معرض الكتاب بطنجة تكريم الروائي الراحل إدريس الشرايبي.
افتتحت الدورة 12 للمعرض الدولي للكتاب بطنجة مساء الأربعاء 28 فبراير 2008، بتكريم الكاتب إدريس الشرايبي الذي يعد أحد أعلام الأدب المغربي باللغة الفرنسي.
افتتحت الدورة 12 للمعرض الدولي للكتاب بطنجة مساء الأربعاء 28 فبراير 2008، بتكريم الكاتب إدريس الشرايبي الذي يعد أحد أعلام الأدب المغربي باللغة الفرنسي.
وتطرق المشاركون في حفل التكريم إلى ذاكرة هذا الكاتب الكبير الذي بصمت مسيرته تاريخ الأدب المغربي المعاصر, والذي وافته المنية في أبريل الماضي عن سن الثمانين عاما.
وتعاقب عدد من المثقفين على منصة التكريم, من قبيل أحمد حيرث وقاسم باصفاو وعبد السلام قديري, لإعادة اكتشاف أعمال وكتابات هذا الروائي الذي خلف أحد روائع الأدب المغربي في صيغة السيرة الذاتية عبر رواية “الماضي البسيط”.
كما قدمت أرملة الكاتب شينا مكايلون الشرايبي شهادة مؤثرة حول الفقيد الذي ترك خلفه إرثا أدبيا محفوظا في18 رواية, عرفت نجاحا كبيرا ومشكلة بالتالي علامات مضيئة في تاريخ تطور الأدب المغاربي باللغة الفرنسية.
كما تميز حفل التكريم بعرض شريط وثائقي لأحمد المعنوني بعنوان “حوارات مع إدريس الشرايبي”, وينقل فيه المخرج آخر تصريحات الفقيد حول مسيرته, وأفكاره وتصوراته لعالم اليوم.
كما نظمت القنصلية الفرنسية بطنجة حفلا بمناسبة افتتاح المعرض الدولي للكتاب, أكبر التظاهرات الثقافية بمدينة البوغاز, والمنظم بتعاون بين المعهد الفرنسي للشمال وجمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي, وبدعم من مصلحة التعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا بالرباط.
وهنأ السفير الفرنسي جون فرانسوا تيبو, بهذه المناسبة, المنظمين بالجودة والشهرة التي راكمها المعرض الدولي للكتاب من خلال حسن التنظيم منذ إحداثه قبل 12 سنة.
وأوضح السفير, الذي أصر على التحدث إلى المدعوين لحفل الافتتاح باللغة العربية, أن المعرض يشكل فضاء للحوار بين المفكرين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط, ويتماشى مع روح التقارب والتعاون بين شعوب المنطقة, والتي يدعو لها مشروع الاتحاد المتوسطي الذي أعلن عنه أخيرا خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لطنجة.
وأكد القنصل العام الفرنسي بطنجة ألان بريكار أن المنظمين استطاعوا الحفاظ والرفع من جودة هذا “الحدث الذي يؤسس, كل سنة, لنقاشات من مستوى رفيع حول المواضيع الكبرى لزماننا الحاضر”.
وقال إن “أفكار كبار المفكرين والأدباء والفلاسفة من مختلف المشارب تتلاقى في جو من الحميمية واحترام الاختلافات, بهدف عرض مختلف وجهات النظر والتصورات بخصوص قضايا معاصرة كبرى”.
تجري جل فعاليات الدورة12 من المعرض الدولي للكتاب, المنظم تحت شعار “هويات هاربة”, بالمعلمة التاريخية قصر المؤسسات الإيطالية بطنجة بين27 فبراير و 2 مارس.
ومن منطلق التشارك والانفتاح على جمهور أقاليم الشمال, يروم المنظمون أيضا تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية في إطار المعرض بمدن تطوان والعرائش وشفشاون.
وستشكل “هويات هاربة”, وهي عبارة مقتبسة من رواية للكاتب المغرب عبد الفتاح كيليطو حول “المقامات”, أرضية خصبة لنقاشات ثقافية بين مفكرين وكتاب وفنانين وفلاسفة من مختلف المشارب.
ولهذا الغرض, وضع مفتش المعرض عمر برادة وفريق عمله برمجة غنية تسمح على الخصوص بالاستماع إلى حكايات عبد السلام الشدادي وزكية داوود, والفلاسفة باربرا كاسان وعلي بنمخلوف وعبد السلام بن عبد العلي, والكتاب فريديريك بوير وهوبرت حداد وليلى أبوزيد وإدريس جيدان ونيكول كاليغاري ودانييل مكسيم وغيرهم.
كما ستتميز الدورة12 من المعرض الدولي للكتاب بلقاءات مع الشعراء إمانويل هوكارد وحسن نجمي وبيير جوريس وأحمد عصيد, والقصاصين إلياس صنبر وثييري فابر ووسيلة تامزالي, والأنتروبولوجيين مود سانتيني وميشال بورلادي, والفنانين حسن دارسي و منير فاطمي, ورسام الطبيعة جيل كليمون, ومؤرخ العلوم أحمد الجبار, والباحث المتخصص في الإسلام رشيد بنزين.
كما ستقام في إطار هذه الدورة من المعرض الدولي للكتاب عدد من السهرات الفنية والقراءات الشعرية والروائية مع عرض مجموعة أفلام سينمائية ووثائقية.
وبالإضافة إلى هذه البرمجة الموجهة للراشدين بقصر المؤسسات الإيطالية, سيجري فتح مجموعة ورشات متخصصة موجهة للبراعم والأطفال الموهوبين, حيث ستتناول دورة الكتاب والحكاية وتسفير المجلدات والرقص وتاريخ الكتابة.
كما سيحظى المعرض بشرف العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل لفيليب فوكون “في الحياة”, والذي سيعرض بالخزانة السينمائية لطنجة بحضور مخرجه.
واختتم اليوم الأول من المعرض بسهرة للموسيقى الأندلسية من تقديم مجموعة زفير ورشيد بن عبد السلام, قدم خلالها عدد من روائع هذا التراث الموسيقي المشترك بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.