طنجة تحتضن الدورة الثانية من الندوة الدولية “طنجة-امستردام حوار”

دعا المشاركون في الدورة الثانية من الندوة الدولية “طنجة-امستردام حوار” ،التي التأمت أمس الجمعة بطنجة ،الى تعزيز التعاون الأورومتوسطي من أجل مواجهة تهديدات “الجهادية الأوروبية” ، الظاهرة التي تنامت بشكل مثير في السنوات الأخيرة.

دعا المشاركون في الدورة الثانية من الندوة الدولية “طنجة-امستردام حوار” ،التي التأمت أمس الجمعة بطنجة ،الى تعزيز التعاون الأورومتوسطي من أجل مواجهة تهديدات “الجهادية الأوروبية” ، الظاهرة التي تنامت بشكل مثير في السنوات الأخيرة.

ولاحظ الخبراء والمفكرون المشاركون في اللقاء ،المنظم من طرف المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية حول “الجهادية الاوروبية وتأثيرها على الأمن في الفضاء الاورومتوسطي” ،أن المنطقة تواجه تهديدا مشتركا بسبب انتشار الأصولية و التطرف ، الأمر الذي يتطلب رد فعل مشترك ومتضافر .

واشار المتدخلون الى ان الحركة الجهادية ، التي تطورت بموازاة مع بروز مواقع النزاع و الصراع خاصة في أفغانستان و العراق وفي منطقة الساحل ، عرفت منعطفا حقيقيا مع اندلاع الحرب في سوريا ، كفضاء للمواجهة الأيديولوجية سهل الولوج ، والذي استقطب ، حسب التقييمات ، أكثر من 35 الف من المقاتلين الأجانب ، بمن فيهم مواطنو الاتحاد الأوروبي .

واعتبر خبراء وأمنيون ودبلوماسيون مشاركون في اللقاء ان عودة المجاهدين من مناطق النزاع المسلح ،خاصة من سوريا ،يطرح اشكالا كبيرا ،يتطلب التعاون في رصد ومواجهة المفاهيم الاصولية والسلفية الجهادية التي تشبع بها هؤلاء الاشخاص.

وقال رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية محمد بنحمو أن أمن المنطقة الأورومتوسطية يشكل شأنا مشتركا وجماعيا يستدعي تضافر الجهود في إطار المسؤولية الجماعية و التدبير المشترك للأمن ،داعيا إلى وضع استراتيجية واضحة المعالم تقوم على تبادل أفضل للمعلومات بين دول المنطقة و تقاسم الخبرات والممارسات الناجحة في هذا المجال.

وابرز ان التعاون المشترك يجب أن يندرج في نطاق منطق الشراكة و يقوم على رؤية متعددة الأبعاد ، تتضمن الجوانب الأمنية والتنمية البشرية والحوار بين الحضارات.
كما أكد المشاركون على غياب تصور موحد لمفهوم “الجهادي” مشيرين إلى أن الامر يتعلق بظاهرة تعبئ أفرادا من حالات أسرية مختلفة، ومن أصول مختلفة ،وهم عامة على اتصال بما يعرف ب”مواقع الاتصال الجهادية ” ، والتي تغذيهم بكم كبير من الصور والفيديوهات والمعلومات عن مناطق النزاعات ، والتي تحمل شحنة عاطفية كبيرة.

واعتبروا ان مشاكل من قبيل فشل الاندماج في بلدان الاستقبال الأوروبية، وقضايا الفقر والإقصاء الاجتماعي تساهم في تفشي ما يعرف ب”الجهاد الأوروبي” ، مشيرين إلى أهمية إدماج البعد الاجتماعي والاقتصادي في جهود الحد من انتشار التطرف والمفاهيم الاصولية التي يتبناها بعض الاشخاص ،وإيلاء اهتمام أكبر لدور الشبكة العنكبوتية والشبكات الاجتماعية في استقطاب الجهاديين .

ويعتبر المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية من المؤسسات الفكرية المهمة على مستوى افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا المتخصصة في مجال الدراسات الاستراتيجية حول الأمن في القارة الأفريقية، ويجري المركز بحوثا ودراسات ويقدم تحليلات بشأن القضايا الدولية الاستراتيجية المهتمة بمجال الدفاع. وسبق أن وقع المركز اتفاقيات شراكة مع ازيد من 60 مركزا لها نفس الاهتمام، وتضم شبكته الدولية اكثر من 50 خبيرا منتسبا عبر مختلف أنحاء العالم.

و م ع

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...