طنجة: مهرجانات الفن والعائلة والحزب والدجاجة التي تبيض ذهبا

في عز الحديث عن أزمة مالية تبرز تجلياتها يوما بعد اخر، لا تزال حمى المهرجانات تتواصل بطنجة بشكل يطرح أكثر من تساؤل حول مصادر التمويل السخية وعلاقات العائلة والأحزاب في نجاح أشهرها، بينما لا تجد مهرجانات أخرى ذات أبعاد ثقافية,اجتماعية طريقها نحو النج

طنجة نيوز
في عز الحديث عن أزمة مالية تبرز تجلياتها يوما بعد اخر، لا تزال حمى المهرجانات تتواصل بطنجة بشكل يطرح أكثر من تساؤل حول مصادر التمويل السخية وعلاقات العائلة والأحزاب في نجاح أشهرها، بينما لا تجد مهرجانات أخرى ذات أبعاد ثقافية,اجتماعية طريقها نحو النجاح لتمثل نموذجا للهواية وتغرق في الارتجالية.

في موسم الصيف أو حتى الشتاء، ومناسبات دينية لم تسلم من التوظيف والاستغلال من أجل برمجة مهرجانات نخبوية تحظى بملايين الدراهم، واستقطاب نجوم من العالم في الغناء والطرب والمديح، وذلك من أجل الاحتفاء بخير البرية والانتقال من المحلية إلى العالمية.

إعلان

لم تكشف الجهة المنظمة لأي مهرجان، عن تفاصيل الأموال الضخمة ولا حتى أسباب نزول الدعم السخي من مؤسسات تابعة للدولة في تقديم الدعم المالي، بينما شرعت هذه المؤسسات نفسها في بيع أملاكها في المزاد العلني من أجل توفير المال للمساهمة في تمويل مشاريع طنجة الكبرى.

دعم مالي كبير ونجوم كبار من العالم وإمكانيات لوجيستكية ضخمة وجوقة إعلامية تسبح باسم المهرجان، لكن ذلك الدعم السخي قادم من مؤسسات تبيض ذهبا، والمثير الذي يستحق التأمل هو كون تلك المؤسسات التي تلد الذهب لا يرأسها سوى المنظمون للمهرجان ليتمازج السياسي والحزبي والعائلي في شكل كاريكاتوري منتجا مهرجان الناي والطبل.

بعض المؤسسات المشاركة فعلا في التمويل هي مؤسسات عمومية ميزانتها من جيوب دافعي الضرائب، لتذهب تلك الأموال لتنظيم المهرجانات بينما المواطن المسكين لا ناقة له ولا جمل ولا دعوة لحضور المهرجان، حيث يتطلب دعوة من المقربين أو تذكرة تباع بمئات الدراهم، تضاف إلى الدارهم التي دفعها لمصالح الضرائب.

المهرجانات النخبوية، تكشف وجها أخر لمنطق الريع والعلاقات الحزبية والعائلية، وتطرح في نفس السياق إشكالية مصير الأشخاص العاديين الذين لا يملكون هذه العلاقات في تنظيم مهرجان للشعرأو القراءة بالأحرى أستقطاب نجوم الطرب الكبار.

إن الانتقال من المحلية إلى العالمية يجب أن يتمثل في الحكامة وحماية المال العام والدمقراطية والشفافية في جميع الأنشطة الثقافية والحزبية والابتعاد عن منطق العلاقات العائلية والحزبية في تنظيم المهرجانات وترسيخ ثقافة المهرجانات التي تعود البلاد والعباد بالنفع الكبير.

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...