيست على انها كانت المشاركة التي تركت اجمل انطباع في تاريخه مع العدو الريفي، بالرغم من ان اعلى رقم قياسي حققه كان في روتردام عام 2006.

مخرج للفقر
يقول بنعلي: “اعتاد المغاربة على جري مسافات طويلة والعدو الريفي يشكل مخرجا للفقر. والمغاربة عموما يملكون اجسادا مرنة وسيقانا طويلة تساعدهم على الجري.”
وسبق لبنعلي ان شارك ايضا بمسابقات ماراتون داخل المغرب واطلع على قدرات المغاربة الكبيرة على العدو الريفي
“يسعدني دائما ان ارى مغاربة يشاركون في ماراتونات اوروبية. اعرف البعض منهم سواء ممن ياتي من المغرب أو ممن يعيشون هنا في هولندا. في المغرب التقيت بخالد السكاح وعبد القادر الموعزيز. ان عالم العدو الريفي صغير والكل يتعامل مع بعض بروح رياضية. بالنسبة لهاوي فقط مثلي، اشعر باحترام كبير.”

تتقدم المشاركة النسائية في العدو الريفي بسرعة. “جميل لو الهمت هؤلاء المغربيات مغربيات هولندا بالمشاركة ومنحنهن الرغبة في الحركة وممارسة الرياضة. في المغرب مواهب كثيرة ومريم واحدة منهن”.. ويضيف بنعلي ضاحكا: “سابذل جهدي كي انتهي خلفها.”

تشارك في الماراتون اجيال مختلفة منهم نساء ورجال في السبعين. ويقول بنعلي” حين ابلغ الثمانين ساشارك في بطولة العالم في العدو الريفي للمسنين “

ماراتون امستردام
ينظم اليوم ماراتون امستردام في دورته السادسة والثلاثين، وقد اتخذت بلدية امستردام بالتعاون مع المنظمين كل الاجراءات اللازمة للتحديد من حدة ازعاج السكان ولتوفير الوسائل اللازمة مثل اخلاء الطرقات بما في ذلك من منع للمرور وبالتدخل فورا ضد اي اخلال بالاجراءات، وذلك لكي ينتهي الماراتون في ظروف مقبولة دون الايذاء بطرف او اخر حسب اعتقاد البلدية.

يوم الاحد
وتركض كل من مريم ورجاء اليوم مسافة 21 كيلومترا، واغلبية من معهما ايضا من الرجال والنساء الا ان هناك من المجموعة من اكتفى بمسافة ثمانية كيلومترا فقط. اما عبد القادر بنعلي، فسيركض اليوم كله.

تواضب كل من مريم ورجاء وصديقاتهما على الركض ثلاث مرات بالاسبوع على الاقل.
كل واحدة ببرنامجها الذي يسمح به لها عملها والاطفال والبيت ولكن يوم الاحد هو اليوم المميز الذي يلتقي فيه الجميع للركض معا في غابة ابن سينا او في رياض الغولف

تقرير: كريمة ادريسي – إذاعة هولندا العالمية *
* تـُنشر هذه المادة في إطار الشراكة المعقودة بين المجلة الإلكترونية طنجة نيوز والقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية.


قد يعجبك ايضا
جار التحميل...