الشيخ الفزازي يتحدث عن العفو الملكي في حق الإسباني دانييل
نشر الشيخ محمد الفزازي، مقالا بصفحته على الفيسبوك، عنونه بـ: “عن العفو الملكي في حق الوحش دانيال…”، فيما يلي النص الكامل:
نشر الشيخ محمد الفزازي، مقالا بصفحته على الفيسبوك، عنونه بـ: “عن العفو الملكي في حق الوحش دانيال…”، فيما يلي النص الكامل:
بسم الله الرحمن الرحيم
عن العفو الملكي في حق الوحش دانيال…
لم أكن لأتخلف في موضوع حساس مثل هذا [العفو عن مغتصب الأطفال] لا سيما بعد أن تكلم فيه من يحسن ومن لا يحسن. ولقد تخلفت على الرغم من طلب رأيي من طرف غير قليل من المنابر الإعلامية وذلك للأسباب التالية:
عدم إلمامي بحقيقة مسطرة العفو الملكي وعدم وضوح الصورة. والحكم على الشيء فرع عن تصوره.
يقيني في أن الملك لا يمكنه أن يعرف كل المرشحين للعفو وهم أحيانا بالآلاف. ورجحت أن يكون ما حدث مجرد خطإ رغم فظاعته. فالخطأ كما يكون في صغار الأمور يكون في عظيمها.
يقيني في أن الملك لا يمكنه أن يعفو عن مجرم ارتكب ما ارتكبه دانيال. لأنه أب قبل كل شيء. ولأنه أب معنوي لكل أطفال المغاربة باعتباره ولي أمرهم وأمر آبائهم وأمهاتهم… ولأنه إنسان سوي… وألف محال أن يفرط شخص بهذا الوزن وهذه الصفات في كرامة طفل واحد بله أحد عشر طفلا وهو يعلم أن كرامة طفل واحد هي كرامة كل المغاربة.
الآن أقول رأيي. ليس لأن الصورة اتضحت فحسب، ولكن للأسباب التالية:
صدور بلاغ من الديوان الملكي يفيد بأن الملك لم يكن يعلم بحقيقة دانيال. وهذا خبر أثلج صدري.
انتصاب بعض الأقلام المسمومة لتصفية حسابها مع المؤسسة الملكية بقدر كبير من النذالة والخسة. وليس هناك أنذل ممن يمتطي أحاسيس أسر الضحايا وآلامهم في موضوع اسمه “الاغتصاب” ليصفي الحساب السياسي والإديولوجي مع مؤسسة ضاربة في أعماق التاريخ. وهكذا رأيت نفس الوجوه العبوسة والماكرة تحرض على الخروج على الملك جهارا… وقفات واحتجاجات… في أفق ثورة عارمة – يتمنونها -… لا تبقي ولا تذر.
لقد رأيت بعض من أكن لهم التقدير قد انطلت عليهم الحيلة … فخرجوا ظانين أنهم يدافعون عن كرامة أطفالنا… في حين هم على طريق فتنة لو استفحلت – لا قدر الله – لأتت على الأخضر واليابس… {والفتنة أشد من القتل}
من يريد رأيي في الموضوع بصدق أقول له بأنني لم أكن أقنع بغير حكم الإعدام في حق الوحش دانيال. ولو كان هذا حصل، لما كان هناك خطأ بالعفو أصلا… لكن قدر الله وما شاء فعل، ولست أنا من يقدر ما يكون وما لا يكون…. لقد قال القضاء كلمته وانتهى.
وبكل صدق أيضا أقول على إسبانيا أن تتحلى بقدر من المروءة والأخلاق وأن ترد المجرم إلى الدولة المغربية بعدما علمت بأن ملك المغرب لم يكن يعلم حقيقة الجرائم التي ارتكبها دانيال. وبناء عليه فإن العفو الملكي صدر عن خطإ وهو بهذا الاعتبار – أي العفو – لاغ وباطل.
وفي الختام، أقول للذين يزايدون على كرامة المغاربة وأطفالهم، وأنا أعلم أنه لا كرامة لبعضهم لما أعرفه عنهم من تفسخ وانحلال… أقول لهم كفُّوا عن اللعب بمستقبل البلاد… فأنتم – حاشا المغرر بهم – آخر من يتكلم عن كرامة الأطفال. لا تكونوا كالعاهرة التي تحاضر في الشرف. وكفّوا عن الاعتداء على ثوابت المغرب والمغاربة قبل أن تكونوا أول الحطب في فرن عدوانكم….
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
وحرره محمد الفزازي _ طنجة. في 26 رمضان 1434 للهجرة. موافق 04 . 08 . 2013م