“طنجة، ذاكرة مدينة” معرض يستعيد سحر، روح وذاكرة جوهرة الشمال

تم، مساء أمس الخميس، بكورنيش طنجة، افتتاح معرض لملصقات عملاقة، تحت عنوان “طنجة، ذاكرة مدينة”، يقترح على ساكنة وزوار المدينة جولة ثقافية تستحضر سحر وروح وذاكرة جوهرة الشمال.

طنجة نيوز – و.م.ع
تم، مساء أمس الخميس، بكورنيش طنجة، افتتاح معرض لملصقات عملاقة، تحت عنوان “طنجة، ذاكرة مدينة”، يقترح على ساكنة وزوار المدينة جولة ثقافية تستحضر سحر وروح وذاكرة جوهرة الشمال.

ويتكون هذا المعرض، المنظم في قالب سينوغرافي يندمج تماما مع فضائه الحضري، دون إخفاء النظرة البانورامية على خليج طنجة الأسطوري، من 11 ملصقا تتضمن نصوصا محررة بالعربية والأمازيغية والفرنسية والانجليزية والاسبانية، متيحة بذلك الفرصة للجميع من أجل العودة إلى الماضي القريب للمدينة العريقة التي تضع مسبقا قدما في المستقبل.

ويشكل المعرض، الذي تنظمه وكالة (كونسونسيس) بشراكة مع مجموعة رونو المغرب، عملا ثقافيا ومواطنا يقترح استحضار هذه الذاكرة التاريخية للمدينة، عبر استدعاء سير نخبة من المتميزين من أبنائها الذين رأوا النور بها أو احتضنت مسارات من حياتهم، على شكل شهادات.

ويجمع المعرض، الذي يمتد على مساحة 200 متر، والمفتوح إلى غاية 28 يوليوز الجاري، مختارات من الشهادات والكتابات التي ألفها كتاب بخصوص طنجة، مرفوقة بصور لمؤلفيها.

وأكد الرئيس المشارك لوكالة (كونسونسيس)، مندوب المعرض، فيصل المدغري، خلال لقاء صحفي، نظم على هامش الحدث، أن هذا الأخير “يأتي ليكرم الذاكرة والإرث الثقافي التليد لهذه المدينة العالمية، مبرزا روح التسامح والتعايش والتعدد الثقافي التي تسودها، ونقل مشاعر فنانين كبار وكتاب ومفكرين زاروا أو عاشوا في هذه المدينة لساكنتها وزاورها”.

وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بتمكين الجمهور من الاقتراب أكثر من أعمال حوالي عشرة فنانين ومثقفين ومفكرين استقروا في طنجة، لفترة زمنية معينة أو طيلة حياتهم، كيف تمكنت المدينة من أن تستقطبهم، وتأسرهم وتلهمهم أو تغير مسار أعمالهم.

وقال إن هذا المعرض يروم أيضا النهوض بالاشعاع الثقافي لمدينة البوغاز عبر التاريخ، الذي تشكل من مزيج من البشر حيث انمحت الحدود في الابداع وحيث تحررت الأرواح لتمتح من سحر هذه المدينة في التعبير عن ذواتها، بما يكرم المكان ويوثق سحره.

من جهته، أكد مدير مكتبة (لي كولون) بطنجة، سيمون بيير هاملين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المعرض يهدف أساسا إلى استرجاع التاريخ الأدبي لطنجة، المدينة التي استقبلت على الدوام كتابا كبارا، أجانب ومغاربة، وتحسيس ساكنة طنجة وزوارها بأن هذا الإرث الأدبي هو ملك لهم.

وقال إن “المغرب بلد يعرف كيف يستقبل ويتبادل مع الفنانين ويتعين على العالم أن يعلم أن هناك مكانا يمكن أن نبدع فيه، هو طنجة”.

ودعا المشاركون، من جهة أخرى، الفنانين من أبناء طنجة إلى استرجاع تاريخ المدينة من خلال إنجاز أعمال تستحضر غنى هذا الارث الثقافي والحضاري العريق.

هو جانب من سحر طنجة، الأرض التي أثارت شهية الفينيقيين والرومان والبرتغاليين والانجليز والاسبان الذين تركوا بصماتهم تتمازج مع التأثيرات العربية-اليهودية- الأمازيغية من أجل خلق مدينة سيتميز تاريخها باشعاع ثقافي، وحيث تحررت الأرواح لتتشبع بسحر هذه المدينة والتعبير عن إبداع دون حدود.

وعلى الدوام، راودت طنجة خيال الشعوب وخلقت علاقة انصهار مع فنانين وأدباء من مختلف البقاع، من حجم سانت اكسيبيري، إدموند بيكار، أوجين دولاكروا، هنري ماتيس، بول بولز، بيير لوتي، جوزيف كيسل، مارك توين، وغيرهم. وإذا كانت مدينة البوغاز هي اليوم بصدد استرجاع بريقها، بفضل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتأخذ بعدا آخر وتجسد المدينة النموذجية حيث تتجاور المعاصرة مع الأصالة، فإن الثقافة والفنون تبقى متجذرة في جيناتها.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...