إعطاء انطلاقة مشروع بناء فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة العرائش

أعطيت أمس السبت انطلاقة مشروع بناء فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة العرائش بغلاف مالي يصل إلى 3,84 مليون درهم.

طنجة نيوز
أعطيت أمس السبت انطلاقة مشروع بناء فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة العرائش بغلاف مالي يصل إلى 3,84 مليون درهم.

ويهدف المشروع، الذي أشرف على إعطاء انطلاقته المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، المصطفى الكثيري، رفقة وفد من السلطات المحلية والمدنية والفاعلين في المجتمع، إلى تذكير الأجيال القادمة بالتاريخ المجيد للمقاومة، والحفاظ على الوثاق التاريخية، وتسليط الضوء على الأحداث العسكرية التاريخية ورموز المقاومة بالمنطقة، وتكريم المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتأهيل ولوج ذوي الحقوق لقدماء المقاومين إلى التكوين والتشغيل.

ويندرج إحداث الفضاء، الذي يعد مشروع تعاون بين المندوبية السامية ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة والمجلس الإقليمي وجماعة العرائش، ضمن سياق البرنامج الوطني الذي تضطلع به المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتعاون مع عدة شركاء لحفظ ذاكرة المقاومة.

ويضم الفضاء، الذي يمتد على 882 مترا مربعا موزعة على طابقين ويتطلب تشييده 10 أشهر، قاعات عروض ومكاتب وقاعة للتكوين على التشغيل الذاتي، وقاعة للقراءة متعددة الوسائط، وقاعة معلوميات

من جهة أخرى، نظمت المندوبية السامية مهرجانا خطابيا بالجماعة القروية السواكن، بمناسبة الذكرى ال 440 لمعركة وادي المخازن، والتي تضمنت إلقاء شهادات للإشادة بفصول هذه الملحمة الخالدة، واستحضار ما تطفح به من قيم الالتزام والوفاء والغيرة الدينية والوطنية والتضحية، ومن المثل العليا ومكارم الأخلاق، حيث أبرز المهرجان دلالات هذه المحطة التاريخية الكبرى في مسيرة الكفاح البطولي الذي خاضه الشعب المغربي دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية، وذودا عن حمى الوطن وحياضه في مواجهة التحرشات الأجنبية والأطماع الصليبية.

وتيمز المهرجان بتوشيح صدور ثلاثة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأوسمة ملكية شريفة، وتكريم خمسة منهم، كعربون برور وعرفان بأعمالهم الجليلة وتضحياتهم الجسام في سبيل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية، فضلا عن منح إعانات مالية ومساعدات اجتماعية وإسعافات لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم المستحقين للدعم المادي والرعاية الاجتماعية.

وبمدينة القصر الكبير، نظمت المندوبية، بتعاون مع عدد من الفعاليات المحلية ندوة علمية بعنوان “معركة وادي المخازن التاريخية، من الصدام العسكري إلى اللقاء الحضاري” بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في التاريخ الوسيط والمعاصر للمغرب والمنطقة الإيبيرية.

وأكد السيد الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذه الندوة العلمية بمناسبة الذكرى 440 للحدث المفصلي والنوعي لمعركة وادي المخازن بحضور ثلة من رواد البحث التاريخي بالمغرب والبرتغال وتركيا، يروم “تحقيق طفرة نوعية والانفتاح أكثر على المقاربات المتجددة في الكتابات التاريخية”.

واعتبر أن حدثا من هذا الحجم “لا يحتمل القراءات الأحادية والمجزأة والضيقة، بل يتعين الانفتاح على الأبعاد الاقتصادية والبشرية وعلى تاريخ الديانات والثقافات”، مبرزا أن التاريخ حقل للدراسات والأبحاث يعد خزانا للتجارب والعبر لاستقاء دروس الوحدة والتضامن والتلاحم.

وسجل أن “حدث معركة وادي المخازن درس وازن للحاضر والمستقبل، يؤكد على ضرورة العيش المشترك والانتصار لأخلاق الصفح والتسامح والتساكن والتعايش فوق الأحقاد والجراح حتى لا يبقى مكان للغلو والتعصب والتطرف”، منوها بأنه على هذا الأساس يصبح البحث التاريخي رافدا متينا للتعايش مع الشعوب الصديقة، وأفقا بناء لتطوير العلاقات السياسية والتلاقح الحضاري والثقافي.

وتطرق المتدخلون خلال الندوة إلى ضرورة استغلال التراث اللامادي المرتبط بهذه المعركة التاريخية من أجل تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية للمنطقة، مبرزين ضرورة الخروج من القراءة العسكرية والأحادية الصرفة لتاريخ المعركة نحو قراءات أرحب باعتبار أن التاريخ المرتبط بهذا الحدث مشترك بين بلدان ضفتي المتوسط.

وتطرقت الندوة إلى “العلاقات المغربية البرتغالية، بعض أوجه التسامح”، و”المغرب والبرتغال، قراءة في الذاكرة المشتركة”، و”تثمين التراث ودينامية الجماعات الترابية”، و”التعاون الدولي حول التراث البرتغالي بالمغرب : التعاون بين لاغوس والقصر الكبير نموذجا”، و”الجغرافي ونوعية الانسان في معركة وادي المخازن”.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...