من صدقة مرفوضة إلى مأساة.. حادث سيدي بوعبيد يفضح غياب المراقبة الاجتماعية

لم يكن المارة بمحيط سيدي بوعبيد بمدينة طنجة، زوال الجمعة، يتوقعون أن يتحول المشهد العادي لعبور سيدة للطريق إلى حادث مأساوي سيهز الرأي العام. امرأة في وضعية تشرد، مجهولة الهوية، باغتت سيدة برش وجهها بمادة حارقة يُرجح أنها “الماء القاطع”، متسببةً لها في حروق خطيرة على مستوى الوجه والعنق.

وبينما انشغل المواطنون بمحاولة إنقاذ الضحية، التي أُسعفت على وجه السرعة نحو المستشفى، تحرّكت العناصر الأمنية بسرعة وأوقفت المعتدية بعين المكان. لكن الحادثة لم تمرّ كغيرها من الجرائم العابرة، بل فجرت نقاشا أوسع حول الخطر المتزايد الذي قد يشكله أشخاص يعيشون في وضعيات هشة، ويُتركون يتجولون في الشوارع دون رعاية أو متابعة طبية ونفسية.

ظاهرة تتفاقم بصمت
مصادر من عين المكان أكدت أن المعتدية كانت تعيش في الشارع منذ مدة، معروفة بطلب الصدقات والتجول في الأحياء، لكن لم يكن أحد يتوقع أن تُقدم على فعل صادم بهذا الحجم. الحادث يضع علامات استفهام حول غياب تدخل فعّال لمواكبة حالات التشرد، خصوصا تلك التي تعاني من اضطرابات نفسية أو إدمان، وهو ما يحوّلها إلى “قنابل موقوتة” قد تنفجر في وجه أي مواطن بريء.

مطالب بمقاربة شاملة
هيئات حقوقية وجمعوية كانت قد حذرت مرارا من المخاطر المرتبطة بتنامي أعداد المتشردين في شوارع طنجة، بينهم نساء وأطفال، في ظل غياب مراكز إيواء كافية وخطط حقيقية لإعادة إدماجهم. حادثة الجمعة، بكل ما حملته من رعب وصدمة، تُعيد إلى الواجهة سؤال المسؤولية: من يحمي المواطن من الانعكاسات الخطيرة لهذه الظاهرة؟

في انتظار نتائج التحقيق الأمني، تبقى واقعة سيدي بوعبيد جرس إنذار مدوٍّ، ورسالة واضحة بأن معالجة ملف التشرد لم يعد ترفا اجتماعيا، بل ضرورة لحماية الأرواح وحفظ كرامة المدينة وساكنتها.

إعلان

إعلان

قد يعجبك ايضا
جار التحميل...