وسيمة البقالي.. شابة طنجاوية تتحدى العثرات لتحقيق النجاح في مجال الترجمة السمعية البصرية
خوض مغامرة المقاولة كان دوما طريقا محفوفا بالصعاب، سبيلا شاقا كثير المنعرجات، وتزداد هذه المخاطر حينما تمسك امرأة شابة بزمام هذه المغامرة، ساعية للانطلاق في تخصص نادر الوجود بالمغرب، يتعلق الأمر بالترجمة السمعية البصرية.
و.م.ع
لقد كان التحدي كبيرا، لكنه تكسر أمام مثابرة وسيمة البقالي، الشابة الطنجاوية المتشبعة بالإرادة لتحقيق المبتغى، والمتسلحة بتكوين أكاديمي متين في الترجمة السمعية البصرية، وهو تخصص تكن له شغفا كبيرا.
وأطلقت وسيمة البقالي مشروعها عام 2017 تحت اسم “بلاي ميديا”، ويتعلق الأمر بمقاولة ناشئة في هذا التخصص الجنيني على المستوى الوطني، بل وغير الموجود بتاتا على مستوى جهة طنجة – تطوان – الحسيمة.
وأوضحت وسيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الترجمة السمعية البصرية تنقسم إلى ثلاثة أجزاء”، موضحة أن الأمر يتعلق بالوصف السمعي، وهو إدخال نص سمعي وصفي على صور وفيديوهات لمساعدة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر على تخيل المشاهد، بينما يتمثل المحور الثاني في الترجمة السمعية البصرية (الدبلجة)، التي تتطلب الحرص على تزامن قراءة النص المترجم مع حركات شفاه الأشخاص البارزين في المشاهد.
وأضافت أن المحور الثالث يتمثل في ترجمة حواشي الفيديوهات، أي كتابة النص المترجم على الفيديوهات، مبرزة أن هذه الطريقة يتعين أن تحترم عددا من القواعد التقنية كعدد الحروف في اللغة المترجم إليها، وأيضا الحرص على أن تكون الجملة الأولى أقصر من الثانية وفق شكل هرمي، مع الإيجاز في المحتوى.
بعد تخرجها من مدرسة الملك فهد العليا للترجمة عام 2007، سافرت وسيمة البقالي إلى إسبانيا، حيث حصلت على شهادة الماستر في الترجمة السمعية البصرية من المعهد العالي للترجمة واللغات المعاصرة.
في منتصف مسيرة أكاديمية رائعة، لم يكن هناك مجال أمام هذه الفتاة الشغوفة باللغات لأن تتوقف عن التحصيل. حيث تابعت دراساتها لتحصل على الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة بابلو دي أولابيدي بإشبيلية. “يتعلق الأمر بأول رسالة دكتوراه في الترجمة السمعية البصرية بالمغرب”، توضح المتحدثة بكثير من الاعتزاز.
بعد عودتها إلى المغرب، فضلت وسيمة أن تقتحم عالم المقاولات بدلا من البقاء حبيسة قيود الوظيفة، ومن هنا ولدت فكرة تأسيس مشروع “بلاي ميديا”، المقاولة الناشئة التي تقدم خدمات في الترجمة السمعية البصرية وإنتاج المحتويات البصرية وتدبير العلاقات مع الصحافة.
وقالت بكثير من الأسف “حين بدأت مغامرتي المقاولاتية، لاحظت غياب وجود منظومة وتشريعات قانونية تؤطر المهنة. فمن جهة هناك العديد من الدخلاء، ومن جهة أخرى يجهل الزبائن أن هناك مقاولة متخصصة في المجال”.
وتابعت هذه المقاولة الشابة أنه بالرغم من أن واقع السوق يبدو صعبا بالنسبة لشركة ما زالت فتية، إلا أن “بلاي ميديا” استطاعت إيجاد بعض الزبائن في أماكن أخرى، موضحة أن “الأغلبية الساحقة من زبائني هم مقاولات أجنبية آمنت بقدراتي”.
ومع ذلك، بكثير من الوعي بالعقبات التي يعاني منها عالم المقاولة، تواصل وسيمة رفع سقف الأهداف، إذ تقول بكثير من العزم إن “طموحي اقتحام منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وخلصت أنه إذا كان “هذا التخصص غير موجود تقريبا بالمنطقة، فالحاجة إليه تتزايد”، مضيفة “دون أدنى شك، هذا القطاع ينتظره مستقبل مشرق .. وأنا أعتزم اغتنام الفرصة”.