طنجة.. غنى وتنوع الخطاب التعبيري الإفريقي محط اهتمام الدورة الـ18 للمعرض الدولي للكتاب والفنون

أبرز الكتاب والمفكرون والصحفيون المشاركون في الموائد المستديرة المنظمة بطنجة في إطار فعاليات الدورة الـ18 للمعرض الدولي للكتاب والفنون، أمس الخميس، غنى وتنوع الخطاب التعبيري الإفريقي، الذي يعكس ثراء التقاليد الثقافية والتعددية اللغوية في القارة السمر

أبرز الكتاب والمفكرون والصحفيون المشاركون في الموائد المستديرة المنظمة بطنجة في إطار فعاليات الدورة الـ18 للمعرض الدولي للكتاب والفنون، أمس الخميس، غنى وتنوع الخطاب التعبيري الإفريقي، الذي يعكس ثراء التقاليد الثقافية والتعددية اللغوية في القارة السمراء.

وأكد المشاركون في هذا المعرض، الذي ينظمه المعهد الفرنسي إلى غاية يوم الأحد القادم، في إطار موسمه الثقافي بشراكة مع جمعية طنجة للعمل الثقافي، أن هذا الغنى التعبيري ينعكس أيضا من خلال انفتاح الأدب الإفريقي على اللغات الغربية، كوسيلة للنقل والتقديم الحديث للفكر الإفريقي.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب والدبلوماسي الكونغولي هنري لوبيز، خلال مائدة مستديرة حول موضوع “التعددية اللغوية في إفريقيا “، على خصوصيات وسائط التعبير الإفريقية، التي اختزلت ولفترة طويلة من الزمن في طابع شفوي كمصدر ثراء وتنوع، بحكم تعدد اللغات واللهجات في القارة السمراء.

وأشار إلى أن الكتاب والمثقفين في دول جنوب الصحراء متشبعون بشكل طبيعي بهذه البيئة الثقافية المزدهرة، غير أنهم غالبا ما يختارون الكتابة والتعبير باللغات الغربية، بما فيها الفرنسية والإنجليزية، التي يمكن أن تعطي قدرا أكبر من التعبير و الانفتاح على جمهور أوسع.

وأضاف أن الكتاب الأفارقة، وبعيدا عن كونهم مجرد مستخدمين للغتي موليير و شكسبير، عملوا على ملاءمة هذه اللغات وفقا لأحاسيسهم ومشاعرهم الخاصة ورموز التعبير، وساهموا بذلك في تطوير دعائم أدب إفريقي متكامل يتميز بالتنوع سواء من حيث الإطار اللغوي أو من حيث الجمالية.

ومن جانبه، أبرز الكاتب المالي إبراهيما آية، أهمية احترام حرية الكاتب في اختيار لغة التعبير وكذا المواضيع التي يعالجها، معربا عن تقديره للكتاب الذين يقررون الخوض في الكتابة بلغاتهم الأم والأصيلة الإفريقية، والمساهمة من خلال هذه المبادرة “المناضلة “، في إثراء الثقافة البشرية.

كما أشار إلى أن التنوع اللغوي يشكل حقيقة وواقعا قائما لعدة قرون في مالي، بلد التلاقح والتبادل الثقافي، حيث واكبت ورافقت اللغة العربية مسار انتشار الإسلام، التي سبق وجودها بمالي اللغة الفرنسية، والتي ساهمت بدورها في اغناء البعد اللغوي والثقافي المتفرد للمنطقة.

وأكد الكاتب الفرنسي من أصل كونغولي آلان ما بانكو أيضا على قدرة الكتاب الأفارقة على بصم طريقهم الخاص عبر التعبير باللغات الغربية،معتبرا أن الأهم بالنسبة للكاتب يتمثل في أن تقرأ إبداعاته والتوجه نحو أوسع جمهور ممكن، في عالم تنمحي فيه الحواجز اللغوية والتواصلية بشكل متزايد.

وسيشكل المعرض على مدى خمسة أيام، فضاء للكتاب والفنانين ورجال الفلسفة والفكر، الذين لهم ارتباط وثيق بهذه القارة، لتبادل الأفكار ووجهات النظر حول تنوع إفريقيا ومستقبلها .

ويستضيف المعرض أعمالا إبداعية بالعربية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية، كما سيكون الأدب وأيضا المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية والسينما والفنون الجميلة الأخرى محور نقاشات وتأملات عبر لقاءات موضوعاتية ستتضمنها فقرات برنامج المعرض.

ومن أجل التعريف بالكتاب والتشجيع على القراءة، ستنظم في إطار المعرض على مستوى المؤسسات التعليمية التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان ومؤسسات التعليم الفرنسي بطنجة، ورشات بيداغوجية مؤطرة تدخل ضمن المباراة الجهوية “متعة القراءة “.

ويشارك في فعاليات المعرض نحو أربعين عارضا، من كتبيين وناشرين ومؤسسات مهتمة بمجال النشر و جمعيات من المغرب والخارج، تشجيعا للقراءة والنشر.

و م ع

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...