بروفيلات محروقة.. وغياب للبديل المنتظر.. طنجة تصنع خريطتها الانتخابية لمنصب العمودية

بقلم: أسامة العوامي التيوى

لاشك ان صناع الخريطة الانتخابية والمؤثرين في شبكاتها يعلمون جيدا ان الصالونات السياسية والمكاتب المخصصة لدراسة الوضعية السياسية ومؤشرات نجاح المنتخبين تسير نحو الباب المسدود في تقديم بروفيلات محترمة تلعب أدوار التدبير الجماعي والجهوي خلال المرحلة المقبلة.

ولعل هذه النتيجة الحتمية كانت محسومة من قبل، في غياب تام لتفعيل الادوار الحقيقية للمؤسسات الحزبية في التأطير والتكوين واعداد القادة وتأطيرهم والدفع بهم نحو حضور اجتماعي واعلامي يمهد طرحهم في المرحلة المقبلة.

وبنظرة خاطفة للخريطة الحزبية نجد أن العدالة والتنمية يسري بخطوات ثابتة نحو تكريس نفس الاوجه لرئاسة المقاطعات خصوصا امغوغة مع بوزيدان والغرابي مع السواني وافقير بطنجة المدينة وهو ما يعني بالملموس أن الحزب يستسلم للسلوك الحزبي العام وأن القاعدة الفقهية ” طالب الولاية لا يولى” أصبح متجاوزا عند الحزب ذي المرجعية الاسلامية فمرضيي ” الولاية” سيعودن التجربة بعدما تمت عملية “روداجهم” بنجاح.

اما الاحرار، حزب الفايسبوك واللقاءات المغلقة لم يستطع تجاوز ازمته الداخلية بين التيارين القويين بالحزب، لكنه بالمقابل كشف اوراقه الجمعوية والتنظيمات الحمائمية التي اشتغل عليها المهندس الفعلي للخريطة الانتخابية المحلية قبل ان يختار الانزواء برئاسة احدى المقاطعات تاركا الفرصة لوكيل لائحة بني مكادة في انتقاء الاوجه الشابة والبروفيلات الجديدة علها تنعش الحزب محليا.

بالمقابل حسم الاحرار في وكيل لائحته التشريعية والتي عادت لعمر مورو في الوقت الذي لم يبقى لعبد الحميد ابرشان سوى العودة لبيته الدستوري ليضمن منصب العمدة ويترك الاحرار وسط الاختبار الانتخابي، حيث تواتر اسم الرجل كعمدة لطنجة وهو ما فسره المتتبعون بكون التحاق ابرشان بالاحرار ليس الا دفعا بالرجل نحو المنصب، لكن السؤال المطروح هل يستطيع الاحرار صنع الحدث في الانتخابات المقبلة؟

وليس بعيدا عن الاحرار، وبالبيت الدستوري حيث تسير التحركات نحو طرح اسم عبد السلام العيدوني كمرشح لمنصب العمودية في حال عدم عودة أبرشان، وهذا الاختيار قد يتوافق عليه من حزب العدالة والتنمية في حال تقارب الاصوات والقدرة على تكوين اغلبية محترمة في ظل معجزات القاسم الانتخابي.

اما على مستوى المقاطعات، فلا حديث داخل الدستوري الا عن تحركات حسن بلخضير داخل مقاطعة امغوغة والتوجه نحو الاطارات الجمعوية والشخصيات المؤثرة واعيان المنطقة لدفعهم الى دعم الاتحاد الدستوري خلال الانتخابات.

وهناك حيث الاستقلال يسعى للعودة للخريطة الانتخابية المحلية، حيث سرعان ما نسي الحزب انشطته التأطيرية والتكوينية واللقاءات المحلية وسارع الى نشر لقاءات “السوبرمان الجديد” القادم من حزب الاصالة والمعاصرة والذي حمس الاستقلاليين لتقوية الحضور والانشطة في غياب تام لتصور حزبي مسنجم على المستوى المحلي بعد الضربات التي تلقاها الحزب خلال الانتخابات الماضية والتي كشفت الأعطاب التي تنخر حزب الميزان بطنجة.

وما بين العدالة والتنمية والاحرار والاستقلال والاتحاد الدستوري، تبقى فرضية ان يعود البام لخلق المفاجاة بطنجة امر مستبعد، بعدما هجر أغلب الاطر والمؤثرون نحو احزاب اخرى تاركين الحزب لصديق الامين العام واصدقائه علهم يصعنون شيئا في المستقبل.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...