خسوف كُلي للقمر بالمغرب الاثنين المقبل (جمعية المبادرة المغربية للعلوم والفك)

تشهد المملكة المغربية في يوم الاثنين 28 شتنبر 2015, خسوفا كليا للقمر بداية من الساعة 02 و07 دقيقة وأقصى الخسوف سيكون على الساعة الثالثة و47 دقيقة صباحا أما انتهاء الظاهرة فسيكون على الساعة السادسة صباحا و22 دقيقة, وتقدر نسبة المساحة المغطاة للقمر في

طنجة نيوز
تشهد المملكة المغربية في يوم الاثنين 28 شتنبر 2015, خسوفا كليا للقمر بداية من الساعة 02 و07 دقيقة وأقصى الخسوف سيكون على الساعة الثالثة و47 دقيقة صباحا أما انتهاء الظاهرة فسيكون على الساعة السادسة صباحا و22 دقيقة, وتقدر نسبة المساحة المغطاة للقمر في ظل الأرض حوالــــي 1.27 ويدوم هذا الخسوف خمس ساعات و11 دقيقة.

وحسب جمعية المبادرة المغربية للعلوم والفكر، فأن الخسوف يحدث على خمس مراحل تباعاً تبدأ بخسوف شبه الظل ثم الجزئي ويتبعه خسوف كلي يتحول فيه لون كامل قرص القمر إلى لون خليط بين الأحمر والبني، ثم ستحدث عملية عكسية بعودة الخسوف لمرحلة الخسوف الجزئي وينتهي بخسوف شبه الظل.

وسيبدأ خسوف شبه الظل عن على الساعة الواحدة و11 دقيقة, وعلى الساعة 02 و 11 دقيقة تبدأ مرحلة الخسوف الكلي أي أن القمر يبدأ بدخول منطقة ظل الأرض ويصبح لون القمر يميل إلى الاحمرار أما أقصى الخسوف فسيكون على الساعة الثالثة صباحا و47 دقيقة في حين تنتهي الظاهرة تماما على الساعة السادسة و 22 دقيقة.

وتنشأ ظاهرة خسوف القمر في منتصف الشهر القمري عندما تحجب الأرض ضوء الشمس بالكامل من الوصول إلى القمر بشكل مباشر إلا أن القمر لا يزال مرئيا بالعين المجردة خلال مرحلة الخسوف الكلي وهذا بسبب أن الغلاف الجوي للأرض يكسر ضوء الشمس وبشكل غير مباشر يضيء سطح القمر، وأثناء ذلك يقوم الغلاف الجوي للأرض بإزالة أو حجب أجزاء من طيف ضوء الشمس ما يترك فقط الأطوال الموجية الطويلة اللون الأحمر ومشتقاته ولذلك يظهر خسوف القمر الكلي عادة باللون الأحمر.

ويتميّز خسوف القمر فجر الثامن والعشرين من هذا الشهر،بظهوره في أغلب قارّات العالم،حيثُ سيظهر في كُل من أوروبا وافريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية،وغرب القارة الآسيوية،والقارّة المُتجمّدة الجنوبية.

هذا التوزيع الجغرافي الواسع للحالة الفلكيّة، سيُساهم في مشاهدة الحدث من قبل مئات ملايين السُكّان حول الأرض.

ويُطلَق على خسوف القمر الكلي (القمر الدم) نسبة إلى تلوُّن القمر باللون الأحمر النحاسي نتيجة انعكاس الأشعة تحت الحمراء على سطحه، وهي تسمية ليست علمية. ويُعد هذا الخسوف الأخير خلال العام الحالي 2015م .

وعلى الرُغم من أن خسوف القمر هو ظاهرة مُتكررة حول العالم،إلّا أن وجود القمر هذا الشهر في أقرب نُقطه لهُ من الأرض(الحضيض القمري )، سيجعل من الحدث أمراً أكثر نُدرة،كونه سيكون تحت مُسمّى “القمر العملاق Super moon”،أثناء دخوله في حالة الخسوف،علماً بأن المرّة الأخيرة التي حدث فيها الخسوف تحت مُسمّى القمر العملاق كانت في العام 1982،ولن تتكرر إلا في العام 2033,هذا يعني أن القمر سيكون أكبر بمقدار ما يُقارب 14%، وألمع بـ 30% من لمعانه المألوف.

ويمكن ملاحظة أن خسوف القمر لا يتكرر في كل شهر وهذا بسبب أن مستوى مدار القمر حول الأرض مائل بمقدار خمسة درجات بالنسبة لمستوى دوران الأرض حول الشمس، إلا انه توجد نقطتان حيث يلتقي المداران، وتسمى العقد القمرية، ويمكن للخسوف أن يحدث فقط بالقرب من تلك العقد القمرية.
ولعل أبرز ما يُميز هذا الحدث الفلكي هو إمكانية رؤيته دون الحاجة لأي معدّات فلكية مثل التلسكوب أو المنظار،حيثُ يظهر الخسوف واضحاً في السماء بالعين المُجردة،كما لا يُسبب النظر إلى الخسوف أي مشاكل للبصر،وذلك على عكس كسوف الشمس الذي يحتاج إلى نظارات خاصة لحماية العين من التلف.

جدير بالذكر أن هذا الخسوف الكلي للقمر يأتي ضمن سلسلة نادرة تسمى “الخسوفات الرباعية” والتي تتكون من أربعة خسوفات كلية للقمر متتالية يفصل بين كل خسوف منها ستة أشهر ولا يقع بينها خسوف جزئي أو خسوف شبة ظل.

وقد بدأت هذه السلسلة من الخسوفات الكلية بدأت في 15 ابريل 2014 ومن ثم 8 أكتوبر 2014، ومن ثم 4 ابريل 2015,وسوف تنتهي هذه السلسلة بخسوف 28 شتنبر 2015.

ومما لفت انتباهنا تصريح لأحد علماء الفلك وهو “روبرت ماسي” من المجمع الفلكي في بريطانيا، يقول فيه: “لا نعتبر هذه الظاهرة ذات قيمة فلكية إلا أن العديد من الناس يستمتعون بمشاهدتها”,هذه النتيجة وصل إليها هذا العالم بعد سنوات طويلة من مراقبة هذه الظاهرة ودراستها دراسة دقيقة, ولكن قبل قرون قليلة كان الناس يعتبرون أن كسوف الشمس وخسوف القمر من الظواهر المخيفة، فكانوا يظنون عندما تنكسف الشمس أن تنيناً ابتلعها، أو أن عظيماً مات، أو أن حدثاً خطيراً سيحدث. وغير ذلك من الأساطير التي لا تقوم على أساس علمي.

ويعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أول من وضع أساساً علمياً لهذه الظاهرة، فقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تعالى لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى وإلى الصلاة) [متفق عليه],ونستطيع من هذا الحديث النبوي الشريف أن نستنتج أن ظاهرة خسوف القمر ليست ذات قيمة أو تأثير على البشر أو مستقبلهم، بل هي مجرد ظاهرة كونية سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم (آية من آيات الله)، وهذه الظاهرة تدل على قدرة الخالق وعظمته ودقة صنعه.

إن الدين الإسلامي ذكر ظاهرة خسوف القمر وكيفية أداء صلاتها كما وحث على الصّدقة والدّعاء والتّكبير والصّلاة في هذا اليوم,فعندما ظهرت تلك الظّاهرة في عهد -رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- خرج من بيته فزعاً إلى الصّلاة، وبيّن كيفية أداءها ؛ وهي ركعتان، في كلّ ركعةٍ ركعتان وسجدتان وهذه الصّلاة متّفقٌ على أدائها عند رؤية هذه الآيات باتفاق العلماء، وحين صلّى بالصّحابة في هذا اليوم رأى الجنّة والنّار.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...