طنجة: افتتاح معرض جماعي لفنانات مغربيات تحت شعار “وساطات”

افتتحت، مساء أمس الجمعة بمعرض “دو لاكروا” بطنجة، فعاليات معرض جماعي لفنانات مغربيات تحت شعار “وساطات”، بحضور شخصيات من عالم الثقافة والفن.

طنجة نيوز – و.م.ع
في صورة: جانب من المعرض
افتتحت، مساء أمس الجمعة بمعرض “دو لاكروا” بطنجة، فعاليات معرض جماعي لفنانات مغربيات تحت شعار “وساطات”، بحضور شخصيات من عالم الثقافة والفن.

وتشارك في هذا المعرض الجماعي، الذي سيستمر إلى غاية 30 مارس القادم، خمسة فنانات تشكيليات، وهن دنيا واعليت وأمينة بن بوشتى وجويل أرنوت هانيبالي وإيمان فاخر وزوليخة بوعبد الله.

ويهدف هذا المعرض في بعده الفني، حسب المنظمين، إلى تسليط الضوء على الحس الفني للنساء ونظرتهن إلى العالم،وكذا إسماع صوتهن عبر آليات الإبداع الراقي في مختلف تجلياته.

واعتبر مفوض المعرض برنارد كولي أن هذا الموعد الفني “وساطات” يعد استمرارية فنية فكرية لمعرض سابق تحت شعار “لا نظام”، الذي عرف مشاركة خمسة فنانين رجال، والذي حاول إيصال فكرة مفادها أن زوال وأفول أي نظام فكري قديم متجاوز يقتضي، بالضرورة، تبني نظام جديد ينظم العلاقات الإنسانية عبر العالم ويسمو بالقيم الإنسانية إلى مراتب عليا شكلا ومضمونا.

وأضاف كولي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعرضين معا يسعيان إلى تطوير التفكير حول القضايا الأساس، مثل البحث عن الهوية والتواصل والتلاقح، والمساهمة في بلورة مفاهيم جديدة في العالم المعاصر ومواجهة كل أشكال المعاناة، مبرزا أن “النساء تمكن باقتدار من تجاوز حدود الممنوع، والانخراط في عالم جديد يبدد المفاهيم القديمة ويتبنى مسارات خلاقة تتوافق والتحولات الطارئة على العالم، كما تمكنت النساء من الاستماع إلى نبضات آثمة ومساءلة الواقع من خلال الفن”.

من جهته، قال مدير المعهد الفرنسي بطنجة، ألكسندر باجون، إن معرض الفنانات المغربيات يندرج في إطار مشروع يؤطر التفكير حول كيف يمكن أن يضطلع الفنان بدور الوساطة بين العالم الحقيقي والآخر الافتراضي بلمسة جمالية خاصة.

وأضاف أن المعرض يتيح فرصة ل”جمهور حاضرة طنجة للاطلاع، عن قرب، على إبداعات خمس فنانات يعالجن، باقتدار كبير، قضايا الهوية، والأجسام مجهولة الهوية، والحب والجمال”، مشيرا إلى أن هذا المعرض “يقدم مزيجا ناجحا بين الجمال والمقدس، والذي ليس إلا الحب”.

واعتبر باجون أن “هؤلاء النساء الفنانات يظهرن أن نظام العالم لا يتشكل بالعقل والمنطق بل عبر الحس والجمال، وعبر الأعمال التي تعكس لمسة الأنوثة والإحساس الرهيف للفنانات المغربيات”.

والفنانة دنيا واعليت، التي توفيت سنة 2009، من الفنانات القليلات اللواتي حاورن المعدن في إبداعاتهن وزاوجن بينه وبين التشكيل، وهي من القليلات أيضا اللواتي لم تحصرن أنفسهن في الإبداع التشكيلي فقط بل تفننت في مجال النحت والموسيقى، وتركزت معظم إبداعتها حول ذكريات الطفولة بحنين كبير، وكانت متشبعة بقناعات فنية انبهرت بعبقرية فنانين عالميين كبار من أمثال بيتهوفن وشوبان وموزارت.

ويقدم المعرض العديد من أعمال الفنانة الراحلة دنيا واعليت منها “بلا عنوان 1998″، “قماش ورصاص 2006″، و”البلاستيك الشفاف والرصاص 1998″ و”زجاج ومطاط”.

وتعرض الفنانة جويل أرنوت أعمالها البديعة، التي تتشكل من شخصيات وأجسام، وهي تهدف من خلال هذا النوع من الإبداع إلى تقديم شكل من أشكال التعبير يقوم على أحرف مشخصنة قد ترمز إلى جدلية العلاقة بين الإنسان واللغة، ويتجلى ذلك خاصة في لوحتي “أرجل 2013″ و”عيون 2009″ و”أجسام معروضة”.

ويطلع رواد المعرض على اللمسات الحساسة الخاصة لزليخة بوعبد الله، التي تظهر براعة إبداعية تعكس العمل التعبيري الدقيق للفنانة وتسخيرها للفن لإبراز معاني الحب والعاطفة.

من جانبها، تقدم الفنانة إيمان فاخر، التي سبق وأن مثلت المغرب في معرض مارسيل سنة 2013 وتعرف من خلال إبداعها التصويري “صواني الكعكة”، بتشكيلات غريبة تجعل غير المرئي مرئيا بجمالية قل نظيرها في هذا النوع من التعبير.

وتعرض إيمان فاخر، بالمناسبة، عملها الأخير المنجز سنة 2014 بالدار البيضاء، والنحت عبارة عن صخرة مكسوة بمرئيات مختلفة تعكس قراءتها ورؤيتها للأشياء المحيطة.

وتعرض أمينة بنبوشتى إبداعا بعنوان “وساطة”، وهو صورة لامرأة تهرب من ظروفها القاسية ومعاناتها مخترقة غابة،وهي صورة تربك فكر المتلقي الذي لا يتسنى له معرفة إن كانت المرأة صياد أو شخص مطارد.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...