انعقاد اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية بطنجة

اجتمعت اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، أمس الخميس بطنجة، لتقديم حصيلة حرائق الغابات لعام 2017 واستعراض برنامج العمل الخاص بعام 2018.

طنجة نيوز
اجتمعت اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية، أمس الخميس بطنجة، لتقديم حصيلة حرائق الغابات لعام 2017 واستعراض برنامج العمل الخاص بعام 2018.

وتطرقت اللجنة، التي ترأسها كل من المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد العظيم الحافي، ووالي جهة طنجة – تطوان – الحسيمة محمد اليعقوبي بحضور كافة الشركاء المعنيين، إلى الدروس المستخلصة من الحرائق المسجلة العام الماضي، ومواصلة جهود مكافحة الحرائق لتقليص المساحات المتضررة من النيران.

بخصوص حصيلة سنة 2017، فقد أشار بلاغ وزع خلال الاجتماع إلى أن عام 2017 عرف محدودية في عدد الحرائق وتراجعا في المساحات المتضررة على الصعيد الوطني، حيث سجل 433 حريقا التهم ما مجموعه 2414 هكتارا، بنسبة 5,5 هكتار للحريق الواحد، علما أن 65 في المائة من المساحات المتضررة عبارة عن أعشاب ثانوية ونباتات موسمية.

كما سجل تراجع المساحات الغابوية ذات الأصناف النبيلة المتضررة من هذه الحرائق، وذلك بفضل التحذير الاستباقي وسرعة التدخلات لإخماد الحرائق المندلعة، حيث لم تتعد المساحة المحروقة من هذه الأصناف سوى 1,9 هكتارا لكل حريق.

على سبيل المقارنة، فقد أفادت دراسة بأن الحرائق المسجلة خلال العقدين الماضيين (1997- 2006 و 2017 – 2016) ارتفع بنسبة 10 بالمائة لينقل من 415 إلى 455 حريقا، لكن مقابل تقلص المساحة المحروقة بنسبة 25 بالمائة (من 3700 هكتارا إلى 2850 هكتارا في السنة)، مع تسجيل تراجع بنسبة 50 في المائة خلال السنوات الخمس الأخيرة (1930 هكتارا).

وأضاف البلاغ أن المساحة المحروقة المكونة من الأصناف الغابوية النبيلة انخفضت لتصل إلى 45 في المائة، كما تراجع متوسط المساحة المحروقة بنسبة 25 بالمائة (من 8 إلى 6 هكتارات لكل حريق).

وتمثل هذه النتائج الجيدة ثمرة ملاءمة مخططات التدخل مع ظروف المجال الغابوي والمجهودات المبذولة لتحسين تهيئته وتجهيزه من جهة، كما تعزى من جهة أخرى إلى التنسيق المبني على التجارب الميدانية والذي يربط مختلف الفرقاء المعنيين (الدرك الملكي، الوقاية المدنية، القوات المسلحة الملكية، والقوات الملكية الجوية، القوات المساعدة، المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر).

واعتبر المصدر نفسه أن المغرب تمكن خلال السنوات العشر الأخيرة من أن يخفض بشكل ملموس مساحة الحرائق الغابوية بالرغم من التغيرات المناخية الصارخة والضغط البشرى المتزايد، معتبرا أن هذه “النتيجة دليل على التجارب المهمة المراكمة في مجال مكافحة حرائق الغابات من حيث المنهجية المعتمدة أو النتائج المنجزة”.

وتجدر الإشارة بهذه المناسبة إلى أن الاستراتيجية المتبعة من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر المتعلقة بالفترة الممتدة من 2015 إلى 2024، جعلت من محاربة المخاطر المناخية بما فيها حرائق الغابات دعامة أساسية للتنمية .

في السياق ذاته، فقد أشارت معطيات النظام المعلوماتي الأوروبي لحرائق الغابات أن المغرب سجل خلال موسم 2017 أقل مساحة محروقة من الغابات (2414 هكتارا)، بينما بلغت المساحة ذاتها بالبرتغال 215 ألف هكتار، تليها إسبانيا (106 ألاف) ثم الجزائر (54 ألف هكتار) وفرنسا (11 ألف)، وهو ما يدل على “نجاعة الاستراتيجية المغربية المتبعة في مكافحة الحرائق”.

بخصوص برنامج العمل المتعلق بسنة 2018، فقد استعرضت اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية خلال الاجتماع كافة البروتوكولات لبداية موسم 2018.

وسترتكز المقاربة على مواصلة تعزيز الجهود والتدخلات الوقائية من مخاطر الحرائق عبر وضع خرائط دقيقة للمجالات الأكثر عرضة ونشر وسائل الإنذار والتدخل المبكرين، وتوحيد جهود كافة المتدخلين، وتحسين الاستراتيجية الوطنية لحماية الغابات من الحرائق، والاستفادة من الإنجازات المحققة مع الأخذ بعين الاعتبار زيادة الضغط البشري والتغيرات المناخية، والشروع في الخطوات التحضيرية والإجراءات الوقائية، والعمل على تأهيل المساحات المتضررة وإعادة تشجيرها.

ففي مجال الوقاية، خصصت المندوبية السامية غلافا ماليا يقدر ب 200,7 مليون درهم لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، وتعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، وفتح وصيانة المسالك الغابوية، وتهيئة مصدات النار بالغابات ونقط الماء، وصيانة وإنشاء أبراج مراقبة جديدة، وتوسيع الحراجة الغابوية وتأهيل المسالك، وتعبئة عدد كبير من مراقبي الحرائق، والاستعانة بخمس طائرات “كنادير” المتخصصة في مكافحة النيران.

كما شكل الاجتماع مناسبة للوقوف عند ما تم إنجازه بمنطقة الريف، التي تعتبر الأكثر تضررا من حرائق الغابات بالمغرب، وإطلاق برنامج لتأهيل النظم الغابوية وتخليف المساحات المحروقة بالمنطقة، حيث تم تخصيص غلاف مالي قدره 12,6 مليون درهم إلى غاية 2023 لتخليف الغابات المتضررة بالجهة، كما تم تقديم برنامج إعادة تأهيل وتشجير غابة “كاب سبارتيل” بطنجة التي تضررت بالنيران خلال الصيف الماضي.

وقصد تفعيل أهداف استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في مكافحة حرائق الغابات، فقد تم بالمناسبة توقيع اتفاقية شراكة بين كل من المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر للريف، ومؤسسة طنجة المدينة، والجمعية المغربية للبيئة المستدامة تخص تنظيم حملات توعية بمخاطر الحرائق على الغابات الحضرية والشبه الحضرية لمدينة طنجة.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...