القراءة والنهل من المعارف والعلوم ميزة ثقافية تستهوي الصائمين بجهة طنجة تطوان الحسيمة

من المثير للاهتمام خلال شهر رمضان المبارك هو الإقبال الكبير على القراءة والنهل من المعارف والعلوم، كميزة ثقافية تستهوي الصائمين بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

طنجة نيوز – بقلم : عبد العزيز حيون / و.م.ع
من المثير للاهتمام خلال شهر رمضان المبارك هو الإقبال الكبير على القراءة والنهل من المعارف والعلوم، كميزة ثقافية تستهوي الصائمين بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

وعلى الرغم من أن هذا الاهتمام يختلف من شخص لآخر، وذلك حسب المستوى الدراسي وظروف العمل ومجالات الاطلاع، فإن هذا الأمر يبقى معطى مهما وجديرا بالتنويه وبالمتابعة والدراسة الاجتماعية والأكاديمية.

واذا كان البعض يعتبر أن تعاطيه للقراءة هو لتزجية الوقت ليس إلا في انتظار ساعة الإفطار، فإن الغالبية العظمى ترى أن التعاطي للقراءة والنهل من العلوم والمعارف أمر تستوجبه قدسية هذا الشهر، الذي نزل فيه القرآن وأول صورة فيه أوحى بها الله لنبيه المختار هي “إقرأ”، ووجود حيز مهم زمني لممارسة القراءة والاستماع الى البرامج الثقافية وحضور دروس الوعظ والارشاد بالمساجد.

كما يعتبر الكثير من الذين استقت وكالة المغرب العربي للأنباء وجهة نظرهم على مستوى مختلف مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة، أن الصيام يساعد على التركيز في القراءة ويمنح الإحساس بالرغبة في تطوير الذات، ثقافيا وفكريا وعلميا، وتناول الغذاء الفكري الضروري لتحقيق التوازن الروحي والاجتماعي، مبرزين أن شهر الصيام هو مناسبة لمراجعة الذات في كثير من الشؤون التي يغض عنها الانسان الطرف خلال الايام العادية.

ومن الصائمين من يكتفي بمطالعة الجرائد اليومية وبعض المجلات الأسبوعية، وينصب اهتمامه خاصة على الصفحات الرياضية والصفحات المتنوعة التي تنشرها وسائط الاعلام في شهر رمضان والتي تتناول غالبا سير شخصيات معروفة أو قضايا تاريخية واجتماعية مثيرة لجلب حب استطلاع القارئ “الموسمي”.

فيما يفضل صائمون أخرون على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة قراءة كتاب الله والتمعن فيه واستجلاء العبر منه سواء بشكل فردي او مع الجماعة بالمساجد، أو قراءة بعض الكتب الدينية المتعلقة بالفقه والشريعة والسيرة النبوية وسير الصحابة الأجلاء والفتوحات الإسلامية، وهي الكتب التي تباع على نطاق واسع خلال شهر رمضان ويضعها المكتبيون في واجهة محلاتهم خلال شهر الصيام.

كما أن من الصائمين من يعتبر مناسبة رمضان المبارك فرصة للاطلاع على كل المعلومات التي تتعلق بصحة الانسان والحمية والنظام الغذائي، ومرد ذلك إما لإغناء المعارف في هذه العلوم المتخصصة الدقيقة ولو بشكل سطحي، أو اتباع حمية ملائمة لهذا الشهر الفضيل، الذي تؤثث موائده الكثير من المأكولات الدسمة التي قد تتسبب في أحيان كثيرة للعسر.

وبين هذا وذاك، يرى بعض الصائمين أن الاطلاع على المعطيات العلمية على اختلاف مجالات اهتمامها في شهر التعبد هو محاولة لسبر أغوار أسرار الكون والتعرف على المعجزات الربانية ومظاهر العظمة الإلاهية، وكذا لتغذية الروح التي تحتاج بين الفينة والأخرى لشحنة إضافية قصد تجنب الكبائر والموبقات.

وهناك شبه إجماع على أن التعاطي للقراءة والبحث عن المعلومة المفيدة من حسنات شهر الصيام، نظرا للبرنامج اليومي للصائم الذي يترك مجالا واسعا لممارسة هذه الهواية، وكذا حاجة الصائم الى تعزيز معارفه في القضايا الدينية والدنيوية، مؤكدين، في ذات الوقت، أنه يصعب السير على نفس الوتيرة خلال باقي شهور السنة نظرا لكثرة الالتزامات الأسرية والمهنية وتغير النظام اليومي للشخص، ووجود “وسائط” أخرى تمنح المعني الإشباع الفكري الذي يحتاجه.

وأمام هذا الواقع، يبقى تعاطي الناس للقراءة خلال شهر رمضان فرصة أيضا لتربية الناشئة على حب المطالعة والتثقيف الذاتي والاهتمام بالعلوم الانسانية والدينية والحية، وكذا تعزيز اهتمامهم بالشأن المجتمعي والسياسي والاقتصادي والثقافي عبر قراءة الكتب والصحف، خاصة أمام ما يسجل من تراجع “مهول” في القراءة لأسباب عديدة قد ترتبط أساسا بتغير نمط العيش وبروز وسائط إعلامية كثيرة.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...