الضابطة الممتازة خديجة عنان : كفاءة نسائية نجحت في التوفيق بين المرونة والجدية لاستتباب الأمن باستئنافية أكادير
بابتسامة عريضة وتلقائية تتبادل التحية مع مختلف فئات موظفي محكمة الاستئناف بأكادير الذين اعتادوا على رؤيتها كل يوم عمل حتى أصبحوا يعتبرونها واحدة منهم . وبنفس البشاشة المقرونة بالتحية العسكرية تحيي السادة قضاة المحكمة ، لاسيما منهم قضاة النيابة العامة
طنجة نيوز – حسن هرماس – و.م.ع
بابتسامة عريضة وتلقائية تتبادل التحية مع مختلف فئات موظفي محكمة الاستئناف بأكادير الذين اعتادوا على رؤيتها كل يوم عمل حتى أصبحوا يعتبرونها واحدة منهم . وبنفس البشاشة المقرونة بالتحية العسكرية تحيي السادة قضاة المحكمة ، لاسيما منهم قضاة النيابة العامة الذين تتعامل معهم باستمرار باعتبارها مسؤولة عن ضبط الأمن داخل حرم المحكمة.
تمتاز الضابطة الممتازة خديجة عنان ، التي تخرجت من المعهد الملكي للشرطة سنة 2012 ، بقدرتها على الجمع في أن واحد بين طيبوبة الأنوثة من جهة ، والحزم في إعطاء الأوامر وتتبع تصريف التعليمات من جهة ثانية ، وهذا ما جعلها تنجح على الدوام في النهوض بالمهام الموكولة إليها في استئنافية أكادير ، والتي تولتها منذ سنة 2013 .
ولوجها للعمل في الوظيفة الأمنية لم يكن وليد المصادفة ، بل جاء تلبية لرغبة دفينة ظلت تراود هذه الشابة التي رأت النور ذات يوم من سنة 1985 وسط أسرة محافظة تعيش في مدينة أكادير . وبعدما بلغت سن النضج الفكري افتتنت بالبدلة الوظيفية لرجال الأمن التي ما فتئت مع مرور الوقت تشكل شغلها الشاغل ، إلى أن أصبحت تتوق إلى أن تحظى بشرف ارتداء الزي الأمني.
ومن حسن حظ خديجة عنان أن المحيط الأسري الذي ترعرعت فيه شكل سندا لها في بلوغ مرادها المتمثل في الانتساب إلى الأسرة الأمنية ، إذ ولجت المعهد الملكي للشرطة وهي متشبعة بالثقة في النفس ، كما لازمها هذا الإحساس وهي تجتاز الخطوات الأولى على درب الحياة المهنية داخل ولاية أمن أكادير.
وقالت الضابطة الممتازة في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الفترات الأولى من حياتها المهنية ستظل تعتز بها كثيرا وستبقى موشومة في ذاكرتها ، حيث أكدت أنها وجدت في زميلاتها وزملائها خلال هذه الفترة السند الدائم ، كما لم يبخلوا عليها بتشجيعهم المتواصل ، خاصة من طرف الرؤساء والمسؤولين عن مختلف الوحدات التي اشتغلت فيها من هيئة حضرية ، وشرطة المرور ، والوحدات العاملة في الشارع العام ، ومجموعة التدخل السريع وباقي المصالح الأخرى التابعة لولاية أمن أكادير.
هذه التجربة المهنية ، وإن كانت تبدو قصيرة من الناحية الزمنية ، فهي ذات نجاعة وفعالية ميدانية من حيث القدرة على حسن تدبير الشأن الأمني داخل حرم محكمة الاستئناف بأكادير الذي تشرف عليه خديجة عنان بنوع من الحنكة والمهنية التي قل نظيرها ، سواء في ما يتعلق باستقدام المتهمين الخاضعين للحراسة النظرية وإحالتهم على النيابة العامة وقضاء التحقيق ، أو بضبط الأمن داخل قاعات الجلسات ، أو تنظيم تواجد المرتفقين في بهو المحكمة ، وفي ممراتها وباقي الأماكن التابعة لمبنى المحكمة.
وقد حظيت الضابطة الممتازة نتيجة لذلك بتنويه من طرف الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بأكادير، الاستاذ عبد الله الجعفري ، الذي قال في حق خديجة عنان إنها “تتميز بحسن القيادة والتدبير والأخلاق الحميدة ، ويشهد لها الجميع من قضاة وموظفين بالكفاءة والنزاهة والاستقامة …. كما أنها تعد مثالا للمرأة المستقيمة المتفانية في العمل ، معربا باسمه الخاص ونيابة عن جميع العاملين بمحكمة الاستئناف بأكادير عن أصدق المتمنيات لها بمزيد من التوفيق والتألق في أداء مهامها “.
ويشكل هذا الانطباع الإيجابي قناعة راسخة لدى النائب الأول للوكيل العام لدى استئنافية أكادير، الأستاذ عبد الله بلعسري، الذي أكد أنه ” خلال السنوات الخمس التي قضتها الضابطة الممتازة خديجة عنان على رأس الفرقة الأمنية المكلفة بحراسة واستقبال ونقل المعتقلين … أبانت عن جدية كبيرة في عملها ، كما أنها تتميز بأخلاق حميدة وحسن التعامل سواء مع مكونات محكمة الاستئناف بأكادير، أو مع المرتفقين . كما تتميز بشخصية قوية والصرامة في العمل ، ولم يسبق لها أن كانت محل أي تشك أو تقصير في العمل ، وبالتالي فهي تعتبر مثالا للمرأة المسؤولة “.
وعلى الرغم من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها ، فإن خصلة الطموح لازالت سلوكا ثابتا ومتجددا بالنسبة للآنسة خديجة عنان التي انخرطت منذ ثلاث سنوات في مجال البحث العلمي ، حيث تهيأ رسالة لنيل شهادة الدكتوراه بجامعة ابن زهر حول موضوع “تهيئة المجال ،المجتمع ،الهجرات ،التنمية المستدامة “، كما تحرص على تطوير كفاءتها في التمكن من اللغات الحية خاصة منها اللغة الإنجليزية التي تتابع بخصوصها دروسا للتقوية في المركز الأمريكي لتعليم الإنجليزية بأكادير .
وبالموازاة مع انغماسها بقوة في مسارها المهني والدراسي ، فإن الآنسة خديجة عنان تحرص على أن لا تتجرد من حسها الإنساني وذلك من خلال تشبثها بتوطيد علاقات الود والمحبة التي تربطها مع محيطها الأسري ،إلى جانب حرصها على استمرار علاقات الصداقة التي نسجتها خارج حياتها المهنية ، والتي تجد فيها متنفسا للترويح عن النفس خاصة من خلال التردد على بعض الأماكن التي توفر شروط الراحة الجسمية والنفسية كما هو الشأن بالنسبة لكورنيش مدينة الانبعاث.