حريق غابة هوارة يلتهم 82 هكتارًا ويقاوم السيطرة رغم تعزيزات الطائرات
لا تزال ألسنة النيران تلتهم غابة هوارة بضواحي مدينة طنجة، في حريق مهول دخل يومه الثالث، وسط جهود مستمرة من فرق الإطفاء التي تسابق الزمن للحد من اتساع رقعة اللهب.
ووفق معطيات ميدانية، فقد ارتفعت المساحات المتضررة من الحريق إلى 82 هكتارًا مع حلول مساء اليوم الأربعاء، بعدما كانت في حدود 60 هكتارًا عند منتصف النهار، في مؤشر على سرعة انتشار الحريق بسبب الرياح الشرقية القوية ودرجات الحرارة المرتفعة التي تجاوزت الثلاثين درجة مئوية.
ورغم المجهودات المكثفة، تواصل فرق الإطفاء تركيزها على ثلاث بؤر نشطة تتصاعد منها أعمدة الدخان، في محاولة لتطويق النيران ومنعها من التمدد مجددًا نحو القرى المجاورة. وقد عرفت العملية تعزيزات جديدة بإرسال طائرتين إضافيتين من نوع “كانادير”، المتخصصة في إخماد حرائق الغابات، وهو ما ساعد نسبيًا في كبح تمدد النيران مؤقتًا.
المشهد في غابة هوارة يعيد إلى الأذهان كوابيس صيف 2022، حيث أتت الحرائق حينها على مساحات شاسعة من الغابات في الشمال المغربي، وخاصة بإقليم العرائش. ومع بداية الموسم الصيفي مبكرًا هذه السنة، بات خطر الحرائق يلوح في الأفق من جديد، مهددًا الغطاء الغابوي الكثيف الذي تتميز به المنطقة.
من جهتها، أعلنت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بطنجة، اليوم الأربعاء، توقيف شخص يشتبه في إشعاله الحريق عمدًا، حيث جرى ضبطه من طرف عناصر الدرك الملكي بالقرب من موقع الحريق وبحوزته عدة ولاعات. وقد تم وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي في انتظار عرضه على أنظار العدالة.
وتُظهر خريطة المخاطر الوطنية أن شمال المملكة، بفعل غطائه النباتي الكثيف وتزايد الظواهر المناخية المتطرفة، بات من أكثر المناطق عرضة للحرائق، ما يتطلب يقظة دائمة وتدخلاً سريعًا للحد من الخسائر البيئية والاقتصادية التي ترافق مثل هذه الكوارث.